فلسطين أون لاين

تقرير " الضغوطات النفسية".. قاتل هادئ للإنسان

...
غزة- هديل فرحات

للصحة النفسية تأثير مساوٍ  للصحة البدنية على الإنسان، فكلما كان الإنسان أكثر توافقاً وتكيفاً مع المشكلات الحياتية، كلما كانت صحته النفسية مرتفعة وحياته أكثر سعادة وسهولة.

فالتمتع بصحة نفسية جيدة يؤدي لنضج الانفعالات الناتجة عن الأفراد، وتصبح أقل حدة وتأثيراً على صحته، ويتمكن من ضبط الانفعالات السلبية الناتجة.

انفعالات قاتلة

المحاضر بقسم علم النفس بجامعة الأقصى ماهر المجدلاوي، أشار إلى أن الضغوطات النفسية تلعب دوراً كبيراً اليوم في الانفعالات  الناتجة عن الأشخاص، والتي  تؤثر على مستوى صحتهم النفسية.

وقال:" من هذه الانفعالات التي قد تعتبر قاتلة القلق والتوتر، واذا ارتفعت فإنها تؤثر على ضغط الدم ومستوى السكر في الجسم"، مؤكداً على أن ارتفاع ضغط الدم قد يؤثر على القلب برفع عدد ضرباته، مما قد يسبب توقفه.

ونصح الإنسان بتبني أفكار إيجابية عند مواجهته لضغوطات مختلفة في حياته، مع ضرورة التكيف مع المشكلات التي يصعب حلها ومعايشتها.

وقال:" فتقبل وجود هذه المشكلات في حياتنا هي جزء من العلاج النفسي،  ويحدث هذا التكيف عن طريق ممارسة مجموعة من الأنشطة التي تقلل هذا التوتر والضغط، منها الرياضة ومتابعة المسلسلات للترفيه عن النفس".

ولفت إلى أن  كل هذه الأنشطة تعمل على تفريغ الانفعالات السيئة لدى الإنسان في حياته، ويستطيع بذلك الحفاظ على مستوى صحة نفسية مرتفع.

وجود رغبة

وبين  المجدلاوي أهمية وجود رغبة  قوية لدى الشخص، في الخضوع إلي العلاج النفسي، وطلب مساعدة الطبيب ليستطيع التخلص من هذه الانفعالات كالتوتر والاكتئاب وغيرها التي تتسبب بها الضغوطات المختلفة في الحياة.

وتابع: "فعدم وجود رغبة لدى الفرد يقلل  من تأثير العلاج النفسي عليه وقد يجعله معدوماً ، لذلك أول خطوة يتم اللجوء إليها في العلاج هو اقناع المريض بأهمية هذا العلاج لتزداد لديه الرغبة".

ونوه إلى أن الطبيب النفسي لا يعالج الجروح والأمراض الجسدية بل يعمل على معالجة الجروح الداخلية الروحية للأشخاص، مما يؤكد أهمية وجود رغبة للعلاج لدى المريض.

وبين أن نسبة المرضى النفسيين في قطاع غزة في الفترة الأخيرة ارتفعت وذلك  بسبب الأوضاع الراهنة، ولكن مراكز الاحصاء تعاني صعوبة بالغة في حصر الأعداد وذلك.

وعزا سبب ذلك، لتردد المرضى النفسيين بخصوص التوجه الي العيادات والأطباء النفسيين، وذلك بسبب خوفهم من نظرة المجتمع لهم.

واعتبر أهمية تعزيز الصحة النفسية، لأن  تدهورها غالباً يقف وراء الموت المفاجئ الذي يصيب الشباب في الوقت الحالي، مؤكداً أهمية الاهتمام بالجانب النفسي واللجوء إلي العلاج إذا لزم الأمر دون الشعور بالحرج.