فلسطين أون لاين

الفرحة تتسلل إلى عائلتها لأول مرة منذ ست سنوات

"رُبا" تتفوَّق لتحقق حلم والدها الشهيد محمد أبو شمالة

...
رفح- ربيع أبو نقيرة

منذ ارتقاء القائد القسامي محمد إبراهيم أبو شمالة شهيدا عام 2014 لم تجد الفرحة سبيلا للدخول إلى منزله بحي الشابورة في مدينة رفح جنوبي قطاع غزة.

القائد الكبير، عضو المجلس العسكري في كتائب الشهيد عز الدين القسام، اغتالته طائرات الاحتلال الحربية بقصف عنيف على منزل في حي تل السلطان كان يقطنه مع رفيقي دربه رائد العطار ومحمد برهوم، بتاريخ 21 أغسطس 2014، بعد رحلة جهاد مشرفة.

ومع إعلان نتائج الثانوية العامة في فلسطين، تسللت إلى المنزل أول فرحة تشعر بها عائلته من بعده، سيما أن ابنته ربا تفوقت في "توجيهي" وحصلت على معدل 92 %، في الفرع العلمي.

وتزاحم المهنئون في المنزل؛ الجيران والأهل والأحباب، وكذلك الفصائل الفلسطينية والأعيان، يستذكرون بطولات القائد "أبو خليل"، ويتمنون لابنته البكر رُبا التفوق وتحقيق أعلى المراتب والدرجات.

رُبا التي امتزجت مشاعر فرحتها بالبكاء، فور تلقي نبأ تفوقها، سجدت شكرا لله، وألقت بنفسها في حضن والدتها، ثم قَبّلت صورة والدها وأخذتها إلى حضنها، في مشهد مؤثر وموثق بالفيديو، وجد تفاعلا كبيرا على مواقع التواصل الاجتماعي.

وأعربت أبو شمالة عن فخرها واعتزازها بأنها بدأت تخطو أولى خطواتها نحو تحقيق حلم والدها القائد، الذي طالما انتظر تحقيقه، وهو الانتساب إلى كلية الطب، وأن تصبح الطبيبة ربا محمد أبو شمالة.

وقالت في حديثها لصحيفة "فلسطين": "اليوم أحقق إنجازا كبيرا بتخطي توجيهي بتفوق"، مشيرة إلى أن حالة الترقب والخوف والتوتر خلال عام من الجد والاجتهاد والإجهاد، تحولت إلى سعادة غامرة وفرحة كبيرة.

وأضافت: "ربنا أكرمني وحصلت على معدل يرفع رأس والدي".

وتابعت: "أهدي نجاحي إلى روح والدي الشهيد محمد أبو شمالة، الذي كان حاضرا معي بروحه، رغم غياب جسده عنا، فكنت في أثناء دراستي أستحضر والدي وأتذكر وصيته وحلمه الذي رسمناه سويا".

وأوضحت أن أبرز الصعوبات التي واجهتها، الدراسة في ظل جائحة كورونا، وضعف التواصل مع المعلمات، مشيرة أنها سعت للتواصل مع معلماتها والاستفسار عن أي سؤال أو معلومة.

بدورها أوضحت عبلة أبو شمالة (62عاما) شقيقة الشهيد محمد، أن الفرحة لم تدخل إلى قلبها منذ استشهاده، رغم معايشة عائلتها عددا من الأفراح والأعراس والمناسبات السعيدة.

وقالت في حديثها لصحيفة "فلسطين": "فرحتنا اليوم حقيقية؛ لكنها منقوصة بغياب أبي خليل".

وأضافت أبو شمالة: "استيقظت لصلاة الفجر وانتظرت، وأنا على يقين أن ربا ستتفوق؛ لكنني بكيت، وتمنيت أن يكون محمد موجودا يفرح لفرحة ابنته".

من ناحيتها قالت جدة الطالبة ربا: "منذ رحيل أبي خليل لم تطرق الفرحة بيوتنا، وتتويج ربا بالتفوق أعاد لنا روح البهجة، فهي التي رفعت رأس والدها عاليا".

وأضافت: "أقول لأبي خليل الذي استأمنني على أبنائه، سأحافظ على أمانتك وسأرعى أبناءك حتى مماتي ولن أتركهم أبدا، ولن أخرج من منزلك إلا محمولة على الأعناق".

وتابعت بعد إطلاقها الزغاريد: "نم هانئا يا أبا خليل، فأبناؤك يرفعون الرأس، يحافظون على الصلاة ويحفظون القرآن ومتفوقون في دراستهم".

أما زوجة الشهيد أبو شمالة، فحمدت الله على نعمه، وقالت: "بعد ستة أعوام على الفراق وآلامه وأحزانه، أدخل الله الفرح على قلوبنا". وأوضحت أن أجمل فرحة في حياتها هي فرحة نجاح ابنتها، وإنجازها المرحلة الأولى من رحلتها نحو لقب طبيبة، قائلة: "لدي ست بنات وولد، أستطيع القول إنني أوصلت أكبرهم ربا إلى بر الأمان".

وأشارت أبو شمالة أن أجواء الفرحة كعرس وطني كبير، متمنية أن تدخل الفرحة جميع البيوت الفلسطينية خصوصا بيوت الشهداء والأسرى. وأهدت نجاح ابنتها إلى روح زوجها محمد ورفاق دربه رائد العطار ومحمد برهوم وأبي محمد الجعبري وأبناء شعبنا ومقاومته، وجميع أحرار العالم.