قال النائب الأول لرئيس المجلس التشريعي الدكتور أحمد بحر، إن رئيس السلطة محمود عباس يريد تدمير القضية الفلسطينية، وإن غزة ليست قربانا على طاولة العلاقات الفلسطينية الأمريكية.
وأضاف في حديثه لصحيفة "فلسطين": "غزة ستظل صامدة رغم المؤامرات، وأن ما تقوم به السلطة وعلى رأسها السيد محمود عباس، من افتعال أزمات الحصار والكهرباء ومجزرة الرواتب وغيرها من الأزمات، هو أمر مخز للشعب الفلسطيني".
جاء ذلك خلال يوم دراسي بعنوان "حرب الخمسين يوما (2014).. الأدوار والآثار"، نظمته جمعية المنتدى التربوي بمحافظة رفح جنوب قطاع غزة.
وتابع بحر: "ما الذي يريده السيد محمود عباس من الشعب الفلسطيني في غزة؟، شعبنا فيه الأحرار والمقاومين ومن المفترض أن يقف مع غزة لا أن يحاصرها ويتهمها"، مضيفا: "إذا كان يريد بافتراءاته على المقاومة وشعبنا في غزة، التقرب من ترامب قبل لقائه فهو الخاسر".
ومضى يقول: "هو يريد أن ينهك غزة ويقتل مقاومتها، لأنه يريد تدمير القضية الفلسطينية، لذلك شعبنا سيظل واقفا مجاهدا يدافع عن أرضه رغم الجوع وقلة الرواتب والأزمات"، مؤكدا على ضرورة وحدة شعبنا بنوايا صادقة والتي هي كفيلة بإنهاء الحصار والمؤامرات.
ولفت بحر إلى أن كل المظاهر الحزبية والانقسامية التي تمارسها السلطة وحركة فتح من شأنها التشويش على الجهود الوطنية الصادقة لتحسين الوضع الفلسطيني الداخلي، قائلا: "المطلوب هو التلاحم مع شعبنا وتعزيز صموده والنأي بأهل غزة عن يد القمع والتمييز الذي تجسد بمجزرة الرواتب".
وأكد في كلمة له على أن "المؤامرة الدولية التي تشترك فيها السلطة لتصفية القضية الفلسطينية وإحداث الفصل والقطيعة بين قطاع غزة وبقية الوطن والعمل على تركيع شعبنا ومقاومتنا عبر خطة منظمة تحاول بسلاح الاقتصاد ولقمة العيش والكهرباء وتضييق الخناق على الناس في أرزاقهم، لن تنجح في تحقيق ما عجزت عن تحقيقه بسلاح الحرب والقصف والدمار".
وقال بحر: "هذه المؤامرة لن يكتب لها النجاح وستفشل في تحقيق مرادها الخبيث وغاياتها السوداء وسيخرج شعبنا ومقاومتنا أصلب عودا وأقوى شكيمة وأكثر إصرارا على تمسكه بحقوقه الوطنية ومواصلة النصر حتى التحرير".
بداية النهاية
وفي سياق آخر، قال: "سيسجل تاريخنا الوطني أن حرب العصف المأكول شكلت بداية النهاية لمشروع الاحتلال، ونقطة الانطلاق الحقيقية لتحرير الوطن والمقدسات وإنجاز الحرية والاستقلال على كامل ترابنا".
وشدد بحر على أن كل المحاولات اليائسة والمؤامرات الخبيثة سوف تتكسر على صخرة صمود شعبنا المجاهد.
واستعرض بطولات المقاومة وإنجازاتها الميدانية خلال الحرب وتحطيمها غرور الاحتلال وتفوقها على منظومته العسكرية، بإبداعها في ابتكار أساليب المواجهة، قائلا: "فكانت الأنفاق التي أذلت ناصية جيش الاحتلال وحطمت كبريائه وعنجهيته في ملاحم خالدة، وأسفرت عن أسر جنديين إسرائيليين وربما أكثر، وقتل وجرح عشرات الجنود".
وذكّر بصمود شعبنا وحمايته لظهر المقاومة رغم شدة القتل وهول المجازر الإسرائيلية، قائلا: "حجم المأزق الكبير الذي ولج فيه الصهاينة أثناء الحرب وطبيعة الخسائر التي لحقت بهم ومدى الآثار والنتائج العسكرية والأمنية والاجتماعية، يتكشف يوما بعد يوم".
وتابع بحر: "حرب العصف المأكول شكلت ضربة قاسمة للنظرية الأمنية الصهيونية وللآمال والمخططات العسكرية التي كانت تتربص بغزة".
وأضاف: "كما شكل انتصار المقاومة وصمودها الأسطوري كابحا قويا للمشروع الصهيوني الذي رسم خططه للقضاء على المقاومة في غزة ومن ثم القضاء على كل مكونات القوة في الأمة العربية والإسلامية والسيطرة على مقدراتها".
ومضى يقول: "ولعل ملف الأسرى المحتجزين لدى كتائب القسام بما أورثه من ارتباك في المستوى السياسي والعسكري والأمني يشكل شهادة جدارة واقتدار للكتائب في إدارة الملف ويؤكد أن قادة الاحتلال سوف يرضخون لمطالب المقاومة، وسوف نشهد صفقة وفاء الأحرار 2 بإذن الله ".
ولفت بحر إلى أن الحرب نقلت المقاومة نقلة هائلة على مختلف الأصعدة، قائلا: "أي حرب قادمة مع الاحتلال لو حدثت فإنها ستشهد إنجازات عسكرية كبرى ونقلات نوعية إضافية لن تخطر للصهاينة على بال، فقد تضاعفت قوة الكتائب أضعافا مضاعفة عما كانت عليه زمن الحرب مما يعني الكثير في ظل الواقع والمعادلات الراهنة".
وأشار إلى أن الموقع الإقليمي والدولي تميز في زمن الحرب بالتواطؤ والنفاق في معظم الأحيان فيما غرق آخرون في الصمت المريب و"لم نشهد اصطفافا في جانب شعبنا إلا من عدة دول صديقة محبة لشعبنا".
وأوضح أن الاحتلال لم يكن ليجرؤ على شن حرب بهذا الإجرام والشمول والاتساع بمعزل عن الضوء الأخضر الأمريكي والعربي وبعض دول الاقليم، "الأمر الذي يحفزنا لدوام اليقظة لمخططات العدو وحلفائه الإقليميين والدوليين ودقة رسم خريطة العلاقات والتحالفات السياسية وضرورة السعي لحشد مواقف إقليمية ودولية أكثر دعما وإسنادا لشعبنا".
عبر وعظات
بدوره، أوضح رئيس اللجنة التحضيرية لليوم الدراسي الدكتور جهاد العرجا أن الأبحاث المقدمة تتحدث عن آثار الحرب، والأدوار التي قامت بها جميع الجهات في الصمود والتصدي للعدوان الغاشم.
وأشار في حديثه لصحيفة "فلسطين" إلى أن استعراض مشهد الحرب ومناقشته هو لأخذ العبر والعظات، قائلا: "تعلمنا من أعدائنا ضرورة أخذ العبر من أي تجربة أو حرب، لزيادة الإبداع وتعزيزه وتلافي تكرار التقصير".
وأوضح العرجا في كلمة له أن العدو أراد في الحرب أن يجعل من قطاع غزة مكانا للرعب والإرهاب بجبروته وآلته العسكرية، لكن أنّى له ذلك فقد وجد فيه من يتصدى له بالأسلحة الخفيفة والقلوب المؤمنة.
وأكد على أن عدم تحقيق العدو لأي من أهدافه التي جاء من أجلها هو انتصار لشعبنا ومقاومته وانتصارٌ للبندقية.