قائمة الموقع

"الغرباوي" يتحرَّر من الإعاقة بالتميّز في الرياضة

2020-07-21T18:23:00+03:00

إعاقته التي ولد بها لم تجعله أسيرًا لها، بل كان حالمًا بمستقبل واعد في المجال الرياضي، ففي الصف الثالث الابتدائي ألحقه والده بمركز تأهيل ليعلمه الجلوس الصحيح على كرسيه المتحرك، والاعتماد على ذاته في كل أمور حياته وقضاء حوائجه بمفرده، هناك وجد ضالته، وما يبحث عنه.

بعد دقائق من التركيز في حركات رياضية لشباب يعانون المعاناة ذاتها تجرأ على صغر سنه وطلب منهم المشاركة، وعاد إلى والده طالبًا تسجيله في ناد رياضي، ليمارس رياضات مختلفة محققًا إنجازات فيها.

الشاب عمر الغرباوي (36 عامًا)، من مدينة غزة، خريج بكالوريوس إدارة أعمال، إنسان رياضي من الأشخاص ذوي الهمم، يحمل في حجرات قلبه الإرادة والعزيمة، وحب المنافسة.

ولد بتشوه خلقي في أسفل ظهره وفي الأطراف السفلية والقدمين، إذ كانت نظرة بعض "ظالمة" –كما يصفها- للأشخاص ذوي الإعاقة، وعدم تقبلهم له، لكن عائلته كانت على وعي لحالته التي لن توقف عداد حياته وإنجازاته.

يقول الغرباوي لصحيفة "فلسطين": "لحسن حظي لم تكن هناك مؤسسات تعليمية خاصة بذوي الإعاقة، فالتحقت بالمدارس الحكومية، ما عزز عندي روح المشاركة المجتمعية، والاندماج في مختلف فئات المجتمع، وتكوين صداقات".

وفي 2001م بدأ يشق طريقًا نحو المؤسسات التي تعنى بالأشخاص ذوي الإعاقة، وغرست بداخله حب اللعب والمنافسة، خاصة أن أشقاءه الأكبر منه لديهم الاهتمام والشغف الرياضيان ذاتهما.

وبعد عامين التحق بنوادٍ رياضية لكرة السلة، وكان أصغر مشاركًا في البطولات المحلية بين النوادي الرياضية، من أجل خلق جو من المنافسة وروح التحدي، وبعدها انتقل إلى ممارسة ألعاب القوى.

لم يألُ الغرباوي اهتمامًا بجسده الرياضي، فعلى كرسيه المتحرك يحمل بيده اليمنى "جلة" يصل وزنها إلى خمسة كيلوجرامات، وبعد حركات الإطالة وثبات للعضلات يدحرجها لتتخطى 11 مترًا و52 سنتيمترًا، إذ يتمكن بهذا القدر من أن يشارك في بطولات للمنافسة على مستوى الوطن العربي، ولكن الوضع الرياضي القائم في قطاع غزة، والظروف التي يعانيها، وعدم وجود مصنفين حالت دون ذلك.

وبعد تسعة أعوام من ممارسته ألعاب القوى وصل إلى مراحل متقدمة في رفع الأثقال بوزن 125 كيلوجرام حديد، ولكن بروز عضلات جسده بشكل كبير دفعه للبحث عن رياضة أخرى لتفريغ طاقته فيها، وعاد لممارسة كرة السلة التي أسس فيها فريقًا، وواجهته فيها مشكلة عدم وجود كراسٍ مخصصة لممارستها.

ويوضح الغرباوي أن الرياضة حق من حقوق ذوي الإعاقة، فهي تمكن الشخص من تكوين علاقات واندماجه في المجتمع، وسبيل للتفريغ النفسي، وتحقيق إنجازات على عدة مستويات، إذ شارك العام الماضي في بطولة "حنا لحود" في دولة لبنان وحاز المركز الثالث، وكانت أول كأس لفلسطين في لعبة جماعية لأشخاص ذوي إعاقة.

وفي العام الماضي شارك في سباق رياضي بالكراسي المتحركة تحت اسم (مارثون 1500) لدعم الأسرى المرضى في سجون الاحتلال الإسرائيلي، بمشاركة 60 متسابقًا، وقد حصل على المركز الأول.

ولإتقانه قوانين كلة السلة تمكن من تدريب فريق فارسات فلسطين لذوي الإعاقة، الذي تمكن من الحصول على بطولة دوري 2018م، ويطمح أن يصبح مدربًا دوليًّا لكرة السلة للأشخاص ذوي الإعاقة.

اخبار ذات صلة