يسمون يوم عيد الفطر: يوم الجائزة، فهو يأتي بعد شهر كامل من الصيام، وفي يوم العيد يتلقّى الصائمون جوائزهم التي لامثيل لها على صيامهم وعبادتهم. وهنا أسأل هل يمكن أن نسمّي يوم خروج نتائج الثانوية العامة (التوجيهي) بيوم الجائزة؟، حيث يمضي الطالب عامًا كاملًا من المكابدة الاستثنائية في عامه الدراسي الذي هو ختام المرحلة العامة، عسى أن ينال جائزة الفوز، التي تحمله إلى مقاعد الدراسة الجامعية، في التخصص الذي يرغبه، أو قل في التخصص الذي تحمله إليه درجاته التي حصل عليها.
نعم، أنا أرى جواز هذه التسمية على طريق الاتساع والمجاز. فنحن في نهاية شهر رمضان نتكلم عن جائزة رحمانية، ونتكلم في يوم نتائج توجيهي عن جائزة هي حصاد عمل الطالب، وهي جائزة يمكن لها أن تجمع بين الدنيا والدين، بحسب نية الطالب. وقد أخبرنا الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم أن الأعمال بالنيات.
في يوم الجائزة الثاني، بحسب تسميتنا آنفة الذكر، يحلو لنا ويسعدنا في صحيفة فلسطين،(في مجلس إدارتها، والعاملين فيها)، أن نرسل تهانينا المباركة المعطَّرة بالحب والفخر لكل الناجحين في هذا العام الدراسي الاستثنائي. تهانينا للناجحين ولعوائلهم، ونتمنى لهم مستقبلًا جامعيًا رائعًا.
ونحن إذ نبرق بالتهنئة للناجحين، نبرق أيضًا بالتحية للمعلمين الذي أنجحوا هذا العام الاستثنائي، وقدَّموا فيه خدمة تعليمية رائعة لطلبة الوطن، والتحية موصولة لهم ولوزارة التربية والتعليم في غزة والضفة على السواء، حيث نجحوا في إدارة عمل تعليمي وطني مشترك وناجح على مدى سنوات الانقسام. لقد قدّموا نموذجًا جيّدًا للمصالحة والشراكة الوطنية.
نتائج التوجيهي ستنشر السبت صباحًا في بيان صحفي عن الوزارة يتضمن ذكر العشر الأوائل، وربما تتفرّد جوال بنشر النتائج من خلال رسائلها التي تلي البيان الصحفي، وجيّد أن تنشر جوال وأوريدو النتائج بالأسماء بعيد المؤتمر الصحفي، وكم كنا سنسعد في الصحيفة لو كنا شركاء لهم في النشر الحصري بالأسماء بعد المؤتمر الصحفي بساعات، ولكن مفاوضاتنا مع جهات الاختصاص لم تتكلَّل بالنجاح؟!
وهنا نودّ أن نؤكد للجميع على أهمية الصحافة الورقية والعمل الصحفي، الذي اعتاد أن يحتفل بهذا العرس الوطني لا من خلال المشاركة في نشر النتائج فحسب، بل ومن خلال المقابلات والتحقيقات التي يجريها الصحفيون مع المسئولين ومع الطلبة وذويهم. وتبقى الصحيفة وثيقة يحتفظ بها الناجحون أحيانًا لسنوات.
لقد تعودت صحافتنا فيما مضى بتزويد الطلبة بهذه الوثيقة والاحتفال المبكر معهم. ونأمل أن يأتي العام الذي نجدد فيه هذه المشاركة المبكرة؟!
العرس الوطني هذا، الناس فيه شركاء متعاونون: الوزارة، والطالب، والمعلم، والصحيفة الورقية، وجوال، وغيرهم، لذا يجدر مراجعة التعليمات وتذليل المعوقات ليكون الجميع في الحفل الوطني. وفي الختام نقول تهانينا للطلبة وعوائلهم، وتهانينا للوطن..