فلسطين أون لاين

تنفذه بلدية غزة على غرار الدول الأوربية المتقدمة

تقرير "الحاويات المطمورة" .. مشروع عصري بفوائد "ثلاثية الأبعاد"

...
resize.jpg
غزة/ يحيى اليعقوبي:

في مشروع "طمر حاويات القمامة" يختفي التلوث البصري أمام ناظريك، فأنت عليك فقط وضع ظرف القمامة في فتحة أعلى مزراب معدني بدوره يوصل الظرف داخل حاوية قمامة مطمورة في  باطن الأرض ومحاطة بمربع أسمنتي من الأسفل، ومغطاة بلوح حديدي من الأعلى.

بنظام ميكانيكي؛ تصطف عربة جمع القمامة أمام الحاوية، فترفع الغطاء من طريق سلاسل حديدية بـ"الرافعة"، وتسحب النفايات يوميًّا الساعة السابعة صباحًا، ومساء الثانية ظهرًا، وتفرغها بالعربة.

 أما الحاوية المطمورة التي تعمل بالنظام الهيدروليكي وتجري بلدية غزة تجارب قبل تنفيذها فترتكز على سلم مستند على دافعين (جكين) يعملان بنظام ضغط الزيت مثل كباش الجرافة، وبمجرد ما تصطف عربة جمع القمامة أمام الحاوية يعمل الدافعان (الجكان) بعد ضخ الزيت على دفع السلم الذي يحمل الحاوية للخارج، ويصبح مستوى الحاوية على سطح الأرض ثم تفرغ القمامة بالعربة.

تجري بلدية غزة وفقًا لإفادة منسق الإدارة العامة للصحة والبيئة أحمد أبو عبدو تجارب على النظامين السابقين، بعد أن صممت حاويتين في منطقة الشيخ عجلين بغزة، على أن تعتمد النظام الأكثر كفاءة لإنشاء 10-15 نقطة حاوية مطمورة على شاطئ بحر المدينة.

أعمال تطويرية

يقول أبو عبدو لصحيفة "فلسطين": "إن بلدية غزة وإدارة الصحة والبيئة فيها تسعى لتنفيذ أعمال تطويرية عديدة، خاصة بقطاع النفايات الصلبة، للتخلص من المكاره الصحية الناجمة عن تجميع النفايات الصلبة، ووجود "النباشين" (أشخاص يجمعون البلاستيك ويفتشون في الحاويات) عدا عن الكلاب الضالة".

ويضيف: "إن بلدية غزة خصصت ميزانية لطمر مجموعة من الحاويات، خاصة أن المشروع لم ينفذ على المستوى المحلي من قبل، لكونه يحتاج إلى بعض التقنيات البسيطة ولكنها غالبًا غير موجودة بمدينة غزة"، لافتًا إلى أنه قبل البدء بتنفيذ المشروع صممت المخططات الأولية للكميات المتوقع طمرها وتراوح من 10 إلى 15 حاوية".

يتابع: "ارتأينا بالتعاون مع القطاع الخاص إنشاء حاويتين مطمورتين بمعدل كوب واحد تعملان بالنظام الميكانيكي، بآلية ترفع الغطاء عن الحاوية ثم رفعها ونقل القمامة، وهذا النظام يواجه تحديات تطويرية، بأشياء متعلقة بالصرف الصحي ومياه الأمطار، وفتحة النفايات المخصصة، وأشياء متعلقة بسلوكيات الناس وتوعيتهم بالموضوع".

وفق أبو عبدو، إن المشروع حتى اللحظة  قيد التطوير ثم التوافق على صيغة واحدة وبدء تنفيذه موسعًا، متوقعًا أن ينتهي العمل به خلال العام الجاري.

ويرى أن النظام الهيدروليكي أفضل من النظام الميكانيكي، لكن تواجه تنفيذه تحديات، منها عدم توافر (الجكات)، مستدركًا: "ومع ذلك بلدية غزة طمحت إلى إنشاء الحاويات المطمورة، وأن تعمل بسلاسة".

الحد من مكاره صحية

عن أسباب تنفيذ المشروع، يوضح أن المشروع يحد بشكل كبير من المكاره الصحية المتعلقة بانتشار الكلاب الضالة، ويحد من التلوث البصري في حال وجود الحاويات أعلى الأرض، ومن تلوث محيط الحاوية الناتج عن السلوكيات غير المنضبطة، ومن عمليات الحرق وإشعال النيران في القمامة التي تسبب تلوث الهواء.

وتكون البلدية بهذا المشروع -تبعًا لكلام أبو عبدو- فصلت النفايات عن البيئة المحيطة وتخلصت من العوامل المؤثرة على النفايات، وأيضًا واكبت التطور والأنظمة الحضارية، وتغلبت على المكاره الصحية.

عن مدة تنفيذ المشروع يقول: "إنه على عدة مراحل لتغطية بعض النقاط على شاطئ البحر، ثم بعض النقاط داخل مدينة غزة، فضلًا عن أن هناك بعض التصاميم الجديدة بجوار الأكشاك الموجودة: خانات لجمع الكرتون، والبلاستيك، وعلب الكوكا كولا، لتشجيع سياسة الفرز وإعادة استخدام المواد بنشر الثقافة في المنطقة الأكثر ازدحامًا".

للنفايات الموجودة بحاوية فوق الأرض آثار سلبية عديدة على البيئة، وفقًا لحديث أبو عبدو، منها انتشار الآفات، وحجز مكان فوق الأرض بمحيط من الأرض بجوار أطفال، والرائحة الكريهة، "وبمجرد الطمر تتحول إلى إيجابيات".

وفيما يتعلق بمدى سلامة إجراءات الطمر، يختم بأنها موجودة داخل حاويات يحيط بها مكعب أسمنتي ولها مصرف خاص للأمطار والصرف الصحي، مشيرًا إلى أن العوامل الموجودة تحت الأرض لا تساعد على تخمر النفايات؛ وخروج الرائحة، وأن بلدية غزة ترحل النفايات أولًا بأول ولا يوجد بها مكبات عشوائية.

 

 

المصدر / فلسطين أون لاين