فلسطين أون لاين

تقرير "العصف المأكول".. عنوان نصر على الاحتلال سطرته المقاومة في غزة

...
غزة- طلال النبيه

6 سنوات مرت على العدوان الإسرائيلي الأكثر شراسة ودموية على قطاع غزة صيف عام 2014، والذي استمر 51 يومًا متتالية، وأدى لاستشهاد 1742 مواطنًا، وإصابة الآلاف.

وبدأ العدوان على غزة باستهداف جيش الاحتلال نفقًا للمقاومة في محافظة رفح جنوبي القطاع؛ ما أدَّى لاستشهاد سبعة مقاومين من كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس، ثم ردت فصائل المقاومة بإطلاق رشقات صاروخية على المستوطنات المحاذية.

وشرع جيش الاحتلال منذ بداية العدوان على غزة في استهداف البنية التحتية للقطاع، ومنازل المواطنين وممتلكاتهم لتحريضهم على فصائل المقاومة، وأطلق اسم "الجرف الصامد" على عدوانه، في حين أطلقت كتائب القسام اسم "العصف المأكول" على تصدّيها للعدوان الإسرائيلي.

ويعد العدوان الإسرائيلي على غزة عام 2014 العدوان الثالث على القطاع، إذ سبقه عدوانا عامي 2008 و2012، اللذين خلّفًا دمارًا كبيرًا ومئات الشهداء وآلاف الجرحى.

أهم ما برز في هذا العدوان، ما سطره أهالي قطاع غزة من صمود وتحدٍ كبيرين، أمام الهجمة الإسرائيلية العنيفة، والتي برز خلالهما حكايات وحكايات إنسانية رصدتها وسائل الإعلام.

تسلسل الأحداث

وعقب رد المقاومة على اعتداءات الاحتلال برشقات صاروخية، وعمليات إنزال خلف خطوط العدو، استدعى الاحتلال 40 ألفًا من قوات الاحتياط أول أيام العدوان.

وارتكب الاحتلال عديد المجازر بحق المواطنين المدنيين، بدأها بمجزرة مروعة في مدينة خان يونس جنوبي القطاع راح ضحيتها 11 شهيدًا و28 جريحًا فلسطينيًا، لتتوالى المجازر بحق العائلات الفلسطينية.

ويؤكد الناطق الرسمي باسم حركة حماس، عبد اللطيف القانوع، أن المقاومة تصدت بكل بسالة وشجاعة للعدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني.

وقال القانوع لصحيفة "فلسطين": "إن المقاومة لم تخذل شعبنا الفلسطيني وهو ملتحم بها ولم تسمح للاحتلال في أي مرحلة من المراحل أن ينفرد بشعبنا".

وأضاف: "معركة "العصف المأكول" شكّلت نقطة فارقة في تاريخ شعبنا بصموده وثباته مع المقاومة في مواجهة الاحتلال وإفشال مخططاته".

وحول قدرات المقاومة وقدرتها على صد أي عدوان إسرائيلي على غزة، أوضح القانوع أن "المقاومة أصبحت أقوى شكيمة وأصلب عوداً من ذي قبل وراكمت قدراتها لمواجهة الاحتلال وإفشال مخططاته".

وأكد أن المقاومة ستبقى مشرعة في حماية شعبنا وحاضرة للرد على جرائم الاحتلال، قائلاً: "هي الحصن الحصين لشعبنا ومن حقها تطوير قدراتها العسكرية وامتلاك ما تشاء لمواجهة الاحتلال وكنسه عن أرضنا".

وأشار إلى أن الاحتلال ارتكب مجازر بحق المدنيين، تحديداً من الأطفال والمسنين "وهو ما يتوجب تقديم قادته للمحاكم الدولية".

"قهر للاحتلال"

وشدد القانوع على أن كل محاولات الاحتلال لتحقيق أهدافه، ستفشل أمام صمود شعبنا وبسالة المقاومة.

وقال: "العصف المأكول قهرت شوكة الاحتلال وجعلت من جنوده ما بين جريح وقتيل وأسير وهزت أركان منظومته الأمنية".

وأضاف: "أي حماقة يرتكبها الاحتلال تجاه قطاع غزة سيدفع ثمنها ولن يحقق أي من أهدافه والمقاومة تقف بالمرصاد لسلوك الاحتلال".

من جانبه، الحقوقي صلاح عبد العاطي، أكد أن الاحتلال سيبقى ملاحقاً على جرائمه بحق الفلسطينيين في كل المحافل الدولية الحقوقية، حتى تتم مساءلته ومحاكمة قادته المرتكبين للجرائم بحق المدنيين الفلسطينيين.

وقال عبد العاطي لصحيفة "فلسطين": "منذ العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة عام 2014م، ما زال هناك تطورات قانونية عقب انضمام فلسطين إلى المحكمة الجنائية الدولية ضمن اتفاق روما الدولي بصفة عضوًا كاملًا الحقوق.

وأشار إلى أن المسار القانوني في ملاحقة الاحتلال وتحقيق العدالة الدولية للفلسطينيين طريقاً ليس مفروشاً بالورود، مؤكدًا أن هذا الطريق سيؤتي أكله، مع قرب فتح تحقيق جاد مع الاحتلال من قبل الولاية التمهيدية لمحكمة الجانيات الدولية، عقب البت في الولاية الجغرافية لفلسطين.

وأضاف: "هناك وقفة جادة وإدانات دولية وتقرير دولي يؤكد أن عدوان الاحتلال على قطاع غزة يرقى إلى جرائم حرب"، موضحاً أن إجراءات الولايات المتحدة الأمريكية في مجلس الأمن تعوق الوصول إلى محاكمة عادلة لقادة الاحتلال.