على امتداد ساحة ملعب "برشلونة" غربي مدينة غزة، وقف عشرات الأطفال في عدّة تجمّعات، كل مجموعة منهم تتابع عرضًا مختلفًا، فمنهم من راقت له أحاديث "الحكواتي"، ومنهم من استمتع بمشاهدة "عرائس الماريونت"، فيما طابور طويل التحق به بعضهم لانتظار دورهم في الرسم على وجوههم.. هذه الفعاليات وغيرها كانت ضمن النسخة السابعة عشرة من مهرجان فلسطين للطفولة والتربية الذي تنظمه الكلية الجامعية للعلوم التطبيقية، المهرجان الذي بدأت فعالياته، أمس الأحد، يستمر لخمسة أيام، وتمتد فعالياته من الساعة التاسعة صباحًا حتى الثالثة مساءً.
فرصة
الطفل الرسام عزّ الدين لولو اتخذ لنفسه مكانا في أرض معلب برشلونة لينجز مشاركته في المهرجان، إذ خصص لوحته لرسم مباني الكلية الجامعية، مع بعض إضافاته.
يقول لولو (15 عامًا) لـ"فلسطين": "زرت الكلية قبل أسبوع لأتعرف على شكل مبانيها، والآن أرسمها وأربطها معًا بجسر، وأوصل هذا الجسر لشعار الكلية أيضا"، مبينا: "مثل هذه المهرجانات تشكّل فرصة لنا لممارسة مواهبنا، وتدخل السرور على الأطفال عموما، لذا لا بد من الإكثار منها".
ويشارك مع فرقة الكشافة التي تؤدي عروضًا في المكان ذاته، مهند طافش (14 عامًا)، قال: "التحقت بفرقة كشافة هلال فلسطين منذ عدّة سنوات، وتسعدني جدا المشاركة في العروض، وهي فرصة للترفيه عن النفس".
لأجل بسمتهم
رئيس اللجنة التحضيرية للمهرجان شمس بنات قالت: "تنظيم المهرجان يأتي انطلاقا من استشعار الكلية الجامعية للمسؤولية الاجتماعية نحو كافة فئات المجتمع، بما فيها الأطفال"، مضيفة: "الانطلاقة كانت من قسم العلوم التربوية، لكونه يخرّج معلمات لمرحلة الطفولة في الرياض والمرحلة الابتدائية".
وتابعت في حديثها لـ"فلسطين": "اخترنا اسم (بسمة لا تغيب) لأن المهرجان يهدف لرسم البسمة على وجوه الأطفال، ولأجل هذا الهدف اخترنا العديد من الفقرات التي من شأنها أن تُسعد الأطفال".
وأشارت بنات إلى أن المهرجان، الذي يستمر لخمسة أيام، يشمل العديد من النشاطات، ففي اليوم الأول نُظمت مجموعة من الفقرات في ساحة ملعب "برشلونة" في منطقة "تل الهوى" بمدينة غزة، ومنها السيرك، والحكواتي، وألعاب الخفة، ومسرح الخيوط، والرسم على الوجوه، وتبعها مسير للأطفال من الملعب باتجاه الكلية الجامعية، حاملين لافتات كُتبت عليها بعض العبارات المُنادية بإعطاء أطفال غزة حقوقهم ليعيشوا كأقرانهم في مختلف أنحاء العالم، بالإضافة إلى فعاليات أخرى تم تنظيمها داخل الكلية.
وبيّنت أن اليوم الثاني مُخصص لعقد مسابقات فنية، وفي اليوم الثالث سيكون حفل الختام لمسابقة "الأديب الصغير" التي عُقدت سابقا، والتي تشمل القصة والشعر والإلقاء، أما اليوم الرابع ففيه المسابقة الرياضية "الآباء والأبناء"، وخلالها ستكون المنافسة بين الأطفال وذويهم.
وأوضحت بنات: "على رأس كل هذه الفعاليات، معرض الوسائل التعليمية الذي يستمر طوال أيام المهرجان، وقد تولت طالبات قسم العلوم التربوية بالكلية مهمة إنتاج الوسائل التعليمية المعروضة فيه، وباستخدام أدوات بسيطة، وحرصنا على أن تواكب وسائلنا المنهج الجديد وتخدمه"، مشيرة إلى فعالية أخرى يشملها المعرض، وهي "مدينة الأحلام"، وفيها يجد الأطفال فرصة لتجربة العديد من المهن التي يطمحوا للعمل بها عندما يكبرون، مثل الشرطي، والممرض، وعالم الفلك.
ولفتت إلى أن منظمي المهرجان تواصلوا مع كل مؤسسات الطفولة من مدراس ورياض أطفال، وعقدت معها عدّة لقاءات، وانتقت الأطفال المشاركين من خلالها، حيث يشارك في المهرجان 1200 طفل، ومن بينهم بعض أصحاب المواهب المختلفة كالرسم والغناء.
العرض الأول
ومن بين الفعاليات، مسرح "عرائس الماريونت"، وهو العرض الأول من نوعه في القطاع، وقال مدير الفرقة مهدي كرارة: "عروض العرائس التي تتحرك عبر الخيوط قديمة على مستوى العالم، ولكنها تُعرَض اليوم لأول مرة في غزة"، مضيفا: "منذ فترة ونحن نستعد لهذه العروض، صنّعنا العرائس والمسرح الخاص بها، وجهّزنا كل متطلباتها لنحرّكها ونسقط الصوت عليها، ووجدنا المهرجان فرصة مناسبة لإطلاق أول عرض لنا".
وبيّن أن فرقته قدّمت عرضًا يبيّن حوارًا تنصح فيها طفلة طفلًا بأن يلتزم بتعليمات والديه، وبعدم اللعب بالنفايات، فربما يكون فيها بعض مخلفات الحروب.