مع اقتراب يوم الأسير الفلسطيني الذي يوافق يوم غد الاثنين، يعم استياء شديد في أوساط عائلات الاسرى نتيجة تناقص اعداد المشاركين في الاعتصامات الاسبوعية المتضامنة مع الاسرى.
ووجهت عائلات الاسرى اللوم إلى الجهات الرسمية والشعبية والفصائل الفلسطينية لتقاعسهم عن اظهار التضامن القوي مع الاسرى وخصوصا في ظل شروع الاسرى في اضرابات فردية احتجاجا على اوضاعهم اليومية وسياسة الاعتقال الاداري.
يقول أمين شومان رئيس الهيئة العليا لمتابعة شؤون الأسرى لصحيفة "فلسطين": "تتحمل فصائل العمل الوطني والإسلامي المسؤولية عن هذا التراجع كون الأسرى من أبناء الفصائل، ومن واجب قيادات هذه الفصائل حشد المؤيدين والأنصار للمشاركة في هذه الاعتصامات".
ويضيف: "إضافة إلى أن التراجع يعود إلى كثرة المناسبات الوطنية التي ينشغل بها المواطن الفلسطيني، كما أن الإضرابات الفردية والتي حدثت على مدار الخمس سنوات الماضية أنهكت الجميع، وكذلك ضعف مشاركة عائلات الأسرى انفسهم في هذه الاعتصامات امام مقرات الصليب الأحمر وسط المدن".
ولفت شومان قائلا: "المخابرات الاسرائيلية ترقب وترصد هذه الاعتصامات ومدى قوتها وضعفها، وعلى ضوء هذه الاعتصامات يتم التعامل مع الأسرى، فقوة الاعتصام تعطي اشارة قوية للمخابرات الإسرائيلية ان الأسرى يقف خلفهم شعب فلسطيني منتفض، والعكس تكون المشاركة الضعيفة رسالة سلبية تترجمها المخابرات على واقع الأسرى بالقمع وتشديد الاجراءات".
اما والدة الاسير حاتم جيوسي المحكوم ستة مؤبدات التي تشارك في الاعتصام الاسبوعي للأسرى امام مقر جمعية الصليب الاحمر في مدينة طولكرم فتقول لصحيفة "فلسطين": "هذا الضعف في عدد المشاركين يؤلم قلوبنا، ففلذات اكبادنا في سجون عنصرية، ونحن نبخل عليهم بوقفة تضامنية قصيرة، وعلينا ان لا نتذكر الاسرى في مواسم معينة فقط وننساهم بقية ايام العام".
من جانبه، يقول د.أمين أبو وردة الذي أعد دراسات عن الأسرى داخل الأسر وأصدر كتبا عنهم: "لاشك ان الاعتصامات الاسبوعية مهمة والمشاركة القوية فيها تعطي مؤشرا ايجابيا على ان قضية الاسرى تحتل المكانة الاولى ، بينما ضعف المشاركة يعتبر انتكاسة وطنية لأن المؤشر سلبي وان الاسرى فقط قضيتهم عند عائلاتهم وبعض الاصدقاء".
ويضيف أبو وردة لصحيفة "فلسطين": "الاحتلال يرقب حركة الاعتصامات واعدادهم ويحاول ان ينال من عزيمة الاسرى بالقول لهم ان احدا لا يبالي بهم وها هي صور المتضامنين معهم في مراكز المحافظات الفلسطينية، فالمساندة اليومية للأسرى تزيد من فرص انتصارهم في معركتهم ضد إدارة السجون، وكلما كانت المساندة قوية كانت النتائج على الارض قوية، وهناك عتب ولوم من الاسرى لضعف المشاركة الشعبية والفصائلية والرسمية في الاعتصامات الاسبوعية".
ويشير ابو وردة الى ان المؤسسة الرسمية ومن ثم مؤسسات المجتمع المدني العاملة في مجالات الأسرى تتحمل المسؤولية عن هذا الضعف ، حيث هناك تقصير في خلق ثقافة دعم وإسناد الأسير؛ الأصل أن تكون هناك مساحات أكبر وأوسع ومتعددة في وسائل الإعلام المحلية والرسمية، كما أن المؤسسات التربوية، وتحديدا وزارة التربية والإعلام والثقافة، عليها واجب وطني تجاه أكثر الجوانب إلحاحاً من جوانب القضية الفلسطينية وهم الأسرى، حيث إن الإنسان الفلسطيني الأسير يموت ويندثر في السجن دون أن تتحرك بداخلنا المشاعر ".