فلسطين أون لاين

"نثمن أي موقف إيجابي تتخذه السلطة ضد الاحتلال"

خاص حنيني: الاحتلال لا يفهم إلا لغة القوة والمواجهة

...
اسطنبول-غزة/ طلال النبيه

أكد القيادي في حركة المقاومة الإسلامية حماس، عبد الحكيم حنيني، أن الظروف الصعبة والواقع المرير الذي تعيشه القضية الفلسطينية، يعطي فرصة وأملًا جديدًا لأبناء الشعب الفلسطيني للتوحد خلف المقاومة بكل أشكالها.

وقال حنيني في حوار مع صحيفة "فلسطين" عبر الهاتف: إن تلك الظروف تعطي فرصةً جديدة للنفس الجماهيري والشعبي للتحرك وللدفاع عن الأرض المحتلة التي يحاول الاحتلال قضمها وسلبها ومصادرتها".

ووجه حنيني نداء إلى أبناء الشعب الفلسطيني بجميع انتماءاته السياسية لأن "يهبّوا هبة رجل واحد للدفاع عن الأرض ومواجهة المحتل الذي لا يفهم إلا لغة السلاح والمواجهة والمقاومة الشعبية".

وأضاف: "هبّوا بكل وسائل المقاومة ودافِعوا عن أرضكم فحمايتها واجب شرعي ووطني، كفلته لكم كل التشريعات الدينية والإنسانية والأممية وكل قوانين الدنيا تعطيكم الحق في الدفاع عن أرضكم وعن مقدساتكم وعن حقوقكم".

وأردف: "علينا أن نكون على قلب رجل في مواجهة مشروع الضم الجديد حتى نستطيع أن نقف سدًّا منيعًا ضد المشروع الاستيطاني الجديد".

وحدة الصف

وشدد حنيني على أنه رغم الظروف الميدانية الصعبة والصحية بانتشار مرض "كورونا"، والسياسية بانسداد المشروع السياسي للسلطة، والأمنية بملاحقة المقاومين، "فإن شعبنا يبتدع كل الوسائل للدفاع عن أرضه".

وقال: "نحن نثق بالشعب البطل العظيم المثابر، بأنه سيخترع وسائل للدفاع عن أرضه وشعبه رغم كل المعوقات، سواء كانت سياسية أم أمنية أم صحية، والثقة عالية بأبناء شعبنا في الاستعداد للتضحية والمواجهة والدفاع عن أرضه".

وعن آليات الوصول إلى مواجهة شاملة مع الاحتلال، أكد القيادي في حماس، أن وحدة الصف على مبدأ مواجهة الاحتلال، أساس الانطلاق لإفشال المخططات الإسرائيلية لتصفية القضية الفلسطينية.

وقال حنيني: "نصيحتنا وطلبنا وأملنا في أبناء شعبنا أن يوحدوا صفوفهم في هذه المواجهة، وأدعو كل الفصائل الوطنية والإسلامية إلى توحيد الجهود في الضفة الغربية ورص الصفوف في مواجهة هذا المحتل".

وأشار إلى أهمية عودة الفصائل إلى ذكريات عمل الماضي سواء في الانتفاضة الأولى أو انتفاضة الأقصى الثانية، مضيفًا: "كنا نرتب صفوفنا معًا وكنا نشكِّل لجان الحراسة، وكنا ندافع عن أرضنا أمام العدو المجرم من أبناء فتح وحماس والجهاد والجبهات وكل الفصائل".

وتابع: "كنا دائمًا ننسق معًا ونعمل حتى ندافع عن أرضنا ومقدساتنا، وهذه الآلية هي التي نراها ناجحة وناجعة لمواجهة المشروع الاستيطاني الجديد".

وأردف بالقول: "نحن نثق بأبناء شبعنا أنهم سيمشون على درب الشهادة وذات الشوكة بالدفاع عن هذه الأرض والمسجد الأقصى وعن مقدساتنا وهذا هو الأمل في شعبنا"، موجهًا النداء إلى كل شباب الضفة الغربية والشعب الفلسطيني في كل أماكن وجوده بأن يهبّوا إلى المقاومة بكل أشكالها.

وتابع: "من يستطع أن يقاوم شعبيًّا بالمظاهرات، ومن يستطع ضرب حجر أو مولوتوف أو أن يطلق النار فليفعل، كل الخيارات مفتوحة أمام شعبنا، للدفاع عن أرضه، وهذا حق كفلته كل شرائع الدنيا البشرية والدينية".

وأضاف: "لا يأس ولا قنوط وإن سقط منا على الطريق شهداء، أو ذهب منا إلى الأسر الأحباب، كل ذلك لن يؤثر فينا، فسنبقى مستمرين على هذا الدرب".

موقف إيجابي

وحول قرار السلطة وقف العمل بالاتفاقات مع الاحتلال، قال حنيني: "نثمن أي موقف إيجابي تتخذه السلطة ضد الاحتلال، ومنها وقف العمل بالاتفاقات، وندعو إلى الأخذ به إلى وقف كل التنسيقات الأمنية والملاحقات للمقاومين".

وعبَّر عن أمله بأن "توقف السلطة مشروعها الأمني مع الاحتلال، حتى نستطيع بناء مشروع سياسي قوي، والدفاع عن أرضنا ونستردها، ونوقف المشروع الاستيطاني الجديد"، مؤكدًا أن حركة حماس تدعم قرار وقف العلاقة مع الاحتلال وتثمنه".

صفقة تبادل جديدة

وحول ملف صفقة تبادل الأسرى مع الاحتلال أكد حنيني أن حركة حماس أبدت الليونة وأعطت الرسائل الإيجابية للعدو ورئيس حكومة الاحتلال المجرم بنيامين نتنياهو؛ إلا أنه لا يزال مستمرًّا على موقفه الرافض بالتعامل مع هذه اللفتات والمبادرات الإيجابية من طرف المقاومة.

وقال: "ما زالت الحركة جاهزة لعقد صفقة جديدة إلا أن الاحتلال هو من يغلق الباب ويرفض هذه الفرصة"، مؤكدًا أن لدى قادة الاحتلال حساباتهم الشخصية والسياسية.

وأضاف: "ثقتنا بالمقاومة عالية وستجبر المحتل كما أجبرته في المرة الأولى على الخضوع والاستجابة لطلبات المقاومة"، موجهًا رسالته للأسرى أن الفرج سيتحقق لهم قريبًا.

وقال حنيني: "أحبابنا الأسرى هم الجرح النازف والمفتوح في قلوبنا، وعليهم أن يصبروا ويصابروا ويرابطوا، والفرج لهم قريبا، وقيادة حماس والمقاومة لن تنساكم وأنتم على سلم جدول أعمالهم ولقاءاتهم".