فلسطين أون لاين

ماذا يعني انتمائي للثورة؟

النباهة والفهم والعمل الصالح أساس العمل الناجح، والخلق الكريم للكادر المناضل دليل صدق الانتماء (...) ومن أهم صفات الثائر: (التواضع، وصون اللسان، والحُلم والصبر، وسلامة الصدر، والجود والكرم، والصدق، والشجاعة، والثبات، والتضحية، والدفاع عن الأرض والعرض).

الأمة الناهضة تحتاج إلى مثل هؤلاء الشباب أصحاب النفس الكبير الطموح للوصول لغايتها وهدفها، وما دون ذلك فهم دون، وهذا يحتاج إلى بناء النفس وإعدادها، والتدريبات الميدانية لإعداد السواعد وتجهيز العتاد على أساس برنامج كفاحي، وإعادة الاعتبار للمفاهيم الوطنية التي تؤكد كنس الاحتلال الصهيوني من بلادنا، فبقدر ما ينتشر في الأمة من مبادئ وأصول الانتماء الوطني، بقدر ما تضرب شجرة المقاومة والتحرير بجذورها في أعماق الأرض؛ ليستظل بأوراقها شباب الأمة الواعد من لظى الحقد والحسد والغل والتنافس الحقير على متاع الدنيا، لذلك لا يجوز لثوارنا وكوادرنا التعاطي مع الشائعات والظنون التي تُفسِّخ نسيج المجتمع السِلمي، ومرفوض نبش قبور الفتنة تحت أيِّ عنوان.

رسالة المقاومة الانتماء القوي للوطن والقضية، والتي تنطلق من الخلق القوي الصادق النابع من الإيمان بعدالة حقنا في التحرير والاستقلال، وهذا يوجب على الفلسطيني المنتمي للشعب ومقاومته التحلي بالصبر والحلم، فأمزجة الناس وعقولهم وطباعهم مختلفة (العاقل، والعاطفي، والمرن، والمتحجر) وهذه المعادلة كفيلة بفضح أصحاب الألسن الفاحشة والألفاظ والتعابير البذيئة وأهل اللغو والغيبة والنميمة.

وهنا ندعو شباب فلسطين المنتمي للوطن والقضية، لأن يكونوا أصحاب قلوب تقية نقية لا تحمل إثمًا ولا غِلًّا ولا بغيًا ولا حسدًا، فإنّ أثقل ما في الميزان يوم الحساب هو (الخُلُق، فمن فَسد خُلُقُه وساء عملُه لم يُسعِفه نسبه، عائليًّا كان أو تنظيميًّا).

لأن الشباب قوة ومستقبل وحياة كريمة، لأنكم أدركتم أن معنى السلام المزعوم طريق للذل والخزي