لم تتوقف محاولات سلطات الاحتلال الإسرائيلي الرامية لهدم مقبرة الإسعاف الإسلامية في مدينة يافا المحتلة، واعتقال الرموز المؤثرة والرافضة لإجراءات الاحتلال، سعياً منها للنيل منهم وإخضاعهم لسياسة الأمر الواقع.
واعتقلت شرطة الاحتلال أمس إمام مسجد حسن بيك في مدينة يافا الشيخ أحمد أبو عجوة، بذريعة "الاعتداء على الشرطة وإهانتهم والقيام بتصرفات من شأنها إثارة الشغب والإخلال بالنظام العام"، على خلفية الاحتجاجات ضد تجريف مقبرة الإسعاف الإسلامية من بلدية (تل أبيب).
وتشهد مدينة يافا المحتلة منذ مدة سلسلة من الفعاليات والاحتجاجات رفضاً لاستئناف بلدية الاحتلال العمل بمشروع إقامة مبنى لإيواء المشردين على أرض مقبرة الإسعاف الإسلامية.
محامي الهيئة الإسلامية في مدينة يافا، عضو اللجنة الشعبية للدفاع عن مقبرة الإسعاف، رمزي كتيلات، أفاد بأن شرطة الاحتلال هددت الشيخ أبو عجوة بأنه إذا استمر بالمشاركة في الاحتجاجات سيكون مصيره كما الشيخ رائد صلاح.
وقال كتيلات خلال اتصال هاتفي مع "فلسطين"، إن أهداف الاحتلال واضحة من ممارسة سياسة الاعتقال، وهي محاولة إرهاب الجماهير الملتفة بشكل كامل حول رفضها ما يجري في مقبرة الإسعاف الإسلامية.
وبيّن أن شرطة الاحتلال تحاول تغييب الرموز الفاعلة في هذه القضية التي تُعد من القضايا الكبرى في الداخل الفلسطيني، إضافة إلى ترهيب الجماهير وثنيهم عن الاحتجاج على الأعمال الإجرامية لها.
وعدّ انتهاك المقبرة "حلقة إضافية لسلسلة انتهاكات ممنهجة نفذها الاحتلال في الأراضي الفلسطينية وخاصة مدينة يافا"، مشدداً على أن "الاحتلال يسعى بشكل حثيث لإخفاء المعالم الإسلامية والعربية الأصيلة للمدن الفلسطينية.
وأشار إلى أن مدينة يافا شهدت على مدار السنوات الطويلة سلسلة من الانتهاكات التي مورست ضد الآثار الإسلامية، مثل مقبرة عبد النبي شمال يافا التي تعرضت للطمس والتجريف، وغيرها من الآثار الدينية.
وذكر كتيلات أن بلدية الاحتلال جددت أعمالها على أرض المقبرة لكنها قوبلت بالاحتجاج والمظاهرات التي أدت لإصابة العشرات واعتقال آخرين.
وأوضح أن المظاهرات والجهود التي مورست على شركات البناء التي تعاملت مع بلدية الاحتلال أفضت إلى انسحابها كلياً، بالإضافة إلى انسحاب المقاولين العاملين في المقبرة ومعداتهم الثقيلة.
وشدد على أن "الاحتجاجات ستستمر على كل الأصعدة بما فيها الصعيد القضائي، في ظل استمرار أعمال الاحتلال وانتهاكه الصارخ للمقدسات الإسلامية ومنها مقبرة الإسعاف".
وهذا ما ذهب إليه عضو اللجنة المركزية بحركة أبناء البلد في الداخل المحتل أحمد خليفة، مؤكداً أن سلطات الاحتلال تضع هدفاً نصب عينيها، لتحييد الأشخاص المؤثرين في أي احتجاجات ومن بينها ما يجري في يافا.
وشدد خليفة خلال حديثه مع "فلسطين"، على أن "الاحتلال يعتقل الشخصيات الفاعلة من أجل تهيئة الأجواء للاستمرار بسياساته ضد الفلسطينيين ومصادرة كل ما يتوافق مع سياساته وذلك ضمن سياسة ردع ومنع أي فعل مقاوم".
وأوضح أن الاحتلال يستغل الظروف الفلسطينية والعربية والدولية لارتكاب المزيد من الجرائم ضد المقدسات والآثار الدينية، مشيراً إلى أن انتهاكه لمقبرة يافا يأتي في ظل غياب أي رادع سياسي أو خطة واضحة لمواجهته.
وبيّن خليفة أن الاحتلال مستمر في سياساته الرامية لتغيير التاريخ الفلسطيني عبر طمس كل المعالم والآثار الدينية الشاهدة على حق الفلسطينيين في أرضهم.