فلسطين أون لاين

مرضى غزة يخشون من مخاطر "سياسات عباس"

...
صورة أرشيفية
غزة - نسمة حمتو

يخشى الطفل سهيل الحمران، من أن تصبح حياته أكثر ألماً مع تقلص فرص حصوله على عمليتي غسيل الكلى التي يجريها أسبوعياً، بفعل سياستي وقف التمويل والاستقطاع المالي الانتقامي التي أعلنت عنها السلطة الفلسطينية في رام الله ضد قطاع غزة مطلع هذا الشهر.

والحمران (15 عاماً) واحد من بين خمسة مرضى كانون يرقدون على أسرّة غسيل الكلى في مجمع مستشفى الشفاء الطبي، بينما كان شقيقة الأكبر يطمئن أسرته عبر الهاتف على أحوال شقيقه المصاب بالفشل الكلوي منذ خمسة أعوام.

ويقول الطفل ذو البشرة الداكنة: "في الأسبوع يجب أن أزور المستشفى مرتين وأخضع لهذه الجلسة المؤلمة".

ويصاب مرضى الكلى بالإعياء الشديد عقب إجراء جلسة غسيل الكلى، وقد تحدث الحمران لصحيفة "فلسطين" وهو يئن من شدة الألم الذي قال إنه "اعتاد عليه".

وأعرب مرضى آخرون كانوا في القاعة التي يتواجد فيها "الحمران" عن مخاوفهم من تدني مستوى الخدمة الطبية في ظل الإجراءات العقابية التي طالت غزة مؤخراً.

وكانت وزارة الصحة في غزة حذرت في وقت سابق هذا الأسبوع من خطورة نفاد الوقود اللازم لتشغيل المولدات اللازمة لتشغيل المشافي والأجهزة الطبية المستخدمة في غرف العمليات والولادة وأقسام غسيل الكلى.

ويؤكد مدير عام الهندسة والصيانة في وزارة الصحة بسام الحمادين: "إن تأثير أزمة الوقود على قطاع الصحة، سيطال (40) غرفة عمليات جراحية، وخمسة مراكز لعمليات غسيل الكلى في كافة مستشفيات القطاع، و(11) غرفة عملية توليد في مستشفى الولادة في مجمع الشفاء الطبي.

ويشير إلى أن تأثيرات الأزمة ستشمل كذلك أقسام الطوارئ الموجودة في مستشفيات وزارة الصحة.

ويوجد في قطاع غزة (13) مستشفى تابعة لوزارة الصحة، يتردد على أقسام الاستقبال فيها حوالي أربعة آلاف مريض يومياً، وفق الحمادين.

استنزاف مالي

ويلفت المسؤول الطبي، إلى أن حضانة الأطفال الخدج وحديثي الولادة تستقبل يومياً (100) حالة ولادة، منوهاً إلى وجود (70) مريضا في العناية المركزة و(658) مريض فشل كلوي يتلقون الخدمات يومين في الأسبوع منهم (23) طفلا.

وبالنسبة للطفل "الحمران" فإن آماله بإجراء عملية زراعة كلى تراجعت وأصبحت كل أمنياته أن لا تتوقف أجهزة غسيل الكلى عن العمل بفعل انقطاع التيار الكهربائي وعدم القدرة على تشغيل المولدات جراء نفاد الوقود.

ويحتاج "الحمران" إلى حوالي 35 شيقلا (10 دولارات) أسبوعياً كمواصلات للوصول إلى مستشفى الشفاء ومستعد أن يدفع مثلهم من أجل ألا ينقطع عن عمليات غسيل الكلى.

لكن مدير عام الهندسة والصيانة في وزارة الصحة، يشير إلى أن وزارة الصحة تستهلك ما يزيد عن (400 ألف) لتر سولار شهرياً لتشغيل المولدات في حال كان انقطاع التيار الكهربائي ثماني ساعات فقط.

ويوضح أنه في حال تزايدت الأزمة بفعل توقف محطة توليد الكهرباء "سوف نكون بحاجة لمليون لتر شهرياً، وهو ما يضاعف حجم الأموال التي تحتاجها الصحة لشراء السولار لتشغيل المولدات".

وعلى مدار الأشهر الماضية وفر البنك الإسلامي للتنمية كمنحة احتياجات مشافي غزة من السولار، لكنه توقف في الفترة الماضية لأسباب خاصة، وفق ما ذكر الحمادين.

وكان رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، قد هدد بإجراءات غير مسبوقة ضد قطاع غزة، بعد مصادقة المجلس التشريعي على تشكيل لجنة إدارية لتسيير أمور القطاع، وبدأ عباس هذه الإجراءات بخصم 30 إلى 45% من رواتب موظفيه في غزة.

وتؤكد "حماس" أن تشكيل اللجنة "مؤقت واضطراري" بفعل تخلي حكومة رامي الحمد الله عن مسؤولياتها ومشاركتها في حصار غزة، وحرمانه من استحقاقاته المالية التي تجبيها من الضرائب والمقاصة.