فلسطين أون لاين

تحليل: التفاهمات المشتركة بين "حماس" و"فتح" خطوة نحو مصالحة وطنية

...
غزة- صفاء عاشور

اتفق محللان سياسيان على أن التفاهمات المشتركة بين حركتي "حماس" و"فتح" حول القضايا الوطنية تشكل خطوة مهمة نحو تحقيق مصالحة وطنية جامعة.

وأكد المحللان في حديثيهما لصحيفة "فلسطين" أن اللقاءات المشتركة التي كان آخرها في مدينة غزة، أمس، خطوة إيجابية في ظل انغلاق الخيارات البديلة، وهو أمر دفعهما للتفاهم على القضايا الرئيسة التي يمكن من خلالها مواجهة السياسات الإسرائيلية.

وجمع لقاءٌ وفدَيْ حركتي "حماس" و"فتح"، أمس، لبحث ترتيب المهرجان الوطني المشترك في غزة في الأيام القادمة، وذلك في إطار توحيد الجهود الوطنية لمواجهة خطة الضم الإسرائيلية وصفقة القرن الأمريكية.

وقال المحلل السياسي مصطفى الصواف: إن تطورات القضية الفلسطينية تلزم الفصائل الوطنية من أجل وضع خطة إستراتيجية لمواجهة سياسات الاحتلال الإسرائيلي.

وأوضح الصواف أن الاجتماع بين الحركتين خطوة إيجابية في هذا الاتجاه، وخطوة لدراسة النهج الذي يجب أن تسير عليه القيادات في معالجة القضايا الفلسطينية، مستدركا: "لم يعد هناك شيء يمكن أن يمنع أي طرف من الطرفين من أجل التوافق".

وذكر أن الاجتماع خطوة أولى قد تكون لها تبعات إيجابية، مشددا على ضرورة وضع خطة واضحة يشترك فيها كل الفلسطينيين ليقرروا طبيعة المرحلة القادمة.

وتابع الصواف: السلطة الفلسطينية وصلت لقناعة أن مشروع "حل الدولتين" انتهى وأن الاحتلال يطمع في كل فلسطين، وأن مشروع الاحتلال الرئيس هو تدمير القضية الفلسطينية.

وأكد أن الرد الوحيد والمنطقي على سياسات الاحتلال يتمثل بالعودة للتوافق بين الفصائل، والعمل على تحقيق الوحدة الفلسطينية.

من جانبه أوضح المحلل السياسي تيسير محيسن أن التقدير الأولي للخطوة العملية التي يتم التجهيز لها، وهي إقامة مهرجان في غزة، جاء كخطوة من أجل التعبير عن المخاطر التي تواجه القضية.

وذكر محيسن أن هذا التوافق يجري بناء على تفاهمات انطلقت عملياً من خلال اللقاء الذي جمع نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس صالح العاروري، وأمين سر اللجنة المركزية لحركة "فتح" جبريل الرجوب.

وقال: المهرجان ترجمة عملية أولية لاحتمالية تغيير الأوضاع على أرض الواقع، "وخاصة أن السلطة وحركة فتح وجدتا نفسيهما الآن أمام جدار سميك من الفشل في المشروع السياسي الذي تتبنيانه".

وأضاف: "هناك تراجعات في المشروع السياسي الفلسطيني وتحجيم لكل المكونات الفلسطينية، وبالتالي فرضت هذه الأسباب على السلطة البحث عن مصادر قوة لها، وهي تعرف أنها ليست موجودة إلا في قطاع غزة".

وأكد محيسن أن حركة "فتح" وصلت لقناعة بضرورة إرساء ووضع آليات حوار والاستقواء بغزة التي عنوانها حركة حماس، كما أن الأخيرة عدت هذه الخطوة إيجابية، ومحاولة لفتح ثغرة في جدار الصمت الذي تعيشه الحالة السياسية الفلسطينية.

واستدرك: قد تكون هناك اعتبارات في الضفة قد تمنع عقد المهرجان بسبب انتشار فيروس كورونا، لكن الواضح للعلن أن هناك مسارا بدأ يأخذ خطوات عملية على أرض الواقع.

وعبر محيسن عن أمله أن تتسع هذه الخطوات فعليا، وأن يرى الشارع الفلسطيني إرهاصات أولية في الضفة المحتلة تدلل على توجه السلطة الحقيقي للعودة للتوافق وقبول الرأي الآخر.

وختم المحلل السياسي: إذا كتب النجاح للمهرجان فإنه قد يقود الحالة الفلسطينية إلى فضاء من الحريات والعلاقات القائمة على الشراكة السياسية في ملفات عدة.

 

 

المصدر / فلسطين أون لاين