هل تذكر الشوكولاتة "سلفانا"؟ هل ما زلت تشعر بطعمها اللذيذ وغلافها الزهري؟ هل ما تزال تحمل القهوة المرة لأصحاب العزاء ورطليّ السكر إلى أهل العريس؟ حتى الهدايا في المناسبات المختلفة تغيّرت فظهرت منها أشكال جديدة واندثرت أخرى..
الأخصائي الاجتماعي أحمد حمد بيّن لفلسطين أن الهدايا تغيّرت في شكلها ومضمونها وكيفية تقديمها، لأسباب تتعلق بالأوضاع المادية وبالانفتاح على العالم.
ويقول:" "قديما، كانت الهدايا المُتداولة في الزيارات محدودة، وكانت المناسبات تخفف العبء المادي على أصحابها، كتقديم السكر في المناسبات السعيدة، بالإضافة إلى المشاركة في إعداد الولائم في هذه المناسبات، مما كان يضفي على الهدية أجواء مميزة، حتى العزاء كان لا بد من تقديم مواد عينية فيه لأهل الميت كالأرز".
ويضيف: "حصل تحوّل في طبيعة العلاقات الاجتماعية، وأثر هذا على فكرة تقديم الهدايا، حتى أن وسائل التواصل أصبحت بديلا عن الهدايا في بعض الأحيان، كالاكتفاء بإرسال رسالة نصية عبر الهاتف النقال، أو كتابتها عبر مواقع التواصل الاجتماعي".
ويشير إلى أن "صعوبة الأوضاع الاقتصادية تساهم أحيانا في تغيير شكل الهدية، خاصة في المناسبات، فالهدايا المُتعارف عليها ضمن العادات والتقاليد تكون مكلفة أحيانا، وعلى النقيض فإن البعض يتجه نحو الهدايا المكلفة، ومن أسباب ذلك دخول المرأة لسوق العمل وبحثها عن هدايا ذات قيمة مادية وليست معنوية فقط، بالإضافة إلى أن الانفتاح على العالم عبر الإنترنت أدخل إلينا أفكارا وأشكالا جديدة من الهدايا وطرق تقديمها".
وبحسب حمد، فإن القيمة المعنوية للهدية أهم من قيمتها المادية، ولها أهميتها وأثرها الإيجابي على النفس وعلى العلاقات الاجتماعية أيّا كانت تكلفتها.