فلسطين أون لاين

تقرير الفتاة "عبيد".. تترنّح على أَسِرّة المرض بانتظار السماح لها للعلاج بالخارج

...
حاجز بيت حانون (إيرز) (أرشيف)
غزة/ جمال غيث

تخشى الفتاة إسلام عبيد (29 عامًا) من تدهور حالتها الصحية وتفشي مرض السرطان في جسدها، في ظل استمرار منع الاحتلال الإسرائيلي سفر المرضى لتلقي العلاج في مستشفيات الضفة الغربية والأراضي المحتلة عام 1948.

والفتاة إسلام، واحدة من مئات المرضى في غزة تنتظر سماح الاحتلال لها بالسفر لتلقي العلاج اللازم وغير المتوفر في قطاع غزة المحاصر إسرائيليا منذ نحو 13 عاما.

وأصيبت إسلام بسرطان الثدي قبل عام، وتطور مرضها، ما دفعها إلى إجراء عملية استئصال في مجمع الشفاء الطبي في إبريل/ نيسان 2019، وتطلب خضوعها للعلاج الإشعاعي في الضفة الغربية، لكن الظروف السائدة حالت دون سفرها بعد أن كان مقررا لها بداية يوليو/ تموز الماضي.

وتتذرع سلطات الاحتلال بوقف سفر المرضى من غزة للعلاج في الضفة والداخل المحتل بذرائع أمنية واهية.

تطور المرض

واكتشفت إسلام المرض بعد شكوى من وجود ورم في جسدها، ثم تطور المرض منتصف العام الماضي، ما دفعها للتوجه للأطباء المختصين وإجراء أكثر من صوة مقطعية وتحاليل طبية لينتهي بها المطاف بالتأكيد على أنها مصابة بسرطان الثدي في مراحله المتطورة، لتخضع لعملية استئصال الثدي.

وخضعت الفتاة التي تقطن في مخيم الفالوجا شمال قطاع غزة، لثماني جرعات علاج كيماوي، لمنع تفشي المرض والقضاء عليه، لكنها لم تستكمل رحلة علاجها.

تقول لصحيفة "فلسطين": إن سلطات الاحتلال تماطل في السماح لها بالوصول إلى مستشفيات الضفة عبر حاجز بيت حانون (إيريز) شمال القطاع؛ بزعم الفحص الأمني وصغر سنها.

وما يزيد آلامها عدم وجود علاج بالإشعاع الكيميائي أو الهرموني في غزة، وأن علاجها بالكامل مرتبط بسفرها إلى الخارج، تحديدًا في مستشفيات الضفة الغربية أو مستشفيات الداخل المحتل أو الأردن أو أي مستشفيات خارجية متطورة لديها علاج لمرضى السرطان، وفق قولها.

وتبدي إسلام قلقها على صحتها وتخشى من انتقال الورم إلى ثديها الآخر.

ويضطر آلاف المرضى في غزة إلى التوجه لمستشفيات الضفة والقدس المحتلتين، إلا أن سلطات الاحتلال تمتنع عن إصدار الكثير من تصاريح السماح للمرضى بالعبور والوصول إلى وجهتهم.

الباحث في المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان عزام شعث، أوضح أن قطاع غزة يعاني أزمة في الجانب الصحي، مرجعًا ذلك لعدم توفر الإمكانيات جراء استمرار الحصار، وعدم توفير وزارة الصحة في رام الله الحصة الدوائية للمرضى بسبب التجاذبات السياسية.

وقال شعث لصحيفة "فلسطين": إن أصحاب الأمراض الخطيرة في غزة يعانون أزمة مضاعفة منذ مارس/ آذار الماضي بسبب جائحة كورونا، وزادت حدتها حرمان الاحتلال عشرات المرضى من تلقي بروتوكولاتهم العلاجية بذرائع وهمية، وانعكس ذلك بالسلب على أوضاعهم الصحية وجعلهم عرضة للخطر لعدم توفر العلاج اللازم لهم في القطاع.

ولفت إلى تراجع الحالة الصحية لعشرات المرضى بالقطاع لعدم استكمالهم رحلة علاجهم في الخارج.

ونوه إلى عدم توفر الأدوات والأجهزة اللازمة لتقديم العلاج الإشعاعي بغزة بسبب منع الاحتلال دخولها أيضا.

بدائل عاجلة

وأضاف شعث أن الخدمات التي تقدمها مستشفيات غزة لمرضى السرطان محدودة وغير كافية ولا بديل عن إيجاد آلية مناسبة لتمكين المرضى من الحصول على تحويلات طبية للعلاج بالخارج، والضغط على الاحتلال لتسهيل وصولهم للمستشفيات والسفر.

واعتبر أن مستقبل مرضى السرطان وأصحاب الأمراض الخطيرة بغزة، مؤلم جدًا، ولا بد من تدخل كل الجهات المعنية لضمان وصول المرضى للمستشفيات ليلقوا العلاج اللازم "وهذا حقهم المكفول بموجب القوانين والاتفاقيات الدولية".

وكان المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان قال في وقت سابق: إن الاحتلال منع سفر نحو 51 ألف مريض من أصل 179 ألفا و746، طلبوا الخروج للعلاج في مستشفيات الضفة الغربية، في الفترة بين يناير/ كانون الثاني 2008، وديسمبر/ كانون الأول 2018.

وأضاف في تقرير أن الاحتلال منع خلال العام الماضي فقط، 35 بالمئة من العدد الإجمالي للمرضى، من التنقل للعلاج.

وشهد عام 2018، وفق وزارة الصحة، وفاة 56 حالة، لم يسمح لها الاحتلال بالعلاج خارج غزة، فيما بقيت الكثير من الحالات ذات الأمراض الصعبة، مثل الفشل الكلوي والسرطان تعاني داخل القطاع.