قال الأسير المحرر نضال أبو عاهور: إن ما تسمى "مستشفى سجن الرملة" تحوّل إلى مقبرة للأسرى الأحياء، مؤكدًا أن الاحتلال يمارس سياسة الإعدام البطيء بحق الأسرى المرضى.
وأضاف أبو عاهور، الذي أطلق سراحه من سجون الاحتلال، الاثنين الماضي، والذي يعاني من فشل كلوي وسرطان الكلى، لصحيفة "فلسطين": أن الموت يتهدد الـ 24 أسيرًا المقيمين بشكل دائم في "مستشفى سجن الرملة".
وذكر أن المقيمين في مستشفى السجن هم من أصعب الحالات المرضية في سجون الاحتلال، بينهم مصابون بالسرطان، والفشل الكلوي، وأمراض القلب، ومقعدون، محذرًا من استشهادهم في أية لحظة.
وبين أن سلطات الاحتلال لا تقدم للأسرى المرضى سوى حبة "الأكامول" كعلاج لكل الأمراض، مؤكدًا أن أنات المرضى تنبعث من مختلف أروقة السجن بسبب الاهمال الطبي الممارس بحق المرضى.
إهمال طبي
وأكد أبو عاهور، أن إدارة سجون الاحتلال تمارس سياسة الاهمال الطبي بحق الأسرى المرضى وتحرمهم من الحصول على احتياجاتهم من الأدوية والرعاية الصحية المناسبة وتمنعهم من الزيارة بحجة جائحة "كورونا".
وأكمل: الإهمال الطبي ليست هي المشكلة الوحيدة التي يعاني منها الأسرى في ما يسمى "مستشفى سجن الرملة" فهناك العديد من المشكلات والصعوبات الحياتية التي تواجه المرضى، كمشكلة الازدحام الشديد وعدم توفر أماكن لأي أسير مريض قادم بحاجة للعلاج.
وأشار إلى أن القسم الذي يتواجد فيه المرضى بالسجن صغير جدًا ولا يتسع لأعداد الأسرى المرضى المتزايد، إضافة إلى عدم توفر الكثير من الأجهزة التي يحتاجها الأسرى، كالكراسي المتحركة والبخاخات والعكازات الطبية، وغيرها.
وذكر أن الاحتلال ممثلًا بإدارة السجن لا يكتفي بانتهاكاته بحق المرضى ومنع عرضهم على أطباء ومختصين بل يصل به الأمر إلى أن تقوم إدارة السجن بنقل المرضى المحتاجين للعلاج والمتابعة إلى السجون، أو تقوم بتحويلهم لمشافي خارجية لأجل إجراء فحوصات أو تصوير أشعة دون مراعاة مرضه.
صمت دولي
وبين أن الأسرى يحاولون التخفيف من معاناة زملائهم المرضى في سجن "الرملة" من خلال مواساتهم ورعايتهم، ومحاولة التخفيف عنهم في ظل تردي أوضاعهم الصحية.
وناشد أبو عاهور، المجتمع الدولي، ومؤسساته المعنية، وعلى رأسها منظمة الصحة العالمية وأطباء بلا حدود واللجنة الدولية للصليب الأحمر، للخروج عن حالة الصمت، والعمل سريعًا من أجل الضغط على الاحتلال لتقديم العلاج اللازم للأسرى قبل انعدام الأمل في شفائهم، وإطلاق سراحهم.
ويرقد المحرر أبو عاهور، منذ الإفراج عنه، مساء الاثنين لماضي، على إحدى أسرى مستشفى بيت لحم جنوبي الضفة الغربية المحتلة لتدهور وضعه الصحي في سجون الاحتلال.
واعتقل أبو عاهور، بتاريخ 23 يونيو/حزيران الماضي من منزله في بيت لحم، وعقدت له ثلاث جلسات خلال أسبوع للنظر في الإفراج عنه نظرًا لحالته الصحية.
وتواصل سلطات الاحتلال اعتقال نحو 4700 أسير، بينهم (200) طفل و(700) يعانون أمراضًا مختلفة بينهم 24 أسيرًا يقيمون بشكل دائم في مستشفى سجن "الرملة"، بينهم 17 أسيرًا مصابًا بالسرطان، و(450) معتقلًا إداريًا، وفق إحصائيات رسمية.