فلسطين أون لاين

​الصديق "اللّصقة" يُدمّر العلاقة

...
غزة - هدى الدلو

من الجميل أن تتسم علاقة الصداقة بين شخصين بقوتها ومتانتها بعيدًا عن أي منغصات، ولكنها في بعض الأحيان قد تأخذ منحى آخر يتجه نحو حب تملك الصديق، فقد يراها البعض من منظور إيجابي أنه يعزز من الترابط بين الصديقين، ولكن قد يصل مستواه السلبي إلى حد الأنانية، واحتكار الصديق..

د. درداح الشاعر رئيس مجلس إدارة مركز التدريب المجتمعي وإدارة الأزمات، وضح أن الصداقة تعني تمام الصحة النفسية، والأصل أن يبحث الإنسان له عن صديق لأنه جزء مهم من الكيان النفسي.

تملّك

وقال لـ"فلسطين": "في بعض الأحيان لا تقوم علاقة الصداقة على المفاهيم الحقيقية التي تعني الأنس، وتحمُّل أخطاء الآخر، وتقبّل العيوب وبر الصديق لصديقه، لتأخذ شكلًا من أشكال التملك بعيدًا عن أجواء التوقير والاحترام، فتتحول لنوع من أنواع الاضطراب النفسي بما في ذلك الشذوذ الجنسي".

وأشار د. الشاعر إلى أن سبب ذلك يرجع إلى ضعف الثقة بالنفس، فهو يستمد ثقته بوجود صديقه، وهذا يضر بصحة الإنسان ومستوى تفاعله وعلاقاته مع المجتمع.

وأضاف: "ومن المظاهر التي تظهر في حب تملك الصديق، الشعور بعدم الارتياح عند ظهور صديق آخر يحاول الاقتراب وخاصة عند الفتيات".

ونوه د. الشاعر إلى أن الفتاة التي تغار من علاقات أخرى لصديقتها، لا بد أن تفكر بمنطقية حتى لا تتسبب بضيق الأخرى، وأن تراقب نفسها وتصرفاتها حتى لا تقع في فخ الغيرة، فالصداقة لا تعني التملك والسيطرة، ولا بد من منح الأصدقاء فرصة للتواصل مع الآخرين وإقامة علاقات معهم.

وبين أن حب تملك الصديق هو بداية لقتل العلاقة، لذلك لا بد أن تقام العلاقة بين الأصدقاء وفق ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم: "أحبب حبيبك هونًا ما عسى أن يكون بغيضك يومًا ما, وأبغض بغيضك هونًا ما عسى أن يكون حبيبك يومًا ما"، فيجب على الإنسان أن يضع مشاعره في منتصف الطريق وليس نهايته، لأنه يمكن أن يفارقه ويبتعد عنه.