لم يكن يعلم أسامة زيدات ابن الـ14 عامًا أن حُبه للعمل مع والده في الدّاخل المحتلّ سيتحوّل يومًا ما بفعِل الهوس الأمني إلى تُهمة تستوجب إطلاق النار عليه واعتقاله, فوجوده على مسافة قريبة من جنود إسرائيليين يُهدد حياتهم ولو كان خاليًا من وسائل المقاومة, ربما نظراته إليهم كانوا يرونها سكينًا, وقبضة يديه حجارة تُلاحق دبابتهم!
الطفل زيدات من سكان مدينة الخليل, لم يأخذ نصيبه من الطفولة سوى اسمها, كان يعمل مع والده في إحدى المناطق هناك, ذات مرّة اعتقدت دورية إسرائيلية أن أسامة يحمل سكينًا, فأطلقت النار عليه من مسافة خمسة أمتار فقط ثم اعتقلته والتُهمة جاهزة "محاولة طعن".
وبعد مكوثه في السجن ما يُقارب الخمسة الأشهر, أُفرج عنه بكفالة مالية تُقدر بـ 25 ألف شيكل, ليُفرض عليه بعدها إقامة جبرية في المستشفى العربي في بيت لحم إلى حين مجيء موعد المحكمة في 17/5/2017م.
المشاهد المروعة التي مرّت على أسامة في مرحلة الاعتقال, أثرت بشكلٍ سلبي على نفسيته, إذ يخبرنا والده أنه يبكي باستمرار, ناكرًا التهم الموجهة له ويظّل يُردد على والده: "كان بإمكانهم أن يعتقلوني دون أن يطلقوا النار عليّ على بُعد خمسة أمتار ويجعلوني حبيس السرير الأبيض".
قسوة وتعذيب
ويتساءل والد الأسير مراد زيدات كيف يمكن لطفلٍ لا يتجاوز الـ14 من العمر أن يُهدد حياة جنودٍ مدججين بالسلاح؟, متابعًا لفلسطين عن معاملة الاحتلال للأسرى الأطفال: "معاملته السيئة لا يُفرق فيها بين كبير وصغير, فابني أسامة عانى كغيره من الأسرى الأطفال من قسوة المعاملة والتعذيب, تخيلوا كانوا يركلونه بأقدامهم دون مراعاة لظروفه الصحية كونه مُصابًا في صدره وقدمه".
أسامة ذو الجسد النحيل الذي لا يقوى على فعل شيء إلا بمساعدة والديه, يشتاق لبيته ولبلدته, دائمًا يطلب من والده بأن يصحبه إلى البيت, لكن بفِعل الإقامة الجبرية فهذا ممنوع.
الطفل الأسير زيدات واحد من بين (300) طفل فلسطيني ما زالت إسرائيل تحتجزهم في سجونها، بين محكومين وموقوفين تقل أعمارهم عن (18) عامًا، بينهم (14) فتاة قاصر.