لم يبقَ من فلسطين في الجغرافيا إلا اسمها وشعبها ، المتعلق بها إلى ما لا نهاية.. أما إسهام شركتي غوغل وأبل في طمس معالمها التي تعود إلى أقدم العصور الحضارية على الكرة الارضية؛ في الوقت الذي كانت أمة "غوغل" مجهولة النسب والهوية؛ بل والوجود..
عجيب؛ شركة "غوغل" التي ملأت الدنيا عجيجًا في الآونة الأخيرة تعتبر أول مرتكزاتها المحافظة على البيئة، وخدمة المجتمع ، إضافة إلى مرتكزات أخرى...!
يبدو أن مرتكزها هذا لم يَعُد لازمًا؛ فيما دولة الأنكل سام (الولايات المتحدة الأمريكية) التي تنتمي إليها، وقد تلبستها الصهيونية بعفونتها ورذائلها منذ خروجها على مبدأ "مونرو" في عام 1917 للانضمام إلى معسكر الحلفاء (بريطانيا وفرنسا) في الحرب العالمية الأولى، لتحقيق أهداف صهيونية دنيئة..
ونؤكد لشركة "غوغل" ولشركة "أبل" أن الصهيونية قد اختطفت الولايات المتحدة، وأخضعتها لنجاساتها وبلاياها، وأصبحت أداتها ومطيتها بكل مقدراتها وامكاناتها لتحقيق أحلام الصهيونية في العدوان والهيمنة على مفاصل الحياة في العالم ، ولو احترق الشعب الأمريكي عن بكرة أبيه..!!
نعم؛ لشركة أبل العملاقة ، وقد بلغت عائداتها عام 2017 نحو 229.234 مليار دولار منها 48351 مليارا أرباحاً، ويبلغ عدد العاملين فيها نحو 115 ألف موظف عام 2016.. أما عدد موظفيها في العالم فهو 35000 موظف ، عام 2017 .. هذا وقد كانت مبيعاتها حول العالم 33 مليار دولار؛ لتصل إلى 2.8 تريليون دولار عام 2018، لتكون أول شركة أمريكية تبلغ هذا الرقم ، ولتكون الأكثر إثارة للإعجاب في الولايات المتحدة والعالم ، كما جاء في مجله "فورتشن" الأمريكية، عام 2009 .
أيها الشعب الأمريكي "العظيم"؛ هل يضر اسم فلسطين، أرض الشعب الفلسطيني.. هل يضر الحضارة الأمريكية، أو ينقص من قيمتها، وهي تبعد عن أمريكا أكثر بين عشرة الاف كيلو متر !؟
ثم هل الشعب الأمريكي مفطور على كراهية البشرية، وعلى كراهية الشعب الفلسطيني، حتى يقبل بشطب اسم بلاده المقدسة من الخرائط والمدونات..!!
عجباً؛ يا قادة الرأي والفكر والضمير ..! هل اسم "فلسطين" مشكلة تمس أدنى مصالح الشعب الأمريكي؟
يا مستر "لاري بايخ" ويا مستر "سيرجى برين" ياصاحبي "غوغل"، كيف تعاديان الشعب الفلسطيني؛ الذي لم يفكر يوماً في الاعتداء على دولتكما؟
"معلش" يا ساسة وقادة الفكر في الولايات المتحدة الصهيونية الأمريكية.. عسى أن تكونوا على غير علم بفلسطين وشعبها الضارب في أعماق الحضارة البشرية منذ أقدم العصور ..!!
على كل حال؛ إنّ مشكلة اسم فلسطين قد رافقت إعلان المشروع الصهيوني عام 1948 عقب إقامة دولة (إسرائيل).. يوم لم يكن هناك الإنترنت، وتقنيات الاتصال الحديثة ومنتجاتها المعرفية..
