فلسطين أون لاين

في ظلِّ الحجر الصحي بالضفة الغربية

تقرير الفلسطينيون وحيدون في توفير احتياجاتهم اليومية لمواجهة كورونا

...
الخليل-غزة/ جمال غيث:

أخذ سكان مدن الضفة الغربية على عاتقهم توفير احتياجاتهم اللازمة من مأكل وملبس ومشرب طيلة فترة إغلاق المدن والأحياء التي ينتشر فيها فيروس كورونا، ما أثقل كاهلهم وجعلهم عاجزين عن تلبيتها.

ويشتكى الأهالي من تدهور أوضاعهم الاقتصادية، وعدم مقدرتهم على إعالة أسرهم بسبب إغلاق المدن، وعدم تمكنّهم من العمل في ظلّ تفشي وباء كورونا بمختلف محافظات القطاع.

وأعلنت حكومة اشتية مؤخرًا إغلاق جميع المنشآت التجارية في أيام محددة باستثناء المخابز والصيدليات في كل المحافظات؛ لمواجهة تفشِّي فيروس كورونا، وسبقها إغلاق محافظات في الضفة الغربية لأسابيع لمواجهة الفيروس.

 

مساعدات عاجلة

ويقول المواطن محمد الجياوي وهو من سكان مدينة الخليل: "إن الحياة باتت صعبة جدًا، وأصبحتُ غير قادر على توفير احتياجات أسرتي بسبب إغلاق محافظات الخليل، ومنع تنقل المواطنين".

ويشير الجياوي الذي يعمل في مجال البناء لصحيفة "فلسطين" إلى أنه لم يتلقَّ أي مساعدات إغاثية منذ بداية الجائحة حتى اللحظة، وبالكاد يستطيع تأمين احتياجات أسرته المكونة من سبعة أفراد.

ويلفت الجياوي إلى أن غالبية السكان يعتمدون على ما لديهم من أموال ادَّخروها خلال السنوات والأشهر التي سبقت الجائحة، مبينًا أن ما لديه من أموال يكفي أسرته لبضعة أيام، وبعدها لن يتمكن من توفير متطلبات أسرته إذا استمر إغلاق المدن، داعيًا الحكومة للوقوف إلى جانب الأهالي وتوفير احتياجاتهم.

ويشير محمد عرار إلى أنه منذ نحو شهرين وبسبب إغلاق محافظات الضفة الغربية بفعل أزمة كورونا، ودعوة الحكومة للسكان للالتزام بالحجر البيتي لم يغادر منزله حفاظًا على حياته وحياة أسرته.

ويشتكي عرار لصحيفة "فلسطين" وهو من مدينة بيت لحم جنوبي الضفة الغربية المحتلة، من عدم قدرته تلبية احتياجات أسرته بسبب إغلاق المدينة منذ أسابيع، ومنع تنقل العمال للعمل في أراضي الـ48 للحدِّ من انتشار كورونا.

وحثَّ الحكومة على توفير احتياجات الأهالي والعاطلين عن العمل، مضيفًا: "نحن على أبواب عيد الأضحى المبارك، وأنا حتى اللحظة لم أستلم أي شيء من الحكومة التي تطالبني بالجلوس بالبيت، لكن من سيُطعمني وأطفالي؟".

وتابع عرار الذي يعيل أسرة مكونة من ستة أفراد: "بات وضعي المعيشي الآن تحت الصفر، فلم أعمال منذ أيار/ مايو الماضي، وما وصلني من الحكومة هو عبارة عن مجموعة من المعلَّبات التي لا تكفي إلا أسبوعًا"، مطالبًا الحكومة بالنظر إلى الأهالي وتوفير احتياجاتهم.

 

أوضاع كارثية

ووصف رئيس بلدية الخليل تيسير أبو سنينة الوضع في محافظات مدينة الخليل بسبب جائحة كورونا بالكارثي، حيث وصل عدد المصابين لما يزيد على 7 آلاف شخص، إلى جانب وجود المئات في الحجر المنزلي.

وقال أبو سنينة لصحيفة "فلسطين": "إن عددًا من الجهات المعنية توفِّر احتياجات بعض المواطنين، لافتًا إلى أن الحكومة غير قادرة على توفير احتياجات جميع الأهالي بسبب تردي الأوضاع الاقتصادية وتفشي الوباء في مختلف محافظات الضفة الغربية.

في حين قال رئيس اللجنة الشعبية في مخيم الجلزون محمود مبارك: "إن أوضاع اللاجئين مأساوية بفعل جائحة كورونا ولعدم قدرة الأهالي توفير احتياجاتهم".

وأكد مبارك لصحيفة "فلسطين" أن اللاجئين في مخيم الجلزون شمال محافظة رام الله والبيرة وسط الضفة الغربية، يفتقدون لمقومات الحياة الأساسية بفعل إغلاق محافظات في الضفة الغربية المحتلة لمواجهة تفشي الوباء.

وشدد على ضرورة توفير احتياجات الأهالي من مأكلٍ ومشرب، إلى جانب توفير أماكن للحجر الصحي للمصابين بالفيروس خارج المخيم، مبيّنًا أنه سُجّلت إصابة نحو 200 شخص بالفيروس.

ودعا وكالة غوث وتشغيل اللاجئين "أونروا" والحكومة للعمل على تقديم مساعدات عاجلة للمصابين والمتضررين من إغلاق المخيم، كي يتمكنوا من العيش.

المصدر / فلسطين أون لاين