بعد مرور أكثر من 60 يوما على تشكيل رئيس حزب "الليكود" بنيامين نتنياهو حكومة وحدة إسرائيلية مع زعيم حزب "أزرق أبيض" بيني غانتس، لم يسلم الأخير من مراوغة نتنياهو الذي نجا بالتحالف معه "مؤقتا" من المحاكمة بتهم الفساد.

ونجح نتنياهو في مايو/ أيار الماضي بتشكيل حكومة جديدة، بعد ثلاث انتخابات إسرائيلية، لكنه تنصل من أول التفاهمات المشتركة مع رئس الوزراء بالتناوب "غانتس" ما أحرج الأخير وشكل ضعفا له.

وشكلت قضية ميزانية الحكومة، أول عثرة بين نتنياهو وشريكه، إذ يصر الأول على المصادقة عليها لمدة عام، وهو ما يرفضه غانتس ويطالب بإقرارها لعامين.

يضاف إلى ذلك محاولات نتنياهو تغيير بعض بنود الاتفاق الائتلافي، ومنها تمديد رئاسة حكومة الوحدة مع غانتس لمدة 4 سنوات، وسن قانون يمنع محاكمته طيلة فترة رئاسته للحكومة.

ولتجاوز انتخابات إسرائيلية رابعة، صادق الكنيست الإسرائيلي بالقراءة التمهيدية على مشروع قانون تأجيل عرض ميزانية الدولة لمدة 100 يوم، مما يعني إبعاد شبح حل الكنيست وإجراء انتخابات تشريعية.

وصوتت أحزاب الائتلاف الحكومي -بما فيها الليكود برئاسة نتنياهو، و"أزرق أبيض" برئاسة غانتس- لصالح مشروع القانون.

ويُلزم القانون الإسرائيلي الحكومة بتقديم ميزانية عامة في غضون 100 يوم من تشكيلها، وإلا فإن البرلمان يحل نفسه تلقائيا، وتتم الدعوة لانتخابات مبكرة.

ورأي المختص في الشأن الإسرائيلي عليان الهندي أن المكاسب التي حققها نتنياهو بعد الانتخابات الإسرائيلية في إبريل/ نيسان الماضي، تمثلت بتمكنه من ترأس الحكومة مرة أخرى، وعدم إبرازه شخصيات بديلة عنه.

وذكر الهندي لصحيفة "فلسطين"، أنّ من أوراق القوة الأخرى التي يمتلكها نتنياهو، نجاحه في خلق انشقاقات داخل حزب "أزرق أبيض" عبر الامتيازات التي منحها لـ"غانتس" وسعى لسلبها.

لكن نتنياهو – بحسب عليان - أخفق في إدارة أزمة كورونا، والأزمة الاقتصادية أيضا الأمر الذى قلل من شعبيته، ودفع العديد من المستوطنين للخروج بمظاهرات ضده  مطالبة باستقالته وتعويضهم عن الخسائر الاقتصادية المختلفة.

وأيد المختص في الشأن الإسرائيلي حاتم أبو زايدة، سابقه، بأنّ نتنياهو تمكن من تفكيك حزب "أزرق- أبيض"، من خلال إغراء بعض أعضائها بمناصب عديدة، وإشراك غانتس في رئاسة الحكومة، بالإضافة لنجاحه في تأجيل جلسات محاكمته.

وقال أبو زايدة لصحيفة "فلسطين": إنّ مصير نتنياهو السياسي بات معروفا، ورئاسته للحكومة ستنتهي عاجلاً في أعقاب فشله بتمرير قانون يمنحه الحصانة.

وأكد أن نتنياهو لن يبقى كثيرا في الحكم؛ لتضائل قوته وضعف شعبيته، وكبر سنه، وبسب قضايا الفساد التي تلاحقه وقرب جلسات محاكمته، لافتا إلى أن نتنياهو يسعى إلى استغلال الأزمات التي تحدث في (إسرائيل)، من أجل تمرير جدول أعمال خاص به.

وتوقع أبو زايدة أنّه في حال اتجهت (إسرائيل) نحو انتخابات رابعة، فالأزمة السياسية ستبقى مستمرة فيها، ولن يتمكن  نتنياهو من الحصول على 61 مقعدا و تشكيل حكومة تعتمد على اليمين.