فلسطين أون لاين

وقفة للعلماء والدعاة رفضًا لقرار إغلاق مُصلّى باب الرحمة

...
جانب من الوقفة (تصوير: محمود الهندي)
غزة- جمال غيث

شارك العشرات من علماء الدين والدعاة، في قطاع غزة، في وقفة، رفضًا لقرار سُلطات الاحتلال الإسرائيلي إغلاق مصلى "باب الرحمة"، في المسجد الأقصى المبارك.

ورفع المشاركون في الوقفة التي نظمتها رابطة علماء فلسطين، أمام مسجد الكتيبة غربي مدينة غزة، أمس، لافتات كُتب على بعضها: "إغلاق باب الرحمة جريمة جديدة من الاحتلال"، و"الاحتلال عدو المساجد"، داعين لنصرة المسجد الأقصى ووقف الانتهاكات الإسرائيلية بحقه.

تدنيس المساجد

وقال رئيس رابطة علماء فلسطين، د. مروان أبو راس: إنَّ "من يغلق باب الرحمة سيفتح على نفسه أبواب جهنم"، مؤكدًا أنَّ الاحتلال سعى منذ وطئت قدماه الأراضي الفلسطينية لتدنيس المساجد وهدمها وتحويلها إلى كنس يهودية.

ودعا أبو راس في كلمته علماء الأمة لأنْ يهبُّوا نصرةً لقضية المسلمين الأولى، والمسجد الأقصى المبارك، مشددًا على ضرورة أن يضعوها على رأس أولوياتهم "فإنَّ فلسطين والقدس والأقصى وباب الرحمة ميراث الأنباء ورمز العزة والإباء".

وندد بسياسة "التطبيع العربي" مع الاحتلال الإسرائيلي، التي تهدف إلى "التآمر على القضية الفلسطينية"، مطالبًا بـ"ضرورة وضع القضية الفلسطينية، على سلم أولويات الأمة والدفاع عن المسجد الأقصى".

بدوره أكد رئيس مؤسسة القدس الدولية د. أحمد أبو حلبية أنَّ مدينة القدس والمسجد الأقصى والمقدسات يتعرضون لهجمةٍ إسرائيلية شرسة تهدف إلى تهويدهم وتغيير طابعهم الإسلامي، داعيًا إلى تحرك عربي وإسلامي لنصرة أولى القبلتين.

وأوضح أبو حلبية في كلمته أنَّ الاحتلال يحاول جاهدًا فرض سيطرته على القدس والمسجد الأقصى، وفرض التقسيم الزماني والمكاني لصالح المستوطنين.

وأضاف: "أنَّ الاحتلال يهدف إلى السيطرة على باب الرحمة، من خلال اعتقال المصلين وإبعاد حراس الأقصى، وقراره بإعادة إغلاق المصلى، الذي فتحه المقدسيون في هبة 22 فبراير 2019 بعد إغلاق دام 13 عامًا.

وحثَّ رئيس مؤسسة القدس الدولية، المقدسيين على مواصلة جهودهم وثباتهم في مواجهة مخططات الاحتلال في القدس والأقصى الهادفة لفرض التقسيم الزماني والمكاني والسيطرة عليه.

ودعا أبو حلبة الفصائل لتفعيل دورها في مقاومة الاحتلال وإفشال مخططاته التهويدية، مطالبًا الأمة العربية والإسلامية بالوقوف إلى جانب المقدسيين ودعمهم لمواصلة صمودهم في وجه الاحتلال.

صمت دولي

من جانبه أكد مدير عام وحدة شؤون القدس بوزارة الأوقاف والشؤون الدينية، د. يوسف فرحات، أنَّ سُلطات الاحتلال تكثِّف حملاتها التي تستهدف المسجد الأقصى مستغلة حالة الصمت التي يعيشها العالم العربي وصراعاته الداخلية، وهرولة البعض للتطبيع مع الاحتلال.

وقال فرحات في كلمة له: إنَّ "المسجد الأقصى هو ملك المسلمين ولا وصاية للاحتلال عليه وباب الرحمة جزء لا يتجزأ من الأقصى"، مشددًا على ضرورة أن يقف الجميع عند مسؤوليته وأن يكون على مستوى التحدي لإفشال مخططات الاحتلال".

وأضاف: "أنَّ أهالي القدس الذين أفشلوا مخططات الاحتلال في هبة البوابات الإلكترونية قادرون اليوم ومن خلفهم أحرار الأمة على إفشال كل المخططات الإسرائيلية التي تستهدف القدس والأقصى".

ودعا فرحات الفصائل لرصِّ الصفوف في مواجهة اعتداءات الاحتلال المستمرة بحق المسجد الأقصى، حاثًّا العلماء والدعاة لإعطاء الأولوية في حديثهم عبر المنابر الدعوية عن الاعتداءات على المسجد الأقصى ومدينة القدس.

وأصدرت محكمة إسرائيلية مطلع يوليو/ تموز الجاري، قرارًا يقضي بإغلاق مصلى باب الرحمة، وهو ما رفضته المرجعيات الدينية بالقدس.

وفي فبراير/شباط 2019، أعادت دائرة الأوقاف الإسلامية بالقدس فتح باب الرحمة أمام المصلين، بعد إغلاق إسرائيلي قسري استمر 10 سنوات.

ومنذ إعادة فتح المصلى تُلاحِق شرطة الاحتلال المصلين وحراس المسجد الأقصى، حيث اعتقلت وأبعدت أخيرًا عشرات المقدسيين عن القدس.