وهكذا فقد قامت الكثير من دور النشر والدراسات والأبحاث في الحياة الثقافية والإعلامية، في الدول الداعمة للمشروع الصهيوني، والتي أسهمت في تغذية الغدة السرطانية (إسرائيل) لتقوم بشطب اسم فلسطين وإحلال اسم (اسرائيل)، ظنًّا منهم أن عبثًا خبيثًا كهذا يمكن أن ينجح في شطب اسم فلسطين كوطن لشعب اسمه الشعب الفلسطيني..
ولقد اضطلعت بهذا العبث شركة (لنغمان) البريطانية، التي أسسها "توماس لنغمان " عام 1724، والتي تملكها حاليا شركة (بيرسون)، التي تعتبر أكبر ناشر للكتب المدرسية في العالم..
ولعل أخطر ما كانت تنشره هذه الشركة أطلس العالم، في نسخته العربية.. كان هذا الأطلس يُتداول قبل 1948 أي قبل النكبة الفلسطينية، يكتب على خريطة فلسطين، اسم فلسطين، أما بعد ذلك فقد أصبح يكتب (اسرائيل).. كما كان هناك مطبوعات مدرسية أخرى تصدرها هذه الشركة، وخاصة كتاب تعليم اللغة الانكليزية للمرحلة الابتدائية، الذي يحمل اسم "موريس1" "موريس 2" وسلسلة كتب "Reader"، وغيرها..
دور نشر كثيرة وصحف ومطبوعات أخرى هنا وهنالك تساوقت مع هذا العبث الصهيوني..!! لكن الجهود العربية والفلسطينية قد قامت بالتصدي لهذه العبثيات .
وقد كان مكتب مقاطعة (إسرائيل) قبل أن يهادن ويتصهين، يقف حجر عثرة إلى جانب منع أعمال العبث هذه.. وقد احتدمت المعركة بين هذا الفريق الصهيوني وأتباعه من جانب، والجانب الوطني والقومي، بما شكل عقبة كأداء في وجه العبث..
لكن؛ لم يكن النجاح في التصدي كبيراً ، وغالبا ما كانت توصيات مكتب المقاطعة تذهب أدراج الرياح، كبقية الأعمال والخطط المناهضة للعدو وأحابيله..
وهكذا؛ قد انتشرت الكثير من المطبوعات التي تحمل اسم (اسرائيل) بديلا لاسم فلسطين، ولا سيما في الأطالس المطبوعة بالإنكليزية والفرنسية والألمانية وغيرها، وكلها كتبت على خريطة فلسطين اسم (اسرائيل).
ومن السخرية بمكان أن بعض الرقابات في الدول العربية كانت تسمح بتداول هذه المطبوعات، ولكنها كانت تطمس اسم (إسرائيل) بالحبر الأسود..! وبعضها كانت تكتب (إسرائيل) بخط كبير وتكتب تحتها فلسطين بخط صغير! وكأنها تسترضي الطرفين..
وفي هذا السياق فقد قامت دائرة المعارف البريطانية "انسكلوبيديا بريتانيكا" بمحاولة وسطية بأن وضعت على خريطة فلسطين فيها” Holyland”.. أي "الأرض المقدسة".. يعني لا (إسرائيل) ولا فلسطين، عساها تنجو من المقاطعة..
هذا؛ ولقد تيسر لي أن أقف على دقائق أعمال النشر والتوزيع، وقد تأكدت أن بالإمكان التصدي لمثل هذه الأفعال بنجاح إلا ما يخص ما تنشره وسائل الدعاية في معسكر العدو مباشرة..
لكن؛ في الوقت الذي تجري فيه أعمال التطبيع، مع العدو الصهيوني، على قدم وساق، لا يسع معسكر المقاومة والتصدي إلا أن يبقى صامداً حتى تتغير موازين المعركة..
أما شبكة الانترنت العالمية ومحركاتها ؛ وخاصة غوغل وأبل، فإن بالإمكان التحول عنهما، والاتجاه نحو شبكات أخرى تبقي اسم فلسطين كما هو على الجغرافية الفلسطينية.. وليت هذا يتم عاجلا وأن ندفن غوغل وأبل في مزابل الصهيونية وتوابعها البغيضة، وطز ألف طز يا غوغل.