وسط دموع الفرح وبسجدة شكر لله استقبلت الطالبة تقوى معالي نبأ حصولها على المرتبة الأولى على مدينة سلفيت شمال الضفة الغربية المحتلة في الفرع العلمي بمعدل 98.6%، لتهدي تفوقها إلى روح جدتها الشهيدة مريم معالي.
"هي أكبر وأول فرحة في حياتي"، بهذه الكلمات تحدثت "معالي" التي انسابت على وجنتيها قطرات من الدموع، وهي تتقبل التهاني ممن حولها، من والديها وأشقائها وعائلتها الذين بادروا باحتضانها وتقبيلها.
تقول معالي لـ"فلسطين": حصولي على التفوق ليس بذكائي؛ بل بتوفيق وفضل الله أولاً وأخيرًا؛ ولا أنسى جهود والديّ اللذين وفّرا لي وسائل الراحة، وبذلا الكثير من أجلي، وبفضل جهود الهيئة التدريسية في مدرسة بنات سلفيت الثانوية للبنات".
وتضيف: كنت أمارس حياتي على طبيعتها طيلة سنوات الدراسة وحتى امتحانات التوجيهي، فكان يومي يبدأ بذكر الله والصلاة والصوم في شهر رمضان الكريم؛ ومن ثم أدرس دون إرهاق أو تعب وأتقدم للامتحان بكل أريحية وكأنه درس عادي من دروس التوجيهي".
وأكملت حديثها: كنت أؤدي واجباتي الدينية والأسرية والاجتماعية كاملة، فقد كنت أصلي الفجر حاضرًا وأقرأ ما تيسر من القرآن ومن ثم أدرس دون توتر، والتوتر كان بسيطًا مع بداية كل امتحان، ويتلاشى مع البدء في الإجابة عن الأسئلة.
وتتهيأ معالي لدراسة الطب الذي عشقته منذ صغرها، كما تقول، "كي تساعد وتداوي أبناء شعبها وكل من لا يستطيع دفع ثمن الدواء".
وتضيف: العلم سلاح فعال ووسيلة أولى لتحرير الوطن، مقابل احتلال متسلح بالعلم والصناعة، ومقاومة الاحتلال لا تكون بالسلاح فقط؛ بل أيضا بالجد والاجتهاد وخدمة الوطن في مختلف المجالات خاصة العلمية.
وتهدي "معالي" نجاحها لجدتها الشهيدة مريم معالي التي قتلها أحد جنود الاحتلال بضربها بعقب بندقيته على صدرها خلال انتفاضة الحجارة بحثًا عن ابنها المطارد وقتها والشهيد يحيى عياش.
وتهنئ كل من اجتهد ونجح "فهذه الخطوة الأولى للنجاح ومواصلة المسيرة في خدمة وطنهم، موجهة رسالة لكل من لم يحالفه الحظ بأن "الدنيا لم تنتهِ وليست آخر المطاف"؛ داعية إياه إلى "أن يجد ويجتهد حتى النجاح؛ فالحياة مشوار طويل فيه العثرات أحيانًا التي توصل للنجاح".
وأعرب والدا "تقوى" عن فرحتهما بالنتيجة التي حصلت عليها ابنتهما، وأشارا إلى أنهما توقعا حصولها على مرتبة عالية بفضل الله ثم الجهود التي بذلاها في توفير الجو الملائم والدعم المعنوي لابنتهما.