فلسطين أون لاين

تقرير أي وجعٍ هذا؟.. أم لـ4 أبناء بينهم 3 مصابين بالفشل الكلوي

...
غزة- أدهم الشريف

بينما ترافق ولاء دياب، من سكان حي تل الهوا جنوب مدينة غزة، اثنين من أبنائها إلى المستشفى من أجل الخضوع لعملية الغسيل الكلوي، تجهز الأم المكلومة ابنها الثالث للخضوع لنفس العملية قريبًا. نعم؛ فإن ثلاثةً من أطفالها من أصل أربعة؛ مصابون بالفشل الكلوي.

تذهب ولاء المكنية بـ"أم محمد"، 3 أو 4 مرات أسبوعيًا إلى مستشفى عبد العزيز الرنتيسي شمال مدينة غزة، لإخضاع اثنين من أبنائها للغسيل الكلوي لساعات طويلة، ومع كل لحظة تمر على أبنائها في المستشفى تدعو ربها ألف مرة أن يعتقهم المرض وتبعاته.

ويظهر التعب والإرهاق جليًا على وجه ولاء التي تحاول التخفيف عن أبنائها المقعدين الذين لم يعد باستطاعتهم الحركة إلا بمساعدة أحد أو باستخدام كرسي متحرك.

وقالت ولاء لصحيفة "فلسطين": إن إصابة أبنائها بالفشل الكلوي بدأت بظهور حصى في الكلى سببت دمارا في الكلى وتلفا كبيرا في الكبد لديهم.

أما عن أبنائها المصابين، فهم محمد (12 عامًا) ويخضع للغسيل الكلوي منذ 3 سنوات متصلة بواقع 4 مرات في الأسبوع، وعبد الله (7 أعوام) ومن المقرر أن يخضع قريبًا للغسيل، وأصغرهم مجد (4 أعوام) ويخضع للغسيل 3 مرات أسبوعيًا منذ سنة كاملة، أما شقيقهم الرابع أحمد، فهو الوحيد بينهم الذي لم يصبه المرض.

وتبدو الأم ولاء حزينة على حال أبنائها الثلاثة، إذ حرمهم المرض الذي أصابهم بالوراثة من التمتع بطفولة جميلة.

وما يزيد آلامها أنه لا يمكن في غزة إجراء أكثر من عملية الغسيل الكلوي لأبنائها، وأن علاجهم بالكامل مرتبط بسفرهم إلى خارج القطاع، والعلاج إما في مستشفيات الاحتلال الإسرائيلي، أو تركيا، أو أي مستشفيات خارجية متطورة لديها إمكانية إجراء عمليات زراعة كلى وكبد لهم، كما تقول.

ويبدو هذا شبه مستحيل في ظل الأوضاع الحالية؛ إثر الظروف السياسية المحلية التي ترتب عليها وقف السلطة الفلسطينية التحويلات لمستشفيات الاحتلال المنتشرة في الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ نكبة 1948، وتفشي فيروس "كورونا" الذي تسبب بإغلاقات كبيرة على المستوى المحلي والإقليمي والدولي، وحال دون سفر العديد من المرضى من قطاع غزة للخارج.

ويثير ذلك مخاوف الأم على حياة أبنائها، خشية أي مكروه قد يصيبهم مستقبلاً.

ويخضع للعلاج في قسم غسيل الكلى بمستشفى الرنتيسي، ما بين 35-40 حالة من مرضى الفشل الكلوي، ويأتون من عدة محافظات في قطاع غزة.

وقال رئيس قسم أمراض الكلى في مستشفى الرنتيسي د. نبيل عياد: إن إصابة 3 أطفال من عائلة واحدة بالفشل الكلوي المزمن حدث مؤسف، وهو ناتج عن تكوين حصى في الكليتين بسبب وراثي.

وعن حالتهم الصحية، قال لـ"فلسطين": إن الأطفال بحاجة إلى الغسيل الكلوي عن طريق الدم بواقع 3 أو أربع مرات أسبوعيًا، وتستمر عملية الغسيل لهم حوالي 4 ساعات.

ولعلاج هؤلاء الأطفال وإبعادهم عن جهاز غسيل الكلى يلزم عملية زراعة كلى وكبد في نفس الوقت، ومثل هذه العمليات لا تتوفر في غزة أو في مستشفيات الضفة الغربية، ومن الممكن إجراؤها في مستشفيات إسرائيلية مثل "ايخيلوف"، أو "شعاري تسيديك"، ومن الممكن في تركيا، لكن تكاليف مثل هذه العمليات باهظة.

وعن مستقبل الأشقاء الثلاثة، قال الطبيب عياد: إن مستقبل هؤلاء الأطفال مؤلم جدًا، ولا يعقل أن يبقوا مدى الحياة وهم يخضعون للغسيل الكلوي، ويفترض إجراء عمليات زراعة كلى وكبد وهذا من حقهم.