فن الكاريكاتير الساخر يجد مكانة بين القراء في العالم، لأنه يعبر عن الحالة التي يعيشونها بإسقاطات ساخرة، ووفق رسامي كاريكاتير، فإنه رغم تأثيره الواسع لا يجد اهتماما واسعا من قبل الفنانين.
ظهور فن الكاريكاتير الساخر في فلسطين، وفق مراقبين، جاء متأخرا لخضوعها تحت وطأة الاحتلال، فهذا الفن يحتاج إلى مجتمعات مستقرة، مبينين أن الكاريكاتير قائم على الانحياز للإنسانية جمعاء.
يقول فنان الكاريكاتير شحدة ضرغام: "الكاريكاتير هو فن اختزال الخطوط وتكثيف الفكرة بهدف السخرية أو الضحك".
ويضيف ضرغام لصحيفة "فلسطين": "ظهر متأخرا في الحالة العربية، لأنه يحتاج إلى مجتمعات أكثر استقرارا"، مبينا أن هذا الفن "يضع الأصبع على الخلل في المجتمعات".
ويشير إلى أنه في الحالة الفلسطينية ظهر مجموعة من فناني الكاريكاتير، كناجي العلي الذي كان يميل إلى النص المسرحي لأنه تأثر بالمسرح، والبعض تأثر في الحالة المصرية.
ويلفت إلى أن فن الكاريكاتير يبقى فنا صعبا لأنه "زاوج بين النص والرسم"، فيمكن لأي فنان أن يرسم، ولكن من الصعب أن يتقن الكاريكاتير، بل يجب أن يكون واعيا وناضجا ولديه فكر.
ويطالب ضرغام بإفراد مساحات في وسائل الإعلام المقروءة والمرئية لنشر هذا الفن، ودعم الفنانين بإنشاء مجلة ينشرون فيها رسوماتهم وتمول من مؤسسات مجتمع مدني لتوزع مجانا.
حالة تمرد
من جهته يصف رسام الكاريكاتير الفنان هشام شمالي فن الكاريكاتير بأنه حالة تمرد على شتى مجالات الحياة بطريقة ساخرة، إما بانتقاد سلبي أو ايجابي.
ويبين شمالي لصحيفة "فلسطين" أن مجالات الكاريكاتير تتقاطع مع عمل الصحافة الرياضية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية وغيرها.
ويوضح أن الكاريكاتير كغيره من الفنون تأثر بواقع الاحتلال الإسرائيلي، لذا فإن جل رسامي الكاريكاتير الفلسطينيين في الأراضي المحتلة والشتات ركزوا في رسوماتهم على القضية الفلسطينية.
ويشير شمالي إلى أنهم بعد ذلك تطرقوا للمواضيع الأخرى العربية والإقليمية، وحالة التجاذبات السياسية فيها وعلى الصعيد الدولي أيضا.
ويلفت إلى أن فن الكاريكاتير في المنطقة كان له دور مؤثر في جائحة كورونا، حيث عقدت عدة معارض فنية، لمواجهة الفيروس بهدف توعوي وساخر في ذات الوقت.
ويذكر شمالي أن هناك توجها من قبل الجهات المسئولة في قطاع غزة منها وزارة الثقافة لاستثمار المواسم الصيفية لدعم المواهب سيما في فن الكاريكاتير، وبعضها من الأطفال الذين تخرجوا من تلك الدورات الصيفية شاركوا في معارض دولية ونالوا جوائز عنها.
ويؤكد شمالي أن ما يميز الكاريكاتير عن باقي الفنون التشكيلية والجميلة، هي الفكرة القوية إن وجدت ونفذت بطريقة ساخرة تكون كاريكاتيرا.
ويكمل بأن قوة الكاريكاتير تكمن في أنه ليس مرحليا، بل يتواصل مع امتداد العصور.