فلسطين أون لاين

تقرير حوادث الطرق بغزة قضاء وقدر أم استهتار؟

...
الوسطى- فاطمة بشير

مصرع طفل غزي يبلغ من العمر ثلاث سنوات عقب دهسه من قبل شاحنة على شارع صلاح الدين، تصادُم بين سيارتين نتج عنه إصابة سيدة أربعينية بجروح خطرة.. أخبارٌ كثيرة بهذا الشكل نستقبلها بشكل شبه يومي.

فالعديد من الحوادث تهدد سلامة شوارعنا كل يوم، بدءًا من الحوادث البسيطة التي تُسبب أضرارًا كبيرة في  مركباتنا، وصولاً إلى حالات الوفاة الكثيرة ما بين السائقين والمشاة، حيث يطول الموت أطفالٌ صغار، وشبابٌ في مقتبل العمر، ونساءٌ لم يضعن أجنتهن، بسبب أخطاء جسيمة نرتكبها في حق أنفسنا وحق غيرنا؛ لذلك يبقى السؤال قائمًا، لمَ هذه الحوادث؟ ومن المسؤول عنها؟.

شوارع ضيقة

المواطنة إيناس محارب "عمة" الطفل مؤيد محارب الذي لاقى حتفه في حادث سير منذ أسبوعين في  مخيم النصيرات، بينت أنهم في العائلة يعتبرون الحادثة قضاء وقدر بالدرجة الأولى، لكن هذا الاعتبار لا يمنع وجود استهتار من قبل بعض السائقين خاصة سائقي الشاحنات الكبيرة في الأحياء الشعبية.

وأضافت متسائلة:" الشوارع السكنية لا تخلوا من الأطفال حيث أنها متنفسهم الوحيد خاصة في هذه الفترة وما نعيشه من حجر بسبب فايروس كورونا، فهل يُعقل أن يتم دخول شاحنات بأحجام كبيرة تفوق حجم الشوارع الفرعية ونتوقع أن ينجوا أطفالنا؟".

وأشارت محارب إلى أنهم اتخذوا قرار العفو عن السائق من باب المسؤولية الاجتماعية تجاه أبناء الشعب الواحد، ولأنهم أدرى الناس بما يعانيه المواطنون من حالة اقتصادية سيئة في قطاع غزة، موضحةً أن القضاء يجب أن يأخذ مجراه وما زال ملف الحادثة بيد الشرطة ويتم التحقيق فيه.

وطالبت وزارة النقل والمواصلات وشرطة المرور بسن قوانين حازمة أكثر تتعلق بتجهيز الطرق للمركبات الكبيرة في حال المرور في الشوارع الفرعية بين التجمعات السكنية، كما طالبت بمتابعة شاحنات النقل والسائقين من قبل الوزارة والشرطة بشكل مستمر.

جهل مروري

منذ بداية عام 2020 حتى  الرابع عشر من يونيو بلغ عدد حوادث السير في قطاع غزة 1083 حادث توفي على اثرهم 25 مواطن من كافة مناطق القطاع باختلاف أعمارهم وأنواعهم، وفقاً لمدير دائرة التوعية والارشاد في وزارة النقل والمواصلات خليل الزيان.

وأوضح الزيان أن الواقع المروري الذي يعيشه المواطنون والسائقون في قطاع غزة يحتاج إلى المزيد من الجُهود المكثفة من أصحاب القرارات لرفع المستوى الثقافي من الناحية المرورية ومتابعة حالة السير بشكل جدي في كافة المناطق في قطاع غزة.

وحول دور الأهل في الحفاظ على أبنائهم من التعرض للحوادث قال الزيان لـ"فلسطين": " دور الآباء والأمهات في رفع ثقافة التوعية المرورية لأبنائهم مهم جدًا كونهم الفئة الاكثر تأثيرًا عليهم خاصة الأطفال منهم, فيجب عليهم الاهتمام بقضايا السلامة المرورية منذ الصغر".

وأكد على دور وسائل الإعلام المهمة  ووزارة التربية والتعليم في المساعدة للحد من انتشار ظاهرة الحوادث المرورية , من خلال تكثيف الحملات الإعلامية والدروس التربوية حول هذا الموضوع بشكل كبير، وشرح القوانين التي تتعلق بالسلامة المرورية بشكل سلس قريب لقلب وذهن المواطن والطالب على حد سواء  لكي يتم استيعابها والعمل بها في كافة الظروف وبكافة الأشكال.

وأوضح وجود استهتار من السائقين بقوانين السير رغم معرفتهم بها، قائلاً:" ظروف القطاع السيئة لا تعتبر عائقاً أمام التزامهم، مما يتطلب حزماً  في المعاملة مع كل سائق لا يلتزم بالسلامة المرورية أثناء القيادة ولا يحترم المواطن الذي يجلس في السيارة أو يمشي في الشارع في أي وقت".

وبين وجود متابعة حكومية لمكاتب تأجير السيارات التي يقوم بعضها بتأجير سيارات لمَنْ هم  دون الـ18 عاماً، ولا يمتلكون رخصة، قائلاً:" المتابعة الحكومية شاملة كل المكاتب وفي كل الظروف وفي حال ضبط حالات مخالفة من قبل شرطة المرور لأي سيارة مؤجرة يتم تحويلها فورًا إلى النيابة ومحاسبة هذه المكاتب كما يجب".

وبين الزيان أن هناك قوانين تُلزم هذه المكاتب بإبرام عقود ما بينها وبين المُستأجرين مرفق فيهم رخص القيادة والعُمر للحصول على الشخص المتسبب بالأذى بكل سهولة في حال حدوث أي أمر مُخالف.