بمجرد أن يسمعن جرس الإنذار، تهرع كل واحدة منهن لارتداء السترة والخوذة الخاصة برجل الإطفاء، نساء من رام الله يخضن تجربة العمل في الدفاع المدني من خلال المشاركة في التدريب على الإطفاء والإنقاذ في ولاية "أريزونا" الأمريكية، فلسطين تحدثت إليهن وتعرفت على تجربتهن:
شذى ماجد البدوي (32 عامًا) من مدينة طولكرم، تحمل شهادة بكالوريوس في الهندسة المعماري، وماجستير في هندسة تخطيط إقليمي وحضري، قالت لـ"فلسطين": "التحقت بالدفاع المدني مطلع عام ٢٠٠٩م عندما كنتُ أبحث عن عمل في مجال اختصاصي، وحرصت أن يكون العمل متعلقًا بالشؤون الإنسانية والمجتمع".
وكانت البدوي من أوائل الإناث العاملات في الدائرة، حيث بدأت كمهندسة في قسم السلامة والوقاية العامة، وكان مجال عملها هو التأكد من إجراءات السلامة في المنشآت قبل ترخيصها.
وأضافت البدوي: "وقد كانت تجربة أكثر من رائعة ومشوقة ومليئة بالتجديد والإنسانية والوطنية"،
وأشارت إلى أنه في بداية التحاقها في جهاز الدفاع المدني كان الأمر مستهجناً للكثيرين، حيث يظنون أنها مقتصرة على أعمال الإطفاء، كما يستهجن المجتمع أساسًا وجود المرأة في القطاع العسكري والأمني –حسب قولها-.
ولكن بعد أن أدرك المجتمع التحسن الذي طرأ على جودة الخدمة بعد دخول الإناث صاحبات الكفاءة والاختصاص أخذت النظرة تختلف تدريجيًا حتى أصبح المجتمع يتقبل وجود المرأة ويشجع ويدعم وجودها في القطاع الأمني بشكل عام والدفاع المدني بشكل خاص.
وأوضحت البدوي أن المجتمع أدرك أن الحماية المدنية أوسع بمفهومها من الإطفاء والإنقاذ، بل تشمل الوعي المجتمعي والوقاية والاستعداد والتخطيط لمواجهة الكوارث وتقليل مخاطرها، ومن ثم الاستجابة للكوارث في حال وقوعها والتعافي من أثرها بعد انقضائها.
وقد شاركت البدوي في العديد من الدورات المتخصصة في الإنقاذ والإسناد والبحث والإطفاء في كل من تركيا والصين والولايات المتحدة وغيرها.
متعة وجرأة
نيفين عطا الله (32 عامًا) إحدى المشاركات في التدريب والإنقاذ بأريزونا، خريجة هندسة كهرباء، والتحقت في العمل بالدفاع المدني قسم المصاعد، فلم يكن بعيدًا عن مجال تخصصها، وفي التأكد من إجراءات السلامة في البنايات العامة والمصانع وغيرها.
فمهمتها تتمثل في العمل الإداري وتفقد إجراءات السلامة، ولكن بعد خضوعهم لدورات بإدارة الكوارث تم اختيارها لزيارة الولايات المتحدة لتبادل الخبرات هناك مع فرق أخرى من الدفاع المدني، فخاضت تجربة الإنزال من أعلى البنايات، وإطفاء الحرائق بدرجة 1000 درجة مئوية.
وقالت عطا الله: "ذلك مؤشر إيجابي أن المرأة الفلسطينية لديها قدرة على القيام بمثل هذه المهام كمجال إطفاء الحرائق والقفز من أعلى البرج بكل شجاعة وجرأة"، وعبرت عن سعادتها بتجربة تبادل الخبرات التي وصفتها بالرائعة وشعرت فيها بالمتعة، متمنية أن تطبق في المجتمع الفلسطيني.