13 عامًا والأسير المريض ناهض الأقرع يعاني ويلات السجن والمرض، في حين تزداد أوجاعه وآلامه بسبب الإهمال الطبي في سجون الاحتلال الذي لا يُلقي بالًا لعذابات الأسير الأقرع ولزملائه من الأسرى المرضى.
وكانت هيئة شؤون الأسرى والمحررين في المحافظات الجنوبية قد طالبت الأحد الماضي بالضغط على الاحتلال لإنقاذ حياة الأسير المريض ناهض فرج الأقرع (52 عامًا) المعتقل منذ عام 2007، والمحكوم بالمؤبد مدى الحياة.
ابنة الأسير الأقرع نسمة (22 عامًا) بيَّنت أنَّ الاحتلال الإسرائيلي اعتقل والدها المقيّد على أجهزة أمن السلطة في أثناء عودته من رحلة علاج في الأردن عام 2007م، مشيرة إلى أنَّ والدها مبتور القدمين ويعاني شللًا في يده اليسرى.
وتعرب عن خشيتها على حياته والدها كثيرًا في ظل وضعه الصحي الصعب، والإهمال الطبي الإسرائيلي إلى جانب مخاطر انتشار "فيروس كورونا" في السجون.
وتُبيِّن الأقرع أنها لم ترَ والدها منذ اعتقاله حيث إنه لم يكن مسموحًا لزوجته وأبنائه بذلك؛ لأن والديه "يقيمان بالضفة الغربية" وكانا يزورانه حتى توفي والده في الخامس من ديسمبر/ كانون أول 2017 وأصبحت والدته مقعدة، وفي إثر ذلك سمحت سلطات الاحتلال لوالدتي بزيارته ولأبنائه دون الخامسة عشرة من العمر، وكنت أنا قد تجاوزت ذلك السنّ فلم أحظَ بزيارته أبدًا.
وتضيف: "زاره شقيقي رائد أربع مرات وشقيقتي نداء مرتين، ثم مُنعا من الزيارة مثلي في حين بقيت شقيقتي الصغرى نارا وأمي تزورانه، لكنَّ الزيارة ممنوعة منذ أشهر بسبب "كورونا" ونحن في أشدّ القلق على وضعه الصحي".
وتشير إلى أنَّ والدها اُعتقل لدى الاحتلال قبيل الانتفاضة الأولى بعشر سنين ثم تزوج وأنجبها وإخوتها، وفي أثناء عودته من العلاج بالأردن عبر حاجز بيت حانون "إيريز" اعتقله الاحتلال بتهمة تفجير دبابة إسرائيلية بالقرب من منطقة "نتساريم" بالقطاع إبّان الانتفاضة الأولى وقتل ثلاثة جنود إسرائيليين، فحكم عليه بالسجن ثلاثة مؤبدات.
وتشير الأقرع إلى أنَّ أوضاع والدها الاعتقالية غاية في الصعوبة كما يؤكد المحامون وكل مَنْ تمكنوا من زيارته خلال الفترة الفائتة، في حين أنَّ وضعه النفسي صعب للغاية بسبب وضعه المرضي واشتياقه لنا.
وقالت: "منذ اعتقاله يقبع في مستشفى الرملة حيث يعاني بجانب البتر والشلل مشاكل في الغدة الدرقية وضغط الدم ظهرت بعد رحلته العلاجية حيث لم يكن مريضًا البتة قبل بتر رجليه".
وتطالب ابنة الأسير الأقرع بالإفراج العاجل عن والدها لدواعي مرضه، "إذا لم يكن له علاج فليمت على الأقل بيننا، ألا يكفي أننا حُرمنا منه طيلة 13 عامًا، نطالب بالإفراج عنه وعن بقية الأسرى المرضى فقد ذقنا المعاناة والقلق ولا نريد أن تستمر لأي منهم".
وتفتقد نسمة والدها في كل لحظات حياتها، "فأنا لا أعرفه ولا يعرفني إلا عبر الصور التي يسمح الاحتلال لنا بتبادلها بين الحين والآخر، حيث يمنعوننا من زيارته أو حتى الاتصال هاتفيًّا به".
وتتمنى أنْ تراه وأنْ يرافقها في لحظات حياتها، "فأنا أشعر بفقدانه كلما رأيت فتاة مع والدها حتى أنني بتُّ أكره المشاركة في المناسبات العائلية دونه، أتمنى أن يفرجوا عنه ويكون بيننا لكي ترتاح نفسيتنا وينتهي قلقنا عليه".
وتبيِّن أنهم يفتقدونه كثيرًا ويزداد القلق عليه كلما سمعوا عن خطر يهدد حياة أسير مريض وعن مخاوف انتشار "كورونا" بين صفوف الأسرى.
بدوره أشار مدير مؤسسة مهجة القدس للشهداء والأسرى ياسر مزهر لوجود (1200) أسير مصاب بأمراض مزمنة بينهم (700) حالتهم المرضية صعبة وبحاجة لعمليات جراحية، في حين يوجد (24) أسيرًا مصابين بالسرطان، منهم: كمال أبو وعر، ومعتصم رداد، ويمكث (21) أسيرًا في سجن "مستشفى الرملة".
وشدد على أنَّ إدارة سجون الاحتلال لا تقدِّم أي شيء لهم سوى "حبة الأكامول"، بل وتستخدم الأسرى المرضى حقل تجارب للأدوية المصنَّعة حديثًا، إلى جانب أنها لا تُجري فحوصات دورية لهم كل ستة أشهر كما تنصُّ اتفاقات جنيف الثالثة والرابعة، ما يؤدي لاكتشاف الحالات المرضية فجأة وبعد تفاقمها، لافتًا إلى أنَّ المؤسسات الدولية كـ"أطباء بلا حدود" و"منظمة الصحة العالمية" ممنوعة من فحص الأسرى.