فلسطين أون لاين

غزة تنتظر خطوة مروان البرغوثي

يرتب الأسير الفلسطيني مروان البرغوثي لخطوة إضراب مفتوح عن الطعام في يوم الأسير الفلسطيني الذي يوافق يوم 17/4، وقد يبدأ خطوة الإضراب أكثر من ألف أسير معظمهم من حركة فتح، سيلتحق بهم فيما بعد عدة آلاف من الأسرى، ولا سيما أن بعض التنظيمات قد أعطت الحرية لأسراها بالمشاركة في الإضراب من عدمه، وفق حالة السجون التي يقيمون فيها.


الأسير مروان البرغوثي يقود الإضراب عن الطعام لأسباب عامة تتعلق بأوضاع الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية، ولأسباب خاصة تتعلق بدوره القيادي الذي تم القفز عنه، وتم تجاهله وإلغاؤه لسنوات طويلة من العذاب، خلفت من بعده مجتمعاً فلسطينيا ًمنقسماً، وتنسيقاً أمنياً مقدساً، يندى له جبين كل حر، فما بالك بمن هم خلف الأسوار؟.


خطوة الإضراب التي يقودها الأسير مروان البرغوثي هي صاعق التفجير لسكان الضفة الغربية، وهي شرارة اللهب التي ستنتشر في كل أرجاء المدن والمخيمات والقرى التي أبكاها الأنين على وطن يتسرب أمام أعينهم إلى أيدي المستوطنين اليهود، وبصمت خبيث من جمهرة الفاسقين الفلسطينيين، الذين غرتهم المكاسب الوهمية والأرباح الشخصية.


المستوطنون والفاسقون حلفاء منذ الأزل، ولهم مصالح مشتركة، وهم المتضرر الرئيس من خطوة الإضراب التي يقودها الأسير مروان البرغوثي، وهما الطرفان الحريصان على إفشال خطوة مروان البرغوثي في مهدها، وذلك من خلال محاولة تقديم الإغراءات لمروان البرغوثي نفسه، لثنيه عن قيادة الإضراب المفتوح عن الطعام، وفي الوقت نفسه تتم الاستجابة المبكرة للعديد من مطالب الأسرى التي تحول بينهم وبين خوض الإضراب عن الطعام.


وينقل عن مروان البرغوثي قوله: إن أنجح المعارك هي تلك التي تنتصر فيها قبل أن تخوضها، لذلك يجري الترتيب لعقد لقاء يجمع بين وزير الشؤون المدنية حسين الشيخ، ورئيس جهاز الاستخبارات اللواء ماجد فرج، ورئيس جهاز الأمن الوقائي زياد هب الريح، مع الإسرائيلي قائد المنطقة الجنوبية لمناقشة مطالب الأسرى، في محاولة لنزع فتيل أزمة الإضراب قبل أن تبدأ!!.


فهل أبالغ لو قلت إن قرار الخصم على موظفي قطاع غزة قد جاء كخطوة استباقية من محمود عباس، ليحرف الأنظار عما يرتب له الأسرى من إضراب عن الطعام، ومحاولة لأشغال الرأي العام الفلسطيني بقضية الخصم من الرواتب بعيداً عن التفكير في الواقع السياسي البائس؟


يظل السؤال مشروعاً، ولا سيما أن الخلافات داخل حركة فتح قد طفت على السطح، ولم تنجح كل محاولات بعض المسئولين في ثني الأسير مروان البرغوثي والأسير ناصر عويص عن قيادة الإضراب، وهما الأسيران اللذان يحظيا بالدعم الشعبي الذي تفتقر إليه القيادة.


الأيام القادمة تحمل الكثير من المفاجآت، ولكن المفاجأة الأكبر التي ستقصم ظهر التنسيق الأمني تتمثل في التحاق أسرى حركة حماس بالإضراب المفتوح عن الطعام، واستثمارهم اللحظة التاريخية لصالح القضية الفلسطينية بذكاء سياسي، بعيداً عن المواقف الشخصية، وبعيداً عما تسجله قيادة الأسرى من مآخذ على الأسير مروان البرغوثي الذي رفض مشاركتهم إضرابهم عن الطعام سنة 2012، وقد يكون لأسرى حركة حماس الحق في اللوم والعتب، ولكن إذا كان الوطن فلسطين كله على المحك، وإذا كان قطاع غزة ينتظر بفارغ الصبر خطوة الإضراب عن الطعام، كي يشارك بفعاليات وطنية، ومسيرات شعبية، تصفع وجوه المحاصرين، وقتها تكون مشاركة أسرى حركة حماس في الإضراب واجباً وطنياً واستحقاقا سياسيا يجب استثماره بسرعة، والوقوف من خلف خطوة الأسير مروان البرغوثي بكل قوة وشهامة، والنصر حليف الأذكياء.