فلسطين أون لاين

تقرير القناديل تعكر أجواء اصطياف الغزِّيين

...
غزة- أدهم الشريف

ينادي المنقذ خالد فرحات، عبر مكبر الصوت على المصطافين محذرًا إياهم من لسعات القناديل التي تغزو بكثافة شاطئ بحر غزة هذه الأيام.

ويتكرر هذا المشهد في يوليو/ تموز من كل عام، ففي هذا التوقيت تظهر القناديل بكميات كبيرة، وتعكر أجواء اصطياف المواطنين في غزة، إلا أن العديد من الشبان والأطفال لا يعيرون أي اهتمام لها، فليس أمامهم وسيلة للترفيه سوى السباحة واللعب على الشاطئ.

وبحر غزة هو المتنفس الوحيد لأكثر من مليوني مواطن يسكنون القطاع الساحلي المحاصر.

ويحرص فرحات على تحذير المواطنين من النزول للمياه لتفادي لسعات القناديل التي تسبب أحيانًا حروقا سطحية في الجلد ينتج عنها آلام شديدة.

واعتاد فرحات على هذا المشهد منذ 21 عامًا حيث يعمل منقذًا على الشاطئ في منطقة الشيخ عجلين، جنوبي غرب مدينة غزة، وتعامل مع عدد كبير من الحالات المصابة بلسعات حادة.

وذكر لصحيفة "فلسطين"، أن هذا الموسم شهد ظهور ثلاثة أنواع من القناديل، وبأحجام وألوان مختلفة، أولها كان ذات اللون الأبيض، ذات الأحجام الكبيرة، ولسعاتها صعبة جدًا على المصابين.

والنوع الآخر من القناديل كانت من ذوات اللون البني الفاتح، وظهرت بكثافة كبيرة جدًا هذا العام بأحجام متوسطة وصغيرة، لكن ما يميز هذا النوع أنها لا تسبب لساعات للمصطافين، بحسب فرحات.

أما النوع الأخطر من القناديل التي ظهرت في مياه بحر غزة، فكانت صاحبة اللون الأزرق، وتسبب لسعاتها حروقًا قوية وآلامًا شديدة جدًا، مبينًا أن أعدادها قليلة جدًا هذا العام.

واكتسب فرحات، وهو مدرب سباحة معروف بغزة، خبرة كبيرة في التعامل مع لسعات القناديل، إذ يشير إلى ضرورة غسل مكان الإصابة بمياه البحر قبل الخروج منه، وعدم استخدام مياه الشرب في البداية، حتى لا تتهيج المنطقة المصابة وتزيد الآلام.

وذكر أن القنديل يفرز مادة قلوية تصيب المصطافين، موصيًا بضرورة اصطحاب سائل الخل، وهو مادة حمضية من شأنها أن تذهب بآلام الإصابة عن طريق معادلة المادة القلوية بالمادة الحمضية.

وبين أنه من النادر أن يجلب أحد المصطافين عبوة خل معه إلى البحر، لأن الغالبية لا يعلمون أهميته عند لسعات القناديل.

كما أشار إلى أن السكر يحتوي على مادة قادرة على معادلة آثار المادة القلوية الصادرة من القنديل عند إصابة أحد.

وذكر المنقذ البحري أن التعامل الخاطئ مع الإصابة يزيد صعوبتها، إذ يستخدم البعض رمل البحر لفرك مكان الإصابة، وهذا يؤدي إلى تسلخات أحيانًا، وفي مثل هذه الحالة يصبح المصاب بحاجة إلى طبيب لعلاجه، أما التعامل الصحيح باستخدام الخل، فإنه يذهب بآلام الإصابة سريعًا.

ولتفادي كل هذا يلجأ فرحات ومنقذون آخرون إلى الطلب من المصطافين عدم السماح لأبنائهم بالسباحة خاصة فئة الأطفال، لأن آلام الإصابة باللسعات شديدة جدًا عليهم، "لكن ليس كل المواطنين يتقبلون هذه التعليمات، ونواجه صعوبة كبيرة في اقناعهم".

وبين فرحات أن القناديل تتنقل مع حركة التيارات المائية على طول امتداد شاطئ غزة من شمال قطاع حتى جنوبه، بطول كيلومتر.

ويقول المواطن محمد عمر إنه يقضي ساعات طويلة يوميَّا على شاطئ البحر بصحبة أبنائه الأربعة، أكبرهم يزيد عمره عن (20 عامًا)، لكنه حريص إلى أبعد الحدود على عدم نزولهم للمياه تفاديًا للسعات القناديل.

ويشير لـ"فلسطين"، إلى أنه يتجنب وأبناؤه السباحة خلال يوليو/ تموز من كل عام بسبب القناديل، "لكننا نستغل شهري يونيو/ حزيران، وأغسطس/ آب، للسباحة والمرح في المياه، بعكس العديد من العائلات التي لا تحسب حساب لهذا النوع من الكائنات البحرية".

وتداول نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي قبل أيام مشاهد فيديو لقناديل في بحر غزة التقطها المصور الصحفي محمد أسعد قبل أيام قليلة، ولاقت استحسان متابعيه.

وقدم أسعد خلال الفيديو المنشور على قناته في موقع "يوتيوب"، شرحًا عن القناديل، ومشاهد حية للأنواع والألوان التي ظهرت في بحر غزة هذا العام.