فلسطين أون لاين

532 انتهاكًا خلال النصف الأول.. معاناة يومية للمزارعين شرق غزة

...
غزة- صفاء عاشور

يتأمل المزارع "أبو نايف وهدان" أرضه المجاورة للسياج الفاصل بين قطاع غزة والأراضي المحتلة عام 1948م، يوميا، إذ تمنعه قوات الاحتلال الإسرائيلي من الاقتراب إليها أو زراعتها.

والمسن وهدان، واحد من مئات المزارعين المحرومين من استثمار أراضيهم وزراعتها ورعايتها خوفا من انتهاكات الاحتلال بحقهم.

وتعرض على مدار السنوات الماضية إلى أنواع المضايقات كافة من قبل جنود الاحتلال، لكن أكثرها قسوة على قلبه هو عدم قدرته على الوصول إلى أرضه القريبة من السياج الفاصل مع أراضينا المحتلة.

وقال وهدان لصحيفة "فلسطين": أمتلك أرضاً قريبة من السياج بحدود 100-200 متر لا أستطيع الوصول إليها أو زراعتها بأي محصول من المحاصيل، لذلك اضطررت إلى استئجار قطعة أرض لكي أتمكن من زراعتها والاستفادة من محصولها.

وأوضح وهدان أن قوات الاحتلال تتعمد سياسة ممنهجة لإجبار المزارع على ترك أرضه وذلك من خلال إلحاق خسائر كبيرة به من خلال إغراق الأراضي الزراعية بمياه الأمطار أو مياه الصرف الصحي أو من خلال رشها بالمبيدات وقتل كافة النباتات الموجودة في تلك المناطق.

وذكر أنه بداية العام الحالي تعرض لخسارة فادحة في محصول القمح، بعد رشه من قبل طائرات زراعية إسرائيلية، بمبيدات سامة، وهو ما دفعه إلى زراعة أرضه المستأجرة بمحصولي البطاطا والبطيخ لتعويض جزء من خسارته.

وأكد المزارع من شمال قطاع غزة أن محاولات قوات الاحتلال صد المزارعين عن أراضيهم، ستبوء بالفشل، وسيظل المزارع الفلسطيني متمسكاً بكل شبر من هذه الأرض.

ويعاني المزارعون الفلسطينيون المتواجدة أراضيهم بالقرب من السياج الفاصل من سلسلة انتهاكات إسرائيلية أبرزها: التجريف وإطلاق النار وإغراقها بالمياه ورش المحاصيل بالمبيدات السامة.

حرمان وأضرار

وأفاد المتحدث باسم وزارة الزراعة، م. أدهم البسيوني بأن الأراضي الزراعية القريبة من السياج الفاصل تشكل 25% من الإنتاج المحلي في قطاع غزة، عدا عن أنها تتمتع بتربة خصبة ومياه عذبة تصلح لري المحاصيل كافة.

وأوضح البسيوني لصحيفة "فلسطين" أن الاحتلال يتعمد استهداف المزارعين في تلك المناطق بعدة أشكال، كإطلاق النار عليهم والاعتداء على أراضيهم وتجريفها بالجرافات وإغراقها بمياه الأمطار وهو ما كلف المزارعين خسائر فادحة.

وذكر أن وزارة الزراعة أحصت تضرر ألفي دونم بعد رشها من قبل طائرات بمبيدات سامة خلال عام 2018م.

وأشار البسيوني إلى لجوء المزارعين إلى زراعة أراضيهم هناك بالمحاصيل الورقية، سيما أن قوات الاحتلال تمنع زراعة الأشجار كالزيتون والحمضيات وغيرها من الأشجار التي يمكن أن يكون ارتفاعها أكثر من 30 سم.

ونبه إلى أن المساحة التي يُسمح للمزارع بالاقتراب منها من السياج الفاصل تختلف من مكان لآخر، وتخضع لمزاج جنود الاحتلال، مؤكدا أن الاحتلال لا يلتزم بالاتفاقيات السابقة.

وتحظر قوات الاحتلال على الفلسطينيين دخول المنطقة المحاذية للسياج الفاصل لمسافة 300 متر، وتطلق عليها اسم المنطقة العازلة، وتطلق النار أو تعتقل كل من يتواجد فيها.

لكن البسيوني أكد أن هناك مناطق تخضع لمسافة أكثر من المحددة، وتقوم قوات الاحتلال بإطلاق النار بشكل شبه يومي؛ للحيلولة دون وصول المزارعين لأراضيهم.

وبخصوص الثروة الحيوانية، ذكر البسيوني أن أصحاب مزارع الأغنام والعجول يتعرضون بشكل يومي إلى إطلاق نار خاصة رعاة الأغنام، كما أنه لا يسمح لهم بزراعة المحاصيل المخصصة لهدف الرعي وحتى إن قام المزارع بزراعتها فإن الاحتلال لا يسمح لهم بالاقتراب منها.

ووفقا لمعطيات حقوقية، ارتكبت قوات الاحتلال 532 انتهاكا بحق المواطنين في المناطق الحدودية لقطاع غزة خلال النصف الأول من عام 2020.

وأوضح تقرير صادر عن مركز الميزان لحقوق الإنسان، مؤخرا، أن قوات الاحتلال ترتكب انتهاكات منظمة بحق المواطنين الفلسطينيين لا سيما المشاركين في التظاهرات السلمية ومختلف العاملين وأبرزهم المزارعون.

وأشار إلى أن سلطات الاحتلال تحاول تدمير بنية الاقتصاد الفلسطيني وإفقاره فضلا عن فرض منطقة مقيدة الوصول في مخالفة صريحة لقواعد القانون الدولي، منوهاً إلى أن الاحتلال يقصف بالقذائف الثقيلة ويطلق النار تجاه العاملين في المنشآت الصناعية والزراعية من مزارعين ورعاة أغنام وصائدي عصافير وغيرهم.

ووثق التقرير 532 انتهاكا ارتكبته قوات الاحتلال بحق المواطنين الفلسطينيين وممتلكاتهم بتلك المناطق، خلال النصف الأول من العام الحالي، داعياً المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته القانونية والأخلاقية وتوفير الحماية الدولية للفلسطينيين وتفعيل أدوات المحاسبة القانونية وملاحقة ومعاقبة مرتكبي هذه الجرائم.