فلسطين أون لاين

فرحة الطالب "بدر" تصل قلب والده الأسير في "ريمون"

...
الأسير بهيج بدر
غزة- طلال النبيه

للعام الثاني تواليًا تواصل عائلة الأسير بهيج بدر، المحكوم بالسجن المؤبد 18 مرة في سجون الاحتلال، التفوق في اختبارات الثانوية العامة، والحصول على درجات الامتياز، رغم الظروف الصعبة التي تعيشها من جراء غياب معيلها.

ذلك النجاح رسمه الطالب عمر نجل الأسير بهيج، سائرًا على خطى شقيقته إيمان، وحاصلًا على معدل 95%، كما حصلت عليه شقيقته العام الماضي.

وبقلب طار فرحًا، وصلت دقاته في رسالة قلبية خاصة إلى والده الأسير، عبّر عمر فيها عن فرحه الشديد بحصوله على معدل 95% في الفرع الصناعي.

وقال عمر في حديثه لصحيفة "فلسطين": فرحتي في الثانوية العامة لا توصف، وهي أجمل أفراح العمر، وسرُّها أن الفضل يعود لله ثم رضا الوالدين".

وأضاف: "هذا من فضل الله علينا، رغم بُعد والدي عنا في سجون الاحتلال أثمرت وصيته الدورية لنا نجاحًا وصل حصاده إلى قلبه في السجون".

وأهدى الطالب نجاحه إلى والدته، ووالده (46 عامًا) القابع في سجون الاحتلال منذ تاريخ 27-7-2004م، المحكوم بالسجن المؤبد 18 مرة، برفقة شقيقه باهر، المحكوم بالسجن 12 مؤبدًا.

ويستذكر الطالب المتفوق آخر الزيارات لوالده في سجون الاحتلال، في أغسطس الماضي، فقد كانت مدتها 40 دقيقة، أوصاه فيها بالاجتهاد في دراسته وصولًا إلى التفوق على خطى شقيقته.

زوجة الأسير بهيج تركت من قلبها رسالة وصل صداها إلى زوجها بأن الفضل يعود له بعد الله عز وجل، قائلة: "الحمد أولا لله الذي منّ علينا بهذا النجاح والتفوق".

وأضافت أم عمر في حديثها لصحيفة "فلسطين" أن نجلها الطالب عمر كان يبلغ من عمره سنتين ونصف السنة عندما اعتقلت قوات الاحتلال والده، ولم يكن واعيًا وقتها، إلا من خلال الزيارات في سجون الاحتلال على فترات متباعدة".

وذكرت أن عمر كان طالبًا متفوقًا في سنواته الدراسية السابقة، ما أهّله للاستمرار في التفوق عملًا بتوصيات والده، وسائرًا على خطى شقيقته إيمان، مؤكدة أن نساء الأسرى صابرات ومربيات لأجيال يساندن أنفسهن رغم اعتقال أزواجهن.

وأضافت: "رغم أن زوجي أسير في سجون الاحتلال، فإن ربنا حفظنا وحفظ ذرياتنا ومنّ علينا بأن يكون الأبناء والبنات متفوقين بفضل الله، ومتابعة الأسرة لشؤونها أولًا بأول".

وأكدت أن الفرحة الكاملة للعائلة ستكون عند الإفراج الكامل عن الأسرى في سجون الاحتلال، مشيرة إلى أن فرحتها منقوصة لبُعد زوجها عنها بفعل الاحتلال.

ودرس عمر في مدرسة كفر نعمة الصناعية تخصص التمديدات الكهربائية، الفرع الصناعي للثانوية العامة، داعيًا الطلبة إلى الالتحاق به والدراسة بجد واجتهاد للحصول على عمل ودراسة أكاديمية في الوقت ذاته.

ويطمح الطالب المتفوق إلى دراسة الهندسة الكهربائية، إلى جانب عمله في التمديدات الكهربائية المنزلية، لدعم دراسته وأسرته في ظل الوضع المعيشي الصعب الذي تعيشه الأرض الفلسطينية.

وينصح عمر الطلبة بدراسة التخصص الصناعي الذي يتيح مهنةً في حال عدم الرغبة في إكمال الدراسة الجامعية.