كشفت صحيفة عبرية النقاب عن قلق رئيس حزب "أزرق أبيض" ووزير جيش الاحتلال الإسرائيلي، بيني غانتس من إمكانية تسرب مضامين في هاتفه النقال، الذي اخترقه الإيرانيون، مؤخرا.
وذكرت صحيفة "هآرتس" العبرية، اليوم، أن أشخاصا عملوا إلى جانب "غانتس" ونقلوا عنه "القلق" من إمكانية تسرب مضامين في هاتفه النقال، الذي اخترقه الإيرانيون، إلى العلن.
ونقلت "هآرتس" عن سياسي مقرب من "غانتس"، قوله إن "هذه أكثر قصة جعلت غانتس متوترا طوال الجولات الانتخابية" الثلاث للكنيست.
وكانت القناة 12 العبرية كشفت في مارس/ آذار 2019م عن أن رئيس جهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك)، ناداف أرغمان، استدعى "غانتس" إلى لقاء وأبلغه بأن هاتفه النقال قد تم اختراقه وأن مضمونه وصل إلى أيدي إيران، ولا تزال الرقابة تمنع حتى اليوم نشر تفاصيل حول المعلومات في هاتف "غانتس".
وقالت الصحيفة إن هذه القضية لا تزال تشكل أحد أسباب التوتر والشكوك بين "غانتس" ورئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، وبين قادة أجهزة المخابرات.
وذكرت أن نتنياهو استخدم هذه القضية كسلاح مركزي في الانتخابات ضد خصمه "غانتس"، الذي كان مرشحا لرئاسة الحكومة.
وقالت: رغم أن نتنياهو ادعى أنه لم يكن على علم بالموضوع قبل نشر القناة 12 العبرية، إلا أنه أعلن عشية جولة الانتخابات الأخيرة، في مارس 2020 ، أنه "لا يعقل أن يكون رئيس الحكومة في (إسرائيل) معرضا للابتزاز من إيران، ولا يمكن أن يكون هناك وضعا يمارس فيه أحد ما ضغوطا عليه".
وسعى نتنياهو ومستشاريه خلال الحملة الانتخابية إلى نشر "مضامين شخصية حساسة" من الهاتف المخترق، وأبدى نتنياهو معرفة عميقة بتفاصيل مضامين هاتف غانتس.
وحول التوتر بين نتنياهو وغانتس وبين أجهزة المخابرات، قالت "هآرتس" إن نتنياهو عبر في عدة مناسبات عن غضبه وخيبة أمله من رئيس "الشاباك" أرغمان الذى لم يطلعه على اختراق هاتف "غانتس" وأنه بذلك منع كشفها على الملأ، خاصة وأن بإمكان الإيرانيين، بحسبه، أن يبتزوا "غانتس".
واتهم نتنياهو أرغمان بأنه "يحرس غانتس".
ونقلت الصحيفة عن أشخاص تحدثوا مع نتنياهو قولهم إن الأخير مقتنع بأن رئيس "الشاباك" أخفى المعلومات عنه لأسباب غير رسمية وإنما في محاولة لإسقاطه عن الحكم، ووصلت هذه الأقوال إلى "أرغمان" لكنه نفى صحتها.
وفي مقابل غضب نتنياهو على "أرغمان"، فإن "غانتس" اتهم رئيس الموساد يوسي كوهين، بالتعاون مع نتنياهو في هذه القضية.
وقالت الصحيفة العبرية إن مقربا من "غانتس" نقل رسالة بهذه الروح إلى "كوهين" الذي ادعى أنه ليس ضالعا في نقل أي معلومات حول "غانتس" إلى خصمه نتنياهو.
يشار إلى أن "كوهين" مقرب جدا من نتنياهو، الذي مدد هذا الأسبوع ولايته برئاسة "الموساد" التي تنتهي مطلع العام المقبل، لنصف سنة أخرى، من دون التشاور مع "غانتس" الذي سيخلفه برئاسة الحكومة.
وفي المقابل، لم يمدد نتنياهو ولاية "أرغمان" التي ستنتهي في مايو/ أيار المقبل.
ودليل آخر على أن هذه القضية ما زالت تتفاعل، وفقا للصحيفة، هو أنه جرت إحاطة وزير الجيش خلال فترة الحكومة الانتقالية، نفتالي بينيت، بشأن اختراق إيران لهاتف غانتس وتبعاته. ويرفض "بينيت" التطرق للموضوع.
وختم "هآرتس" بأن سياسيين إسرائيليين بنوا نظريات مؤامرة مختلفة ومتنوعة حول مضامين هاتف "غانتس"، لكن رئيس الحكومة الأسبق، إيهود باراك، الذي اخترق هاتفه المحمول أيضا، شكك بأن الإيرانيين اخترقوا هاتف "غانتس"، وقال إن "على أي مواطن أن يقدر من الذي سرب ولماذا سرب".