فلسطين أون لاين

يعيشون حالة من اللامبالاة

تقرير جائحة كورونا تلاحق اللاجئين الفلسطينيين في لبنان

...
غزة- جمال غيث

يعيش اللاجئون الفلسطينيون في مخيمات لبنان حالة من اللامبالاة تجاه فيروس كورونا (كوفيد-19) بسبب حالة الفقر المدقع الذي يعانونه، وهو ما ينعكس في التجمعات والزحام وعدم التزام الإجراءات الحكومية ولا تعليمات منظمة الصحة العالمية، والمؤسسات المعنية لينذر بكارثة قد تضرب المخيمات في أي لحظة.

وزادت اللامبالاة في صفوف اللاجئين مع انهيار الليرة اللبنانية وغلاء المعيشة، وفي ظل منع الحكومة اللاجئين من ممارسة أكثر من 70 حرفة ومهنة، إضافة إلى شروط واجب توافرها للحصول على إجازة عمل.

وبلغ إجمالي إصابات كورونا في لبنان نحو (2153)؛ منها (36) وفاة، و(1402) حالة تعافٍ، في حين أعلنت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" مؤخرًا، تسجيل ثلاث إصابات بالفيروس في مخيم الرشيدية للاجئين.

إجراءات وقائية

ورأى المختص في شؤون اللاجئين صلاح الأحمد، أن مساحة المخيمات الضيقة واكتظاظ السكان الهائل فيها وعدم توعية اللاجئين باتخاذ التدابير والإجراءات المناسبة سيساهم في انتشار الفيروس بين اللاجئين.

وقال الأحمد لصحيفة "فلسطين": إن اللاجئين في مخيمات لبنان يتهاونون مع الفيروس، فتجدهم مجتمعين ويتنقلون من مكان لآخر بأريحية، ويقيمون الأفراح الأتراح ويخالطون بعضهم بعضًا من مسافة قريبة ما ينذر بكارثة قد تحدث في حال تفشى الوباء بينهم.

وأضاف أن عدم وجود مكان مخصص للحجر الصحي في مخيمات اللجوء بلبنان سوى منازل المصابين، ومستشفى رفيق الحريري الجامعي، الذي يبعد عن المخيمات ينذر بتفشي الفيروس.

ورأى الأحمد أن انهيار الليرة اللبنانية وغلاء المعيشة أدى لحالة من الفقر المدقع في أوساط اللاجئين إلى جانب منعهم من قبل الحكومة من ممارسة أكثر من (70) حرفة ومهنة، إضافة إلى شروط واجب توافرها للحصول على إجازة عمل، أوجدت عدم المبالاة في صفوف اللاجئين من الإصابة بالفيروس.

وذكر أن بعض اللاجئين باتو لا يبالون باتباع الإجراءات الوقاية الأساسية -كغسل اليدين والتباعد الاجتماعي، وارتداء الكمامة، بسبب الفقر المدقع في مخيمات اللجوء.

وأشار الأحمد إلى اتخاذ تدابير مشددة لمواجهة فيروس "كورونا" بحق المصابين الثلاثة في مخيم الرشيدية جنوب لبنان، كحجرهم منزليًّا مع إرشادهم بجميع التعليمات اللازمة لضمان سلامة الأشخاص الآخرين المحيطين بهم.

إهمال اللاجئين

وبينما حذر مدير جمعية الشفاء للخدمات الطبية والإنسانية مجدي كريم، من انتشار فيروس كورونا في مخيمات اللجوء بلبنان، رأى أن السياسات التي اتخذتها الدول للتخفيف من الإجراءات الوقائية من فيروس كورونا أدت لانتشار الفيروس إلى جانب إهمال اللاجئين للإجراءات الوقائية للحد من انتشاء الوباء، والمساحة الضيقة في المخيمات واكتظاظ السكان.

وأكد أن مخيمات اللاجئين في لبنان تخلو حتى اللحظة من المصابين بفيروس كورونا سوى الحالات الثلاث التي سجلت مؤخرًا، معربًا عن خشيته من انتشار الوباء بين اللاجئين الأمر الذي سيعرض حياتهم للخطر في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يعيشونها.

وبين كريم أن الحالات المكتشفة التزمت الحجر المنزلي، إلى جانب المخالطين بهم، لافتًا إلى أن  "الأونروا" وعددًا من المؤسسات المعنية تكفلت بتوفير احتياجات المحجورين.

وشدد على أن غلاء المعيشة وتسارع انهيار الليرة اللبنانية زاد من معاناة اللاجئين وتدهور أوضاعهم الاقتصادية في ظل كورونا.

وبين أن جمعيته مستمرة في حملات تعقيم الشوارع والمساجد وتوعية اللاجئين بمخاطر الفيروس، والإجراءات السليمة المطلوب اتباعها للحد من تفشيه.

ويعيش نحو (174) ألف لاجئ فلسطيني في (12) مخيمًا و(156) تجمعا بمحافظات لبنان الخمس، بحسب أحدث معطيات لإدارة الإحصاء المركزي اللبنانية لعام 2017.