فلسطين أون لاين

تقرير مختصون: (إسرائيل) أجلت مشروع الضم خشية اشتعال الأوضاع الميدانية

...
غزة- فاطمة الزهراء العويني

أرجع مختصون في الشأن الإسرائيلي، عدم تطبيق (إسرائيل) خطتها لضم أجزاء من الضفة الغربية المحتلة في الأول من الشهر الجاري، كما روجت لذلك منذ أسابيع، إلى عدم منح الإدارة الأمريكية لها الضوء الأخضر، مشيرين في الوقت ذاته إلى وجود تخوفات إسرائيلية من اشتعال الأوضاع الميدانية بالضفة الغربية وقطاع غزة حال إعلان الضم.

كان وزير جيش الاحتلال بيني غانتس، صرح يوم الأحد، أنه لا يوجد تاريخ مقدس مرتبط بتنفيذ مشروع الضم، مشيرًا إلى أن التاريخ الذي أعلن عنه رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو (الأول من تموز الجاري) قد مضى وانتهى ولا يوجد ارتباط به.

ليس التأجيل الأول

المختص بالشأن الإسرائيلي عمر جعارة بين أن هذه ليست المرة الأولى التي يؤجل فيها نتنياهو "ضم الضفة الغربية" حيث كان ينوي فعل ذلك عندما أعلنت الولايات المتحدة منطقة الجولان السوري بأنها جزء من (إسرائيل) حيث رفضت الولايات المتحدة ذلك.

وقال: "الآن الشيء ذاته يحدث، فأمريكا اتخذت عدة خطوات للوراء بخصوص الضم حيث إن ترامب لم يعلن الضم حتى اللحظة، لأن واشنطن تريد تطبيق (صفقة ترامب نتنياهو) أكثر من خطوة الضم".

ولفت إلى أن غانتس يرفض الضم في الوقت الراهن حيث يرى أن المجتمع الإسرائيلي الآن مشغول بفيروس "كورونا"، بجانب أنه يرفض أن يكون الضم أحادي الجانب بل يريده ضمن خطوة إقليمية "الأمر غير المتاح حالياً حيث إن هناك مواقف عربية متقدمة رافضة للضم مثل الموقف الأردني".

وتابع جعارة: "ومن تلك المواقف الخجولة موقف دول الخليج العربي التي خيرت (إسرائيل) بين التطبيع والضم بجانب رفض الاتحاد الأوروبي له والموقف الفلسطيني الحاسم في الضفة الغربية وقطاع غزة".

وأعرب عن اعتقاده بأن على الفلسطينيين أن يمتد موقفهم الحاسم ضد الضم ليكون حاسماً ضد السيادة والقانون الإسرائيلي على الأراضي الفلسطينية، موضحًا أن أساس المشكلة قبول البعض الفلسطيني بالتنازل عن 78% من أرض فلسطين وأن تكون القدس عاصمة لدولتيْن وهي حقيقة مؤلمة كرستها اتفاقيات التسوية مع الإسرائيليين.

وأضاف جعارة: "اتفاق أوسلو لا يعطي الفلسطينيين أي شيء وعليهم أن يتنصلوا من تلك الاتفاقات ويتوجهوا لدحر الاحتلال وكسر الحصار عن الضفة وغزة في ثورة حقيقية ضد الاحتلال".

غياب موقف أمريكي

في حين وافق  المختص بالشأن الإسرائيلي عليان الهندي سابقه بأن الإدارة الأمريكية لم تتخذ موقفاً حقيقياً بإعلان الضم حتى اللحظة، إذ إن اللجنة الإسرائيلية–الأمريكية المكلفة بترسيم خرائط الضم لم تجتمع سوى مرة واحدة خلال الستة أشهر ولم تنجز.

وقال الهندي: "خرائط الضم الإسرائيلية مشابهة لخريطة شارون التي طرحها في عام 1979م، كما  أن المجلس الوزاري المصغر الإسرائيلي ومؤسساته الأمنية لم يبحث بشكل وافٍ برنامج الضم بل برامج طرحها نتنياهو خلال حملته الانتخابية".

وأعرب عن اعتقاده بأن (إسرائيل) تخشى حال إعلان الضم أن تحل السلطة نفسها وتعود الأمور إلى مربعها الأول عام 1991 (ما قبل بدء مفاوضات التسوية) مما يجعل الأرباح التي تريدها من الضم تتبدد من خلال عودتها لحكم الفلسطينيين.

تنفيذ مرحلي

بينما أعرب المختص بالشأن الإسرائيلي حاتم أبو زايدة عن اعتقاده بأن (إسرائيل) ستنفذ "ضم الضفة" على عدة مراحل، الأولى منها رمزية، قائلاً: "ما عطل إعلان الضم حالياً هو وجود انقسام في الإدارة الأمريكية حول توقيت الضم خشية التأثير السلبي على العلاقة مع الأردن وانفجار الوضع في الأراضي الفلسطينية".

وأضاف: "فهم يبحثون عن طريقة أخرى لإخراج الضم بحيث لا يؤدي لتفجير الوضع في الضفة وغزة".

وأشار أبو زايدة إلى الحاجة الماسة لكل من "ترامب ونتنياهو للضم لقرب الانتخابات الأمريكية حيث يوجد جمهور كبير في الولايات المتحدة مناصر لـ(إسرائيل) مؤيد للضم"، وفق تقديره.

وتوقع أن يتم تطبيق الضم خلال العام القادم على أبعد تقدير، قائلاً: (إسرائيل) حالياً تخشى أن يفجر الضم الأوضاع في غزة وأن تحدث حرب في الوقت الذي تتجه فيه أنظار المؤسسة العسكرية الإسرائيلية نحو لبنان وسوريا وإيران، وفق تقديره.