ينتظر بائع ملابس الأطفال محمد سمور، على "أحر من الجمر" صدور قرار عن المسئولين في قطاع غزة بشأن إعادة افتتاح الأسواق الشعبية، والتي جرى إغلاقها منذ بدء تطبيق خطة الطوارئ للحد من تفشي جائحة كورونا.
وأبدى سمور استعداده لاتباع الإجراءات الوقائية المتعلقة بالحد من فيروس "كورونا" مقابل العودة للعمل كي يتمكن من تأمين قوت يومه لأطفاله.
ويقول سمور لصحيفة "فلسطين": "منذ أن تم إغلاق سوق الجمعة الأسبوعي في مدينة غزة فقدت مصادر الدخل الموجودة، فلم أعد أتمكّن من تأمين مصدر دخل لعائلتي المكونة من سبع أطفال الذين يحتاجون كثيرًا من المصاريف والتي أصبحت عاجزاً عن توفيرها".
وكانت لجنة متابعة العمل الحكومي في القطاع قد اتخذت قرارًا بإغلاق الأسواق الأسبوعية في كافة محافظات القطاع بتاريخ 22-3 من العام الحالي.
وكان عشرات الباعة المتجولين وأصحاب البسطات في الأسواق الأسبوعية في قطاع غزة، نظموا وقفة احتجاجية غرب مدينة غزة أول من أمس، رفضاً لاستمرار إغلاق الأسواق الأسبوعية وتردي أوضاعهم الاقتصادية والمعيشية.
وعلى إثر ذلك ناقش أعضاء من المجلس التشريعي مع ممثلين عن تجار الأسواق الشعبية "أصحاب البسطات" وأهم المعوقات التي تواجههم.
من جانبها، أبدت بلديات قطاع غزة تعاونها الكامل في القيام بالمهام المطلوبة منها في حال تم إعادة فتح الأسواق الشعبية والأسبوعية.
وأوضح نائب رئيس بلدية غزة أحمد أبو راس، أن البلدية ستعمل على تنظيم وتعقيم الأسواق صباحاً وبعد انتهائها.
وقال أبو راس لصحيفة "فلسطين": "إنّ في مدينة غزة ثلاثة أسواق، سوق الجمعة، سوق الحلال، وسوق اليرموك، وكلها تقام في يوم الجمعة باستثناء سوق اليرموك الذي يكون على يومين الجمعة والسبت"، لافتاً إلى أن البلدية ستعمل على تجنيب الازدحام في الشوارع التي تقام فيها هذه الأسواق.
وأضاف: "أن البلدية ستعمل على توعية أصحاب المحلات بضرورة اتخاذ وسائل الوقاية والسلامة في العمليات التي تتم، وتوعية المواطن نفسه باتخاذ كافة إجراءات الوقاية أثناء عمليات الشراء التي يقوم بها من الأسواق الشعبية أو الأسبوعية".
ونبه إلى أن الأسواق الشعبية تكون يومًا واحدًا لذلك يكون عدد من يقصدها كبيرًا جداً وبسبب محدودية المكان وكثرة من يتوجه إليها فإنه من المتوقع أن يكون الازدحام كبيرًا جداً فيها، لافتاً إلى أنه يمكن التغلب على هذا الأمر من خلال زيادة مساحة الأرض المخصصة لهذه الأسواق.
وأكد أبو راس أن البلدية من جهتها ستقوم برش السوق صباحاً قبل قدوم الباعة وبعد انتهائه بالمواد المعقمة، وسيتم ترتيب السوق من حيث التباعد بين الباعة، والتواصل مع الداخلية لزيادة المساحة الجغرافية لتكون أكبر مما هو عليه الآن، خاصة فيما يتعلق بسوق اليرموك الشعبي.
من جانبه، بين رئيس بلدية رفح، د. أنور الشاعر أن لديهم تجربة سابقة في الالتزام بإجراءات الوقاية والسلامة من فيروس كورونا قبل قرار إغلاق الأسواق الأسبوعية، وأنهم جاهزون في حال تم إعادة افتتاحها لتكرار هذه التجربة.
وأوضح الشاعر لصحيفة "فلسطين" أن البلدية عملت على تنظيم العمل في سوق السبت في رفح من خلال تحديد بوابة للدخول تختلف عن بوابة الخروج لمنع التزاحم، كما تم تعقيم أيدي المواطنين قبل الدخول إلى السوق.
وأشار الشاعر إلى أنه تم دعوة المواطنين للالتزام بالتباعد بين بعضهم البعض، لافتاً إلى أن المواطنين في تلك الفترة كانوا حريصون على الالتزام بكافة إجراءات الوقاية من كورونا، وذلك بسبب وجود حس الخوف من الإصابة بالمرض.
وذكر أنه في حال العودة للعمل في الأسواق الشعبية فإنهم سيعملون على تنفيذ نفس الإجراءات مع مزيد من الدعوات للمواطنين للالتزام بالتعليمات، مع إمكانية العمل بتقليص عدد ساعات السوق فبدلاً من أن تكون 9 ساعات لتصبح 4 ساعات ليشتري المواطن ما يرغب ويغادر بسرعة.
ويشتهر القطاع بتعدد الأسواق الأسبوعية فيه، حيث يتوجه لها الكثير من المواطنين من كافة أطياف المجتمع الغزي لشراء احتياجاتهم سواء كانت جديدة أم مستعملة، ومن أهم هذه الأسواق سوق الجمعة بغزة، سوق الأربعاء بمحافظة خانيونس، سوق الاثنين بمخيم النصيرات، سوق الثلاثاء بمدينة دير البلح وسوق السبت بمحافظة رفح.