قبل بزوغ هلال العيد بيوم اتصلت هالة (12 عامًا) بوالدتها لتبشرها بعودتها إلى أحضانها لتقضي العيد معها، طالبة منها أن تفرغ نفسها لتذهبا سويًا إلى السوق.
في معهد الأمل زارها العيد باكرًا، فقبل أيام من حلوله صنعت برفقة زميلاتها وبإشراف مسئولة الأنشطة هناك زينة العيد، وخصصت زاوية ليشعروا بأجوائه، وتكلل ذلك باحتفال لكل أطفال المعهد على صوت تكبيرات العيد، وتسليم الكسوة والعيدية.
تعيش هالة العيد عيدين، حيث فرحة العيد وبهجة قدومه، وعودتها إلى عائلتها لقضاء العيد معها، فقبل العيد بيومين عكفت على تجهيز نفسها ومقتنياتها الشخصية التي قد تحتاج إليها فترة الإجازة، لتذهب إليهم وبجعبتها هالة من السعادة والسرور.
"فرحة العيد كانت بلمة إخوتي وأمي مع بعضنا البعض، وحتى في أثناء وجودي بالمعهد لا أشعر أني يتيمة بل نعيش مع بعضنا شعور العائلة، حيث نلعب بحرية، خاصة بعد مرور ستة أعوام على وجودي في المعهد، ولكن ما خفف وجعي أول أيامي وجود إخوتي الخمسة برفقتي"؛ تقول في دردشة مع صحيفة "فلسطين".
بعد قضائها أيام العيد تسلل الشوق إلى قلبها لزميلاتها ومعلماتها في المعهد، مضيفة: "تعلقت بكل من في المعهد، فعشتُ فيه أكثر من عيشي مع عائلتي الحقيقية".
أما بتول (9 أعوام) فانتظرت قدوم العيد على أحر من الجمر لتعيش لمة العائلة من جديد بعد أن انتقلت للمعهد قبل عامين، "هناك فرق كبير بين أول عيد مر وأنا هنا، والعيد اليوم، حيث كانت الدموع لا تفارقني وشعور الألم والوجع، أما اليوم فأعيش العيد في كنف عائلتين".
تزين بيتها في المعهد مع صديقاتها، وعندما ذهبت عند والدتها لقضاء إجازة العيد عملت معها على تزيين البيت، ومساعدتها في عمل الكعك والمعمول، وكانت قد أجلت ذهابها إلى شاليه للتنزه والترفيه لحين إجازة ابنتها لترافقها في رحلتها.
كذلك مودة (12 عامًا) كانت تلهو وتلعب كنشاط ترفيهي قبل مغادرتها المعهد، ونظراتها وملامحها تضج بالفرحة، حيث تعمل في كل إجازة عيد برفقة والدتها على زيارة أختها المتزوجة وأقاربها، فمنذ أن قدمت إلى المعهد قبل ثلاث سنوات وفي كل إجازة تعمل والدتها على استثمار وجودها معها لاصطحابها في زيارات عائلية لتربطها معهم، وفي رحلات ترفيهية.
تقول: "العيد مع أمي وإخوتي جميل، ففي خارج المعهد هناك هامش من الحرية، رغم أنه يوفر كل ما نحتاج إليه في العيد من كسوة وحلوى وعيدية وغيرها ليشعرونا بفرحة العيد، ولكن هناك نظام معين منذ الصباح بالاستيقاظ مبكرًا وممارسة الرياضة وتناول وجبة الإفطار".
"ولكن بعد أن قضيت أيام العيد أكون في اشتياق لعائلتي الثانية، فقد تعودت على المكوث معهم، والوجود بينهم، أصبحنا عائلة واحدة نلعب معًا ونمارس الكثير من النشاطات والرحلات"؛ تضيف.
أما بسمة (14 عامًا) فتقول: "لي مدة في المعهد منذ 9 سنوات، فقبل الإجازة أتحمس أن أقضيها برفقة أهلي، ولكن بعد أيام أشتاق لأخواتي اللواتي لم تنجبهن أمي، وأمهات أخريات في معهد يهتممن بشئون حياتي".
أعيش العيد مرتين بتفاصيله، حيث شراء كسوة العيد بالمعهد وعند أمي، والتزيين والاحتفال، "ولكن العيد أجمل خارج المعهد لتمكني من ممارسة الحياة كما يحلو لي".