فلسطين أون لاين

تقرير الاعتقالات المتكرِّرة للنائب رمضان تُربِك الحياة الاجتماعية لعائلته

...
النائب نزار رمضان
غزة- فاطمة الزهراء العويني

تمضي الأيام ثقالًا على عائلة نزار رمضان بسبب اعتقالات الاحتلال الإسرائيلي المتكررة بحقه منذ انتخابه نائبًا في المجلس التشريعي الفلسطيني، وما أن تفرج عنه سلطات الاحتلال حتى تعاود اعتقاله مجدداً بنفس التهمة.

وكانت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اعتقلت فجر الخميس، النائب في المجلس التشريعي عن حركة حماس نزار رمضان، ونجله "أحمد" بعد مداهمة منزل العائلة في مدينة الخليل.

التهمة "نائب"

النائب رمضان لم يعتقل سوى مرة واحدة قبيل انتخابه نائبًا بالمجلس التشريعي حيث قضى في السجن 22 شهراً وتم انتخابه نائبًا وهو وراء القضبان، ثم أفرج عنه، لكن حياته وحياة أسرته انقلبت رأساً على عقب، فأصبح يقضي في السجن أكثر مما يقضي خارجه بسبب تكرار عمليات اعتقاله دون تهمة محددة.

يبيّن ابنه حذيفة أن والده شبه مغيب عن حياتهم العائلية، حيث أصبحوا يحتفلون كلما قضى شهراً كاملاً في أوساطهم دون أن يُعتقل إذ قضى قرابة 14 عاماً في الاعتقال على فترات متفرقة، وقال: "لم تستمر خطبة أي من شقيقاتي أكثر من شهر وهكذا كان يشترط الوالد على الخاطبين ليتمكن من حضور الزفاف، فكان يتوقع أن يعتقل في أي لحظة".

وأضاف: "غاب الوالد عن كثير من المناسبات العائلية والاجتماعية وكان أهمها وفاة والده الأمر الذي أثر فيه كثيراً لارتباطه الشديد به حيث لم يتمكن من وداعه".

وفي الاعتقال الأخير للنائب رمضان الذي تم بعد اقتحام الاحتلال لمنزله فجر الخميس الماضي تفاجأت عائلته باعتقال نجله "أحمد" 25 عاماً، للمرة الأولى في حياته.

ويشير حذيفة إلى أن الدهشة والغضب تملكا العائلة لاستهداف أحمد بالاعتقال ولعدم تمكنهم حتى اللحظة من معرفة التهمة التي تُوجه لهما، حيث ازدادت إجراءات الاحتلال تعقيداً بحجة "كورونا" فلا يسمح للمحامين بزيارة المعتقلين خلال فترة التحقيق.

عائلة النائب رمضان تعيش أجواء من القلق والتوتر في ظل انقطاع الأخبار عن مصير الأب والابن المعتقلين، وسط خشية من أن يتم اعتقالهما إدارياً والذي يعني الاعتقال دون تهمة ودون مدة محددة.

وأشار حذيفة إلى أن الاعتقالات المتكررة لوالده ألقت بظلالها الثقيلة عليه وعلى إخوته الشباب الذين تحملوا المسئولية باكراً وزاد العبء ثقلاً عندما قطعت السلطة الفلسطينية راتب والدهم  مع مجموعة من زملائه النواب، الأمر الذي صعَّب من الأمور المالية للعائلة التي كانت تعتمد بشكل كبير على هذا الراتب.

وكانت المحكمة الدستورية برام الله أصدرت قرارا ً في شهر ديسمبر 2018 يقضي بحل المجلس التشريعي، فيما أصدر رئيس السلطة محمود عباس بعد أيام مرسومًا رئاسيًا يقضي بوقف رواتب 47 نائباً.

فيما تعاني بنات النائب رمضان الأربعة من غيابه وعدم رؤيتهنّ لوالدهن الذي غاب عن الكثير من اللحظات المهمة في حياتهنّ بسبب الاعتقال، يقول حذيفة: "لقد عادت لنا أجواء الحرمان من الوالد حيث تفتقده شقيقاتي مع اقتراب عيد الأضحى حيث لا نعرف ما إذا كان سيحضر العيد معنا أم لا، فقد حرمن من زيارته لهن في مناسباتهن لفترات طويلة".

ويلفت حذيفة إلى أن أعمامه يحاولون تعويضهم عن غياب الوالد بالتواجد معهم في لحظات غيابه ومؤازرتهم نفسيا ومالياً لتخفيف العبء المالي عليهم خاصة بعد أن انقطع النائب رمضان عن عمله الصحفي الذي شكَّل مصدراً للدخل له لمدة 15 عامًا بعد انتخابه عضوًا بالمجلس التشريعي ليصبح معتمداً على راتبه في تسيير أمور حياته.

أما والدة النائب رمضان الحاجة فاطمة (82 عاماً) فعبرت عن حزنها الشديد لاعتقال الاحتلال المفاجئ لابنها الذي كان قد أحضرها لمنزله قبل أيام من اعتقاله لتقضي معهم بعض الوقت، مضيفة: "ابني نزار بار بي وبوالده وهو يتفقد أحوالي دائماً حتى عندما اقتحم الاحتلال المنزل كنتُ نائمة فطلب منهم ألا يوقظوني".

وتتابع: "تفاجأت في الثامنة صباحًًا بأن نزار غير موجود في المنزل فأصبتُ بالانهيار عندما أخبروني أنه تم اعتقاله وأنهم لم يوقظوني لأودعه وأسلم عليه فأنا في كل اعتقال أخشى ألا أراه بعد ذلك".