فلسطين أون لاين

السنمكي دواء لأمراض جمة والإفراط فيها داء

...
غزة- مريم الشوبكي

السنمكي أو السنامكي هي عشبة أوراقها خضراء فاتحة اللون، ذاع صيتها بأنها تساعد على التنحيف وتحارب السمنة، وتجد إقبالًا كبيرًا من الناس على شرائها من العطارين، دون أي حسابات أو معايير، ما يجلب معها آثارًا عكسية تدخلهم في دوامة أمراض ومشاكل صحية جديدة.

والسنمكي هي عشبة ظلمت من تعامل الناس وبعض العطارين الخطأ معها، ولكنها في الأصل لها فوائد جمة تعالج الكثير من الأمراض إذا استخدمت بمقادير محددة وفي مدد متباعدة، وتأثيرها العلاجي مشروبًا ساخنًا يختلف عنه فاترًا.

ورد ذكر هذه العشبة في السنة النبوية نظرًا لعظيم فائدتها، فقال رسول الله ﷺ: "لَوْ أَنَّ شَيْئًا كَانَ فِيهِ شِفَاءٌ مِنَ المَوْتِ لَكَانَ فِي السَّنَا"، وفي رواية أخرى قال ﷺ: "عَلَيْكُمْ بِالسَّنَا، وَالسَّنُّوتِ، فَإِنَّ فِيهِمَا شِفَاءً مِنْ كُلِّ دَاءٍ، إِلَّا السَّامَ"، قِيلَ: "يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَمَا السَّامُ؟"، قَالَ: "الْمَوْتُ".

من أجود الملينات

خبير الأعشاب الاختصاصي في علم النبات شحدة العالول يبين أن السنمكي هي من الأعشاب التي تنمو في المناطق الحارة والاستوائية، وفي مناطق الحجاز، وفي فلسطين تُستورد من الهند.

ويوضح العالول لصحيفة "فلسطين" أنها من عائلة النباتات البقولية، ولها شكل خاص بها، ولها زهر أصفر.

ومن فوائدها يذكر أنها من أجود أنواع الملينات الطبيعية في العالم، والنبي ﷺ لم يتحدث عنها عبثًا، فسكان جزيرة العرب يعانون درجات حرارة مرتفعة، ويعتمدون في أكلهم على اللحوم، والماء لديهم كان شحيحًا في ذلك الوقت، وهذا يؤدي إلى إصابتهم بالإمساك، لذا إن وجود الملينات ضرورة لديهم.

ويشير خبير الأعشاب إلى أن السنمكي تحمي من الجلطات، إذ يؤخذ منها عصير يداوي مجموعة من الأمراض.

الفاتر والساخن

ويصنع الملين من السنمكي بغلي كوب من الماء مضافًا إليه ملعقة صغيرة من العشبة نصف دقيقة، ويترك ليفتر، وله تأثير على الأمعاء الدقيقة والغليظة، ولكنه في الوقت نفسه يطرد معظم العناصر المفيدة للجسم، وفقًا لإفادة العالول.

وينبه إلى أنه يمكن إذابة ملعقة صغيرة من السنمكي بماء فاتر، وشربه دون غليه، له تأثير يختلف عن المشروب الساخن الذي ذكر سابقًا، على الأمعاء الغليظة فقط، ولا يطرد المواد المفيدة من الجسم من طريق عملية الإخراج.

ويعدد العالول بعض فوائدها قائلًا: "إنها منقية للدم، وتقاوم العديد من الميكروبات، والفيروسات، والفطريات، ويمكن استخدامها لمعالجة الالتهابات الجلدية، وتشققات القدمين، وبثور وحبوب الوجه، باستخدام المستحلب الناتج من غلي كوب من الماء وملعقة صغيرة من السنمكي، ودهن أي منطقة ملتهبة في الجسم به".

ويلفت إلى أن السنمكي تقاوم الفطريات وبعض أنواع البكتيريا التي تنمو في الشعر، وهي قاتل وطارد لحشرات الشعر أيضًا، ويمكن خلط أوراقها مع الحناء لإعطائها لونًا داكنًا.

ويذكر العالول أنها تقلل من الصداع المزمن، وتقاوم بعض المشكلات النفسية كالتوتر والوسواس القهري، بتناول كأس يومًا بعد يوم، وتقاوم الاكتئاب بتناول كأس من مشروبها مرتين في الأسبوع.

ويعرج على أنها تساعد على علاج التهاب العضلات، والشد العضلي، بصنع مستحلب منها وتدليك المنطقة المصابة به: بوضع القليل من السنمكي وزيت الزيتون على النار وتقليب الخليط حتى يصبح مستحلبًا، ويمكن زيادة زيت الحنظل عليه.

آثار خطيرة

لكن الإفراط في تناول السنمكي له آثار خطيرة يحذر خبير الأعشاب منها، فإنها تطرد العناصر المفيدة للجسم مع الطعام، كما تطرد فائدة بعض الأدوية، إذا شربت بعدها.

وينبه الأشخاص الذين يتناولونها باستمرار إلى أنهم سيعانون نقص الفيتامينات، والأملاح المعدنية، ومنها البوتاسيوم، ولها تأثير أيضًا على وظائف القلب، وإضعاف عضلته بالتدريج.

ويشير العالول إلى أن الإفراط في تناولها يسبب اختلالًا في الحركة الدودية للأمعاء، التي تساعد في عملية الإخراج، وبذلك يصبح كسل دائم في الأمعاء، ويدخل الشخص في مرحلة مرضية دائمة، وهي الإمساك.

ويدحض ادعاء بعض الأشخاص والعطارين أنها تساعد على إنقاص الوزن، قائلًا: "غير ثابت علميًّا أنها تساعد على تخفيف الوزن، وكل ما تفعله هو طرد الطعام بفوائده خارج الجسم، ودرجة السمية فيها نحو 20%، وفيها خطورة على الكلى والكبد".

ويختم خبير الأعشاب حديثه: "يجب التعامل مع السنمكي بحذر، ويمكن تناولها مرتين في الأسبوع بمعدل لا يزيد على أربعة جرامات في المرة الواحدة".