فلسطين أون لاين

أطر صحفية تنفي ادعاء "نقيب الصحفيين" بإغلاق مقر النقابة في غزة

...
غزة- طلال النبيه

في ظل حالة التقارب الفلسطيني الداخلي، بين حركتي فتح وحماس، والتي يسعى من خلالها الطرفان إلى تفعيل حراك ميداني، لا تزال نقابة الصحفيين الفلسطينيين تطلق تصريحات متناقضة، حول الحريات العامة في قطاع غزة ومقرها فيه.

فقبل أيام، أعلن عضو الأمانة العامة للنقابة محمد اللحام، بمؤتمر صحفي، عقده في مدينة رام الله بالضفة الغربية، أن مقرات النقابة في القطاع ومؤسسات إعلامية مغلقة بقرار من المكتب الإعلامي الحكومي، فيما ناقضه في ذلك نقيب الصحفيين ناصر أبو بكر.

وقال أبو بكر في تصريح صحفي أمس، نشره عبر صفحته الرسمية في فيسبوك: "أبلغتنا كتل صحفية وجهات وطنية بأن الأجهزة الأمنية تهدد بإغلاق مقر النقابة في غزة"، الأمر الذي يدحض ادعاءات اللحام.

واستنكرت الأطر النقابية ادعاءات أبو بكر, وعقد المكتب الإعلامي الحكومي، اجتماعًا أمس الأول، بحضور الأطر الصحفية ومؤسسات إعلامية، ناقش خلالها الحريات الإعلامية، وعمل الأطر الصحفية والصحفيين في قطاع غزة، مطالباً بتعزيز تلك السياسة.

ردود مباشرة

وأكدت الأطر النقابية والصحفية، في تصريحات لصحيفة "فلسطين"، أن ما زعمه أبو بكر، "مناف للحقيقة التي تسعى إليها الجهات المسؤولة في القطاع بتعزيز الحريات الإعلامية".

وأوضحوا أن الحالة الفلسطينية تشهد خطوات عملية للوحدة الفلسطينية بمواجهة أطماع الاحتلال ومساعيه للاستيلاء على الضفة الغربية ضمن ما يسمى بمخطط الضم، مشيرين إلى التقارب بين حركتي فتح وحماس بهذا الخصوص.

وعلق رئيس لجنة دعم الصحفيين الفلسطينيين صالح المصري، على منشور أبو بكر، بالقول: "للتوضيح، أنا كنت حاضرا لاجتماع نقيب الصحفيين، ولم يأتِ أحد على ذكر إغلاق مقر النقابة ولم نبلغ كأطر وكمؤسسات صحفية من أي مسؤول بنية أي جهة إغلاق مقر النقابة في غزة".

وتابع: "معلوماتنا بأن مقر النقابة في غزة يعمل، ونشاطاتها مستمرة، ولم نسمع عن إغلاق مقرها، وخلال الاجتماع مع مسؤول الإعلام الحكومي بغزة سلامة معروف لم نبلغ بأي قرار بالإغلاق".

وأضاف: "نستغرب من هذه التصريحات التي لا تخدم حالة التوافق الفلسطيني، وتوتر الأجواء بطريقة نحن في غنى عنها"، مؤكدًا على أهمية أن يتحقق أي مسؤول سواء نقيب الصحفيين أو غيره من المعلومات والعمل على عدم زيادة حالة الاحتقان الداخلي.

مواقف غريبة

في حين عبّر نائب رئيس مجلس إدارة منتدى الإعلاميين الفلسطينيين محمد أبو قمر، عن استغرابه من موقف نقيب الصحفيين، الذي ناقض فيه حديث عضو أمانة النقابة محمد اللحام، مؤكدًا أن حديثهما غير مطابق للواقع.

وقال أبو قمر: "هذه المواقف غريبة جدًا في ظل التقارب الوطني بين حركتي فتح وحماس، والحديث عن أجواء سياسية ترنو لتحقيق المصالحة"، مؤكدًا أن النقابة تعمل ميدانيًّا بحرية كاملة رغم ملاحظات الأطر الصحفية على عملها.

وأضاف: "من أوشى لأبو بكر وزميله اللحام بأن مقر النقابة مغلق أو أن هناك تهديدا بإغلاقها لا يريد لمصلحة العمل النقابي في قطاع غزة أن تستمر".

وأكد وجود انسجام بين الأجسام النقابية والمؤسسات الإعلامية العاملة في قطاع غزة، تعمل ضمن أطر تنسيقية معلومة، مشيرًا إلى أن المكتب الإعلامي الحكومي يعمل على تعزيز الحريات الإعلامية.

ودعا أبو قمر نقابة الصحفيين إلى توخي الدقة والمصداقية واستقاء المعلومات من مصادرها ومراجعة أي معلومات مغلوطة عبر طرق رسمية، وألا تكون على منابر الإعلام.

وذكر أن "النقابة تسيء لنفسها قبل أن تسيء للمجموع الصحفي بإطلاقها تصريحات صحفية منافية للواقع".

من جهته، وصف رئيس كتلة الصحفي أحمد زغبر، تصريحات ملحم وأبو بكر، بـ"الافتراء والكذب الممنهج من نقابة الصحفيين"، لافتًا إلى أن نقابة الصحفيين بواقعها الحالي لا تمثل الصحفيين وتمثل حركة فتح أو أجهزتها المختلفة الصحفية أو غيرها.

وقال زغبر لصحيفة "فلسطين": "نعبر عن رفضنا لهذه التصريحات، وهي جاءت لتنسف حالة التقارب التي جاءت بين القيادات الفلسطينية الأخيرة والتي أعطت آمالاً للشعب الفلسطيني بالوصول إلى مصالحة فلسطينية".