أجبرت بلدية الاحتلال في القدس المواطن محمد علون على هدم منزله ذاتياً في حي الاشقرية ببلدة بيت حنينا شمال المدينة المحتلة.
وقال المقدسي علون إنه شيد منزله قبل ثماني سنوات لإيواء عائلته المكونة من ستة أفراد ثم أخطرته بلدية الاحتلال بالهدم رغم محاولاته الحثيثة لترخيصه".
وأوضح علون أن سلطات الاحتلال رفضت قبل عيد الأضحى تأجيل عملية الهدم لتجبره على ذلك تجنباً للغرامات الباهظة وتدمير عفش البيت.
بدروها قالت السيدة هناء علون زوجة صاحب المنزل إن الاحتلال حرمهم من فرحة العيد وأنها مع أطفالها الأربعة باتوا على ركام منزلهم الذي احتضنهم لثماني سنوات.
وتقع بلدة بيت حنينا بين بلدتي شعفاط والرام شمال مدينة القدس وتبعد عنها ثمانية كيلومترات، وتعد أكبر بلدة في القدس من حيث المساحة، ويعود تاريخها إلى الحقبة الكنعانية.
وقسم الاحتلال الإسرائيلي بلدة بيت حنينا بفعل جدار الفصل العنصري والشوارع الالتفافية والمستوطنات إلى بلدتين منفصلتين، هما بيت حنينا القديمة وتتبع الضفة الغربية، وبيت حنينا الجديدة وتتبع أراضي القدس المحتلة.
ويعتبر حي الخربة -أو ما يطلق عليه الاحتلال "سديروت موشيه ديان"- آخر الأحياء المتبقية من الأراضي التي صادرها الاحتلال لبناء مستوطنة "بسغات زئيف"، وهو يقع داخل المستوطنة، وكان يضم معالم وقبورا تاريخية وآثارا إسلامية قام الاحتلال بإزالتها.
ويُجبر بعض المقدسيين على هدم منازلهم بأنفسهم، في حال صدور قرارات هدم إسرائيلية بحقها، حتى لا تحملهم سلطات الاحتلال، تكاليف الهدم الباهظة، في حال أقدمت هي على هدمها.
وحسب تقارير رسمية فقد شهد النصف الأول من العام الجاري هدم سلطات الاحتلال 42 منزلاً ومنشأة في القدس المحتلة.
ومنذ احتلال المدينة عام 1967، هدم الاحتلال أكثر من 1900 منزل في القدس، كما اتبع سياسة عدوانية عنصرية ممنهجة تجاه المقدسيين؛ بهدف إحكام السيطرة على القدس وتهويدها وتضييق الخناق على سكانها الأصليين؛ وذلك من خلال سلسلة من القرارات والإجراءات التعسفية والتي طالت جميع جوانب حياة المقدسيين اليومية.
ومن بين هذه الإجراءات هدم سلطات الاحتلال الإسرائيلي المنازل والمنشآت بعد وضعها العديد من العراقيل والمعوقات أمام إصدار تراخيص بناء لمصلحة المقدسيين.
وتهدف سلطات الاحتلال بذلك إلى تحجيم وتقليص الوجود السكاني الفلسطيني في المدينة؛ حيث وضعت نظاماً قهرياً يقيد منح تراخيص المباني، وأخضعتها لسلم بيروقراطي وظيفي مشدد؛ بحيث تمضي سنوات قبل أن تصل إلى مراحلها النهائية.
وفي الوقت الذي تهدم به سلطات الاحتلال المنازل الفلسطينية، تصادق على تراخيص بناء آلاف الوحدات السكنية في المستوطنات الإسرائيلية المقامة على أراضي القدس.