فلسطين أون لاين

تقرير تلة الجمجمة في حلحول.. صراع وجود وإثبات هوية

...
مستوطنون يقتحمون تلة الجمجمة بالخليل
غزة- جمال غيث

يصر عصام مرعب، على الوصول لأرضه في "تلة الجمجمة" شرق بلدة حلحول شمال مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية المحتلة، وزراعتها رغم مضايقات جيش الاحتلال الإسرائيلي المستمرة منذ أعوام، للدفاع عن أرضه ضد أطماع المستوطنين بإقامة بؤرة استيطانية جديدة أعلى التلة.

ويؤكد المزارع مرعب لصحيفة "فلسطين" أنه لن يتخلى عن أرضه الموجودة في "تلة الجمجمة"، ولن يتركها لأطماع الاحتلال وهوسه في السيطرة عليها حتى ولو عرضت عليه أموال طائلة.

ونصب مستوطنون صباح الجمعة الماضية، عدة خيام على "تلة الجمجمة" ضمن محاولاتهم لإقامة مستوطنة جديدة في المنطقة، وكانت مجموعة من المستوطنين اقتحمت الثلاثاء الماضي التلة، وأعلنوا عن نيتهم إقامة مستوطنة "معاليه حلحلول".

صمود الأهالي

وتشتهر المنطقة بتربتها الخصبة وزراعة العنب والتين والتفاح، وفق ما قاله المزارع مرعب لصحيفة "فلسطين" الذي أشار إلى أن المستوطنين وبدعم من سلطات الاحتلال يحاولون منذ أعوام الاستيلاء على التلة و لإقامة بؤرة استيطانية جديدة أعلاها.

ولفت إلى أن المستوطنين غادروا المكان ظهر أمس بعد تواجد الأهالي بالمنطقة ورفضهم مغادرة المكان، مؤكدًا أنه طوال السنوات الماضية، حاول المستوطنون الاستيلاء على التلة، وفشلوا لتصدي السكان أهالي المنطقة للمستوطنين.

ويدعو مرعب الأهالي لاستصلاح أراضيهم والبقاء فيها والتصدي لمحاولات الاحتلال الرامية للسيطرة على التلة وإقامة مستوطنة جديدة أعلاها.

و"تلة الجمجمة" تقع بين بلدتي حلحول وسعير في محافظة الخليل، ترتفع عن سطح البحر 1027 مترًا، وتحظى بأهمية استراتيجية كبيرة.

صوت واحد أطلقه مدير عام العلاقات العامة والدولية والإعلام في هيئة مقاومة الجدار والاستيطان يونس عرار، عبر جواله كان كفيلًا بتحويل "تلة الجمجمة" إلى ساحة مواجهة بين أهالي البلدة وجنود الاحتلال المستوطنين المدججين بالأسلحة.

ويؤكد عرار لصحيفة "فلسطين" أن المستوطنين حاولوا الاستيلاء على التلة أكثر من مرة، لكن دون جدوى بفضل صمود الأهالي وخشية جيش الاحتلال من إقدام الأهالي على إغلاق طريق الـ(60) الالتفافي ما يمنع تنقلهم ويعرضهم للخطر.

وبين أن المستوطنين أزالوا ظهر أمس، الخيام التي نصبوها مؤخرًا يوم الثلاثاء الماضي، أعلى التلة وبعد أن وصل إلى المكان نحو 1500 مستوطن بعائلاتهم بزعم إقامة احتفالية بالمنطقة، مضيفًا "المستوطنون والاحتلال يحاولون جس نبض الأهالي للاستيلاء التلة".

ويشير إلى أنه منذ الساعات الأولى لنصب المستوطنين خيامهم تواجد الأهالي بالمكان ورفضوا مغادرته قبل مغادرة المستوطنين وإزالة خيامهم كون المنطقة تعود ملكيتها لسكان بلدة حلحول وسعير شمال الخليل.

ويلفت إلى أن الاحتلال يعمل جاهدًا للسيطرة على التلة نظرًا لارتفاعها عن سطح الأرض ولأنها تكشف بلدتي حلحول وسعير، محذرًا من السيطرة على التلة، قائلًا: "في حال تم السيطرة على التلة ستسقط جميع الجبال الشرقية في المنطقة والبالغ عددها ثلاثة، وسيمهد ذلك لتمديد السياج الأمني في المنطقة وترحيل السكان بدعاوى أمنية.

نقطة إستراتيجية

بينما يؤكد الخبير في شؤون الاستيطان نصفت الخفش، أن المستوطنين وبحماية من جيش الاحتلال الإسرائيلي يحاولون فرض أمر واقع على المواطنين ومصادرة أراضيهم لإقامة بؤرة استيطانية جديدة.

ويقول الخفش لصحيفة "فلسطين": "إن جيش الاحتلال يعمل جاهدًا للسيطرة على نقاط استراتيجية كالمرتفعات الجبلية والتلال خاصة المناطقة المحيطة والقريبة من مدينة القدس والمناطق الدينية، للتحكم بالفلسطينيين وتقطيع أوصال الضفة الغربية والتحكم بأعداد الوافدين والمغادرين منها".

ويلفت إلى أن المستوطنين تغولوا على سلب مزيد من الأراضي الفلسطينية وتوسيع المستوطنات وذلك ضمن مخطط التوسع الاستيطاني تنفيذًا لخطة رئيس الإدارة الأمريكية دونالد ترمب السياسية، والمعروفة بصفقة ترمب نتنياهو.

ويلفت إلى أن الاحتلال يعمل جاهدًا على ضم الضفة الغربية من خلال مصادرة بعض الأراضي الفلسطينية وتوسعة المستوطنات والسيطرة على الطرق ومحاولة فرض أمر واقع لعملية الضم، مؤكدًا أن جميع الأراضي الفلسطينية باتت مستهدفة حسب الخرائط الإسرائيلية التي يعدونها ويحاولون تمريرها.

وتحظى "تلة الجمجمة" بأهمية استراتيجية، ولهذا يسعى المستوطنون وبحماية ودعم من جيش الاحتلال السيطرة عليه، حيث سيمكنهم ذلك من السيطرة على عدة جبال تحيط بها، والتحكم بحياة السكان بأكملها، ما سيلحق أضرارًا كبيرة بالقرى الفلسطينية، بحسب الخفش.

محاولات فاشلة

ويقول رئيس بلدية حلحول حجازي مرعب: إن مئات المستوطنين قدموا في حافلات من خارج المحافظة إلى جانب مناصريهم من المستوطنين في الخليل، واعتلوا تلة الجمجمة المطلة على الشارع الاستيطاني رقم (60) ورفعوا أعلامهم عليها وأطلقوا هتافات عنصرية معادية للعرب، تدعو للاستيلاء على أراضي التل المملوكة لمواطنين من بلدتي حلحول وسعير شمال الخليل.

ويشير مرعب لصحيفة "فلسطين" إلى أن قوات الاحتلال فرضت منذ يوم الثلاثاء الماضي، طوقًا كاملاً على التل وحولته إلى ثكنة عسكرية، ومنعت المواطنين والمزارعين من الوصول إلى أراضيهم وممتلكاتهم في المنطقة.

ويبين أنها ليست المرة الأولى التي تجري فيها محاولات للاستيلاء على أراضي وممتلكات المواطنين بهدف إقامة مستوطنة جديدة عليها، مؤكدًا أن أطماع المستوطنين لا تنتهي، فمنذ سنوات طويلة يسعون لاحتلال التلة وتحويلها إلى مستوطنة، ولكن كل محاولاتهم باءت بالفشل بفضل صمود وتصدي الأهالي.

وأوضح مرعب، أن سلطات الاحتلال التي تدفع بمستوطنيها للسيطرة على قمة التلة، هدفها سرقة أراضي المواطنين، ولخلق حالة تواصل بين مستوطنات جنوبي الخليل وشمالها ولتفتيت المنطقة إلى أجزاء.

ويضيف: "إن هذه الممارسات والاعتداءات التي يحاول المستوطنون المدججون بالسلاح من خلالها السيطرة على أراضي المواطنين وممتلكاتهم وسرقتها لصالح الاستيطان، لن تجلب أمنًا ولا سلامًا للمنطقة بل ستزيد من حدة التوتر".

ويشدد "لن نسمح لهم بالاستيلاء على أراضينا، وسنواجه مخططات الاحتلال بكل السبل المتاحة لنحافظ على أملاكنا وأراضينا التي ورثناها عن آبائنا وأجدادنا منذ آلاف السنين. واعتصم مئات المواطنين منذ يوم الثلاثاء الماضي حتى ظهر أمس، في "تلة الجمجمة" للدفاع عن أطماع المستوطنين بإقامة بؤرة استيطانية جديدة أعلى التلة.