فلسطين أون لاين

​المشي جنب الحيط "جُبن"!

...
غزة - هدى الدلو

سار آباؤنا في زمانهم على مبدأ تربوي ورثوه عن أجدادنا وهو القائم على المثل الشعبي "امشي جنب الحيط وقول يا رب سترك"، ولا يزال حتى الآن نهج يسير عليه البعض في تقديم النصيحة للآخرين مفادها أن تبتعد عن وجع الرأس والمتاعب لتكون النتائج في صالح الشخص، وذلك نتيجة احتمائه بالحيط عندما قرر السير بمحاذاته.. فهل بالفعل يعتبر هذا المثل قاعدة تربوية يمكن تطبيقها على الأبناء؟، وما سبب هذا التوجه؟، هذا ما نتحدث عنه في السياق التالي:

الأخصائي النفسي والتربوي إسماعيل أبو ركاب يقول لفلسطين: "الأمر متعلق بشقين، الأول من جانب ثقافي بحت، والثاني بسوء الفهم، فقد كان الآباء قديمًا منشغلين طوال الوقت، الأم في أعمال البيت، وتلبية احتياجات أبنائها، والأب في عمله، ولم يكونوا متفرغين لحل مشاكل أبنائهم، فكانت دعوتهم لأبنائهم بالسير بجانب الحيط بدلًا من جلب المشاكل مع الآخرين".

تحطيم الفكر

وأوضح أن البعض يفهم الدين بشكل مغلوط وخاطئ وخاصة فيما يتعلق بالالتزام في الأدب والأخلاق، فيستسلم رغم أن الإسلام لم ينص على ذلك، وبالتالي فإن هذا المبدأ يقوم على تحطيم تفكير الشخص والتنازل عن حقوقه.

وأضاف أبو ركاب: "وحين يتعلق الأمر بتربية الأطفال باعتبارهم اللبنة الأولى في حياتهم فإن طلب الأهل من أبنائهم بالبعد عن المشاكل وتعميمها على حياتهم ومستقبلهم فإن الأثر السلبي لا يقوم فقط على حياتهم بل يمتد إلى مستقبلهم وطريقة تفكيرهم وبالمحيط المجتمعي فتمس الوطن والثقافة والثوابت، فيعيشون مسالمين".

وأشار إلى أن العدوانية شيء متعلم، والاستكانة كذلك، فالسائرون قرب الجدران يصلحون لأي استخدام، فيتوهم البعض أن المشي جانب الجدار ستر وغير ذلك فضيحة، ولكن المشي بجواره ذل وجبن وتنازل.

وبين أبو ركاب أن سبب انتهاج بعض الآباء لهذا النهج هو عيشهم فترة من الذل والهوان وخاصة فترة التهجير، فلذلك يعتريهم الخوف من المستقبل، ولن يشعروا هم وأبناؤهم بالأمان، فتتغير.

ونوه إلى ضرورة أن يسعى الآباء في تربيتهم لأبنائهم بأن يكون لهم ذات مستقلة لها قدرة على مواجهة المشاكل وحلها، ولديهم قدرة على اتخاذ القرارات، وانتزاع حقوقهم، وأن يمدوهم باستقلالية في بناء المعتقدات والأفكار.