فلسطين أون لاين

تقرير "صراع الأدمغة".. معركة تحدٍّ بين المقاومة والاحتلال

...
غزة- جمال غيث

بين حين وآخر تخوض فصائل المقاومة الفلسطينية وعلى رأسها كتائب الشهيد عز الدين القسام "حرب السايبر" مع الاحتلال الإسرائيلي، ملحقة من خلاله الضرر بأنظمته الإلكترونية والرقمية، التي يحاول من خلالها تسويق روايته المزعومة والتغطية على جرائمه محليًّا وعالميًّا.

وتنشط المواقع الإلكترونية للمقاومة الفلسطينية في كشف جرائم الاحتلال المرتكبة بحق شعبنا محليًّا وعالميًّا، الأمر الذي يزعج الاحتلال فيحاول جاهدًا مواجهتها ومحاولة إخراجها من فضاء العالم الإلكتروني.

وأصدرت كتائب القسام الذراع العسكري لحركة حماس، تنبيهًا بعد تعرض خوادم موقعها منذ فجر الخميس الماضي، لسلسلة هجماتٍ هدفت لإخراجها عن الخدمة، لافتة إلى أن مهندسيها ما زالوا يتصدون لهذه الهجمات.

ونبهت الكتائب إلى أن النطاق "alqassam.net" قد خرج عن سيطرتها، وأن صفحة التبرع التي يعرضها هذا العنوان تحتوي على بيانات زائفة تهدف إلى الإيقاع بالزوار، سواء عنوان محفظة البيتكوين أو رابط البريد الخاص بالتبرع.

تهديد الاحتلال

ويقول المختص في الشؤون الأمنية، محمد أبو هربيد: إن الهجمات الإلكترونية التي ينفذها الاحتلال الإسرائيلي ضد مواقع المقاومة الإلكترونية، تؤكد قدرة المقاومة على التأثير في الاحتلال الإسرائيلي.

ويصف أبو هربيد، وهو المختص في التوعية المجتمعية والإعلام، بأن تلك الهجمات بالحرب الإلكترونية المفتوحة بين المقاومة الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي هدفها استهداف الرواية الفلسطينية والصوت المقاوم.

ويضيف لصحيفة "فلسطين": "إن تلك الهجمات تأتي على شكل موجات تصعد وتختفي حسب الظروف"، مشيرًا إلى أن استهداف مواقع المقاومة يهدف للحد من تأثيرها وحضورها القوى بين الفلسطينيين والعالمين العربي والإسلامي ولقدرتها على كشف الزيف الإسرائيلي الهادف لطمس الحقيقة.

ويوضح أن الهدف من تلك الهجمات إسكات صمود المقاومة، وإعاقة عملها لقدرتها في التأثير على رواية الاحتلال الزائفة.

ويقول: الاحتلال وبالتعاون مع عدد من الدول الشريكة والصديقة له، يسعى لإزاحة المنصات الإلكترونية ومواقع المقاومة؛ لتأثيرها عالميًّا عليه، لافتًا إلى أن (تل أبيب) وقعت اتفاقيات عدة مع دول ومتخصصين لمواجهة مواقع المقاومة وإخراجها عن الخدمة، خدمة لأغراضها في المنطقة ولنشر روايتها المضللة.

ويعد المختص الأمني، إعادة عمل موقع القسام بمنزلة انتصار جديد وتفوق للمقاومة على الاحتلال في هذا الجانب، ما يؤكد قدرتها في اختراق منظومة الاحتلال ومواجهة جرائمه رغم الجهود الضخمة التي ينفقها لذلك.

مواجهة شاملة

في حين يؤكد المحلل السياسي ناجي الظاظا، أن المقامة الفلسطينية تخوض مواجهة شاملة مع سلطات الاحتلال الإسرائيلي.

ويوضح الظاظا، لصحيفة "فلسطين" أن الهدف من مهاجمة مواقع المقاومة ومن ضمنها موقع القسام يأتي لمنعها من توثيق الجرائم التي يرتكبها جيش الاحتلال بحق أبناء شعبنا الفلسطيني، "ما يدلل على ضعف (إسرائيل) أمام المقاومة وتأثيرها فيها، حيث تخصص طاقاتها وأجهزتها الأمنية والتقنية للحد من قوة المقاومة في نشر روايتها".

ويبين الظاظا، وهو خبير في أنظمة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، أن جيش الاحتلال لديه وحدات متخصصة في مجال "حرب السايبر" يستخدمها ضد المقاومة الفلسطينية وبعض الدول، إلى جانب التنصت على أجهزة الاتصالات وتعقب الأشخاص وزرع أجهزة لمراقبة تحركات المقاومة واتصالاتها.

وينبه إلى أن الاحتلال اتجه مؤخرًا لإنشاء لواء "السايبر" الذي يضم وحدة (8200) المختصة بصد الهجمات الإلكترونية واختراق أجهزة اتصالات محلية ودولية والتنصت عليها.

ورغم الهجمات الإلكترونية التي تشنها سلطات الاحتلال بين الفينة والأخرى على مواقع المقاومة، فإنها تفشل في كل مرة بسبب يقظة وفطنة رجالات المقاومة وتصديهم لمحاولات الاختراق وكشف جرائمها ومخططاتها بحق شعبنا.

ودخلت الفصائل الفلسطينية وفي مقدمتها حركة المقاومة الإسلامية حماس، خلال السنوات القليلة الماضية مجال "حرب السايبر" ضمن أسلوب جديد لمهاجمة سلطات الاحتلال وإلحاق أكبر ضرر ممكن بأنظمتها الرقمية أو بث رسائل دعائية للمجتمع الإسرائيلي أو الحصول على معلومات سرية حساسة.

ونفذت حماس مؤخرًا العديد من الهجمات الإلكترونية ضد مواقع إسرائيلية كشفت خلالها عن العديد من المعلومات التي تحتاج إليها، إلى جانب اختراق هواتف جنود إسرائيليين، وقنوات تلفزيونية إسرائيلية من بينها القناتان العاشرة والثانية وبثت عبرها رسائل تحذيرية للمجتمع الإسرائيلي، بالإضافة إلى ترددات إشارة اللاسلكي تابعة للجيش والتجسس على حديث من المفترض أن يكون سريًّا بين أفراد قوة عسكرية كانت ترابط على الحدود مع غزة.

وسبق أن أسقطت المقاومة الفلسطينية طائرات إسرائيلية مسيرة كانت تحلق بأجواء غزة وحصلت منها على المعلومات والصور التي كانت تلتقطها.