فلسطين أون لاين

تقرير خطر التهجير يتهدد "عرب المليحات" إثر قرار إسرائيلي بمصادرة مئات الدونمات

...
غزة- فاطمة الزهراء العويني

منذ خمسينات القرن الماضي وعرب المليحات بالأغوار الفلسطينية المحتلة يعانون من السياسات الإسرائيلية الاستيطانية القائمة على مصادرة الأراضي والتهجير القسري.

وكان آخر قرارات الاحتلال في هذا الجانب، تسليم مجلس المستوطنات الإسرائيلي، أمس الأول، سكان عرب المليحات، إخطارات بمصادرة (300) دونم من منطقة المعرجات شمال غرب أريحا.

منسق مركز العمل التنموي "معاً" في الأغوار حمزة زبيدات، بين أن الأخطار تتزايد على عرب المليحات بعد إصدار المستوطنين للمخطط الهيكلي لمستوطنة "مفؤوت يريحو" المقامة على أراضيهم والتي تقضي بمصادرة (300) دونم منها.

وأشار إلى أن التوسع الاستيطاني في الأغوار يستهدف إنشاء مرافق زراعية وصناعية للمستوطنين الذين يعملون في تربية المواشي، وأن سلطات الاحتلال تنتهج سياسة استيطانية إحلالية لترغيب الاستيطان في تلك المنطقة.

وأوضح زبيدات أن عدد السكان في "المليحات" قليل، فتلجأ سلطات الاحتلال لمنح كل مستوطن ينتقل ‘إلى المنطقة منزلاً بسعر أقل من ثمن التكلفة بالإضافة إلى أربعين دونمًا لإنشاء مزرعة.

وقال: "منذ عام 1976، لم تفلح (إسرائيل) في ملء منطقة الأغوار بالمستوطنين رغم كل المغريات، ولكنها في المقابل لا تكف عن التوسع الاستيطاني الذي يهدد السكان الأصليين"، لافتاً إلى أنه في حال مصادرة أراضي "المليحات" سيضطرون للرحيل لمنطقة مجاورة صخرية ووعرة لا تصلح للحياة.

وعرب المليحات لاجئون هجروا من النقب إثر النكبة عام 1948، كما رحّلهم الاحتلال ثانيةً عام 1967 مرة أخرى، ليستقر بهم المقام في منطقة المعرجات في الأغوار الجنوبية؛ حيث يقيمون فيها حاليا.

وأشار زبيدات إلى أن "عرب المليحات" ينحدرون من بدو "الكعابنة" ويعيشون في منطقة اسمها المعرجات محاذية لشارع المعرجات بين رام الله وأريحا.

وبين أنهم انتقلوا من بئر السبع للعيش في هذه المنطقة منذ أواخر الخمسينيات من القرن الماضي وهم يتنقلون في المنطقة بين أريحا ورام الله حسب الطقس وعددهم قرابة 450 شخصًا.

وبين أن المضايقات لهم بدأت منذ الخمسينيات حين حول الاحتلال المنطقة لمنطقة تدريبات عسكرية مما حرمهم الاستقرار في المكان فيضطرون للتنقل بشكل دائم للحصول على طعام وشراب ثروتهم الحيوانية.

وأضاف زبيدات أن تصنيف المكان كمنطقة عسكرية يحول دون رعي المواشي فيضطر "المليحات" للتنقل أو شراء الأعلاف، منبهًا أيضًا إلى أن الاحتلال حرم السكان الفلسطينيين أيضًا من المياه، فقد حُفر بئر في السبعينيات وقصر استخدامه على مستوطني "مفؤوت يريحو" المقامة على أراضيهم فلجأ "عرب المليحات" لنقل الماء عبر "التنكات".

استهداف المدرسة

وأشار زبيدات إلى أن السكان أقاموا مدرسة منذ عام 1967 م "مبنية من الخيام المتنقلة"، عملت المؤسسات الأهلية ومؤسسات المجتمع المدني في عام 2007م على تحويلها لـ"كرفانات" يدرس فيها قرابة (170) طالبًا وطالبة.

وقال: "منذ ذلك الحين وإخطارات الهدم والإزالة الإسرائيلية متلاحقة مرة تستهدف الروضة الملحقة بالمدرسة وأخرى ساحة الألعاب وثالثة السياج وغيرها من مرافق المدرسة وبقيت كلها إخطارات دون تنفيذ حتى تغير الأمر في شهر فبراير / شباط الماضي، حيث زار رئيس حكومة الاحتلال

مستوطنة "مفؤوت يريحو".

وأضاف: "منذ ذلك الحين والمستوطنون المتطرفون الذين يسكنون تلك المستوطنة يعتدون بشكل ممنهج ومتسارع على أراضي المليحات وعشيرة الطريفات المجاورة"، مشيرًا إلى أن المستوطنين جرفوا في 17 يونيو/ حزيران 2020 نحو (350) دونما في تجمع "المليحات".

وبين زبيدات أن هذه المستوطنة أنشئت عام 1999 وكانت تصنف إسرائيليَّا كمستوطنة غير قانونية، ولم تكن حكومة الاحتلال تخصص لها أي ميزانية مالية.