فلسطين أون لاين

القسام: صلاح شحادة وضع اللبنة الأولى للمقاومة المسلحة بفلسطين

...

في ذكرى اغتيال الشيخ الشهيد "صلاح شحادة" القائد العام والمؤسس لكتائب الشهيد عز الدين القسام، شددت الأخيرة على أنه "أسطورة العمل الجهادي المقاوم على أرض فلسطين".

واستشهد شحادة وزوجته وإحدى بناته، والقائد القسامي زاهر نصار من حي الزيتون بغزة في قصف إسرائيلي همجي استهدف حياً سكنياً خلّف (17) شهيداً بينهم عشرة أطفال و(176) جريحا، بتاريخ 23/7/2002.

وقالت الكتائب في تقرير نشرته على موقعها الإلكتروني بهذه المناسبة: "لا يمكن أن تمر هذه الذكرى مروراً عابراً، فنحن لا نتحدث عن رجل مر كعابر سبيل على هوامش تاريخ الجهاد والمقاومة لشعبنا الفلسطيني، بل إننا نتحدث عن رجل وضع اللبنة الأولى للمقاومة المسلحة في فلسطين".

وأضافت أنه عمل على تطوير مسيرة العمل الجهادي دون كلل أو ملل، حتى أصبح "المطلوب الأول" للعدو الإسرائيلي المحتل الذي سخَّر كل عملائه وأجهزته المخابراتية والأمنية وكل الإمكانات التكنولوجية من أجل تحديد مكان هذا "العقل المدمر لكيانهم" والقضاء عليه باستخدام "طن" من المتفجرات أدى لإبادة مربع سكني كامل في مدينة غزة.

وأشارت إلى أن العدو ظن أنه إذا قضى على القائد شحادة سيقضي على الجهاد والمقاومة في فلسطين، وأن كتائب القسام –الإعصار الذي لا يهدأ- قد انتهى أمرها بعد القضاء على رأس الهرم فيها، لكن كتائب القسام فاجأته بأن الشيخ –رحمه الله- أسسها لتكون كالأخبطوط متشعبة في كل مكان لا يقضي عليها باستشهاد قادتها ومؤسسيها.

وضع أسس التطور

ولفتت الكتائب إلى أنها بعد مرور أعوام على استشهاد القائد شحادة تتربع على عرش الجهاد والمقاومة في أرض فلسطين، بعد أن أصبحت أشد قوة وأكثر عنفواناً وأتقن تنظيماً، وتطورَ أداؤها العسكري بشكل نوعي مضطرد؛ يثبت أن الشيخ صلاح قد وضع أسس التطور في لبناتها الأولى وأهلها وأعدها لتكون "جيشاً منظماً" بوحداتها ومؤسساتها وهيئاتها المتخصصة، وقادرةً على خوض أشرس المعارك والحروب، والثبات بل والانتصار فيها.

وتابعت "لعل الكثير من العمليات والمعارك التي نفذتها كتائب القسام –بعد استشهاد الشيخ صلاح شحادة- تؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أن هذا الغراس الذي بدأه الشيخ صلاح ومجموعة من إخوانه، قد أصبح اليوم أسطورةً ومثلاً يضرب لمقدرة المقاومة الفلسطينية على التطور ومواجهة التحديات والوقوف في وجه أعتى قوى الظلم والإرهاب في العالم".

واستطردت "خاضت كتائب القسام العديد من المواجهات القوية مع العدو الإسرائيلي والتي كان آخرها "العصف المأكول" والتي نعيش ذكراها هذه الأيام، حيث لم يستطع العدو بإمكاناته الهائلة الضخمة أن يحقق أياً من أهدافه المعلنة أو السرية، واستطاعت فيها كتائب القسام أن تضرب وسط كيانه الغاصب وتقصف أهدافاً لم تُهدد منذ عقود من الزمن، ووضعت ما يزيد عن "مليون ونصف إسرائيلي" في دائرة القصف وتحت خطر الموت والاستهداف، وأجبرتهم على الاختباء في الملاجئ كالفئران".

كما استطاع القسام تنفيذ عمليات خلف خطوط العدو فقتلت وأصابت العشرات وصنع هذه العمليات صورة النصر، بينما وقع جنود العدو في الأسر.

وكان القائد الشهيد الدكتور عبد العزيز الرنتيسي قال في حق الشهيد شحادة: "لقد استطاع الشيخ صلاح أن يحقق من الإنجازات ما عجز الكثير عن فعله في سنوات عديدة؛ نجح في تطوير الجهاز العسكري لحركة حماس كمًّا وكيفًا، مدّ الجهاز بأعداد كبيرة من الشبان، وقام بتدريبهم وتجهيزهم، وتطوير الصناعة العسكرية المتواضعة خلال عامين.. بدأ بالهاون ثم الصواريخ مثل القاذفات ومضادات الدبابات، كما يعود للشيخ صلاح فضل الإبداع في التخطيط لاقتحام المغتصبات، والانطلاق بالجهاز العسكري من قيود السرية التي تكبل الحركة".

ولفتت الكتائب إلى أن الشيخ الجنرال استطاع أن يكسب الاحترام والتقدير من أعدائه، حيث قال عنه "يكوف بيري" الرئيس الأسبق لجهاز الشاباك الصهيونيّ: "هذا الرجل هو اليد اليمنى للشيخ أحمد ياسين، رجلٌ يثير انطباع من يلتقيه ويجبرك على احترامه حتى لو كنت تحتفظ تجاهه بكلِّ مشاعر الكراهية، إن شحادة رجل لا يعرف الانكسار".

وقال رئيس حكومة الاحتلال الأسبق أرئيل شارون يوم أن أشرف بنفسه على تنفيذ عملية اغتيال الشيخ شحادة: "ضربنا أكبر ناشطٍ في حماس، الشخص الذي أعاد تنظيم حركة حماس في الضفة من جديد، إضافةً إلى النشاطات التي نفّذها في قطاع غزة، هذه العملية هي واحدة من أكثر العمليات نجاحًا".

المصدر / فلسطين أون لاين