أطلقت رابطة "برلمانيون من أجل القدس" مذكرة نيابية دولية لمعارضة مشروع الضم الإسرائيلي، تقوم على أساس جمع التوقيعات الرافضة لهذا المشروع، من البرلمانيين في كافة دول العالم.
وقال المدير العام للرابطة محمد بلعاوي في تصريح لصحيفة "فلسطين": إن المذكرة تعلن رفض البرلمانيين لأية محاولة تستهدف ابتلاع أراضٍ بالضفة الغربية من الاحتلال وتحث المجتمع الدولي على رفض الضم.
وأكد أن مشروع الضم هو تحدٍّ سافر للمجتمع الدولي والقوانين الدولية ويسرع من وتيرة الاحتلال بالقوة خلافًا للمواثيق الدولية التي هي بالإجماع ضده.
وأضاف: "سنعمل كل ما نستطيع لمواجهة هذا المشروع وقد بدأنا بالفترة الماضية بحملة إعلامية ضده والآن نعمل على المذكرة الدولية التي نهدف من خلالها لجمع تواقيع من قادة العالم وشعوبه تستنكر الضم وتؤكد على حق شعبنا في الارض".
مقاومة التطبيع
وبين البلعاوي أن الهدف من المذكرة ليس محاربة الضم فحسب، بل مقاومة التطبيع مع الاحتلال الذي هو مكافأة للمعتدي واعتراف بخطواته غير الشرعية ضد الفلسطينيين، قائلاً: "إذا أردنا أن ينال شعب فلسطين حقه يجب أن يتوقف طوفان التطبيع وأن تمارس دول العالم الضغط على الاحتلال حتى ينصاع للقرارات الدولية".
ونوه إلى أن الاحتلال الإسرائيلي يعتقد بغياب الضغط الدولي أن لا أحد يستطيع أن يوقفه عن المضي بمخططاته، في ظل الدعم الأمريكي المستنكر الذي يكرس واقعاً مخالفاً للقرارات والمواثيق الدولية التي وقعت عليها الولايات المتحدة.
وأعرب عن اعتقاده أن الاحتلال لن يتراجع عن سياساته العدوانية ما لم يجد قوى سياسية جدية تلزمه بالتراجع عن مخططاته، مضيفا: "وهو ما نعمل عليه من خلال الإعلام والبرلمان والحكومات المختلفة".
وأكد بلعاوي أن رابطته تعتبر نفسها في معركة مفتوحة ومستمرة مع الجهات الداعمة للاحتلال، الأمر الذي يتطلب بذل أقصى جهد بالتنسيق مع المنظمات المشابهة للوصول لتحقيق أهدافها، قائلاً: "نحن في معركة مفتوحة بين الحق الفلسطيني والعدوان الاسرائيلي، حيث إن الشعب الفلسطيني بحاجة لأصدقاء وحلفاء يدعمون حقه".
واعتبر أن التطبيع لا يؤثر على الفلسطينيين فقط، بل يهدد أمن مَنْ يمارسونه، حيث إنه يكرس السياسة العدوانية للاحتلال ويشرع فكرة العدوان على الآخرين والأرض والاستهانة بالقانون الدولي والاحتكام لمبدأ القوة وشريعة الغاب بعيداً عن قرارات المؤسسات الدولية.
وقال بلعاوي: "هناك أكثر من مشروع نعمل عليه، وأحدها هو مقاومة التطبيع وفق منظومة عمل تهدف لأن ينال الشعب الفلسطيني حقوقه، فنحن كرابطة نمارس عملًا أخلاقيًا ومشروعًا وهو في الحقيقة يمثل ضمير الشعوب التي لا تعرف المجاملات والإكراه الذي قد يتعرض له السياسيون، ونعكس نبضها المتمثل في الرفض المبدئي والاخلاقي للعدوان الاسرائيلي على حق الشعب الفلسطيني".
وأشار مدير عام رابطة "برلمانيون من أجل القدس" إلى أن الرابطة تأسست قبل خمس سنوات بمبادرة من مجموعة من النواب يرأسها الشيخ حميد الأحمر من اليمن ونوابه نائب وزير الخزانة والمالية التركي نور الدين نباتي ونائب رئيس البرلمان الإندونيسي فضلي زون ومجموعة من المساعدين كما لها هيئة تنفيذية ومؤتمر عام.
وقال بلعاوي: "تهدف الرابطة لاستحضار القضية الفلسطينية عامة والقدس تحديداً على المستوى الدولي وجعلها موضوعاً ساخناً في البرلمانات كافة حول العالم، وهي تنشط في كافة القارات ما عدا أمريكا الشمالية التي لا يذكر نشاطها فيها لطبيعة القارة وتوجهاتها السياسية".
وأضاف: "ما عدا ذلك هناك نشاط للرابطة في جميع أنحاء العالم ونظمت مجموعة من الأنشطة منها المؤتمران الأول والثاني برعاية الرئيس التركي ورئيس برلمانه وكان مؤتمرها الأخير في شهر فبراير/ شباط الماضي في كوالالمبور برئاسة رئيس الوزراء الماليزي مهاتير محمد".
وأشار إلى أن الهدف الأساسي للرابطة هو التعريف بالحق الفلسطيني ومستجدات الأحداث على الأرض وتمكينه من حقوقه بإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف من خلال ممارسة الضغط السياسي على البرلمانات والمؤسسات الدولية.
وتابع بلعاوي: "نعمل على جميع الصعد السياسية والإعلامية والتشريعية ونسعى لتكوين مجموعات صداقة من البرلمانات المختلفة وأنشأنا أربعة من الروابط الإقليمية ونسعى لرفعها لعشرة ويرأس كل رابطة بالعادة عضو برلمان أما إذا كانت هناك لجنة صداقة بين البلد الذي فيه الرابطة الاقليمية يكون رئيس تلك اللجنة رئيساً للرابطة".
وأشار إلى أن كل أعضاء اللجان والروابط من النواب الحاليين والسابقين بعضهم تبوأ مناصب حكومية، مشيراً إلى أن كل المنضوين تحت الرابطة يؤمنون بشكل أساسي أن موضوع القدس المحتلة تحديداً يستحق أن يعمل على إبرازه رغم المشاكل الذي تواجههم في ذلك متمثلة بموقف الادارة الامريكية الداعم لـ(إسرائيل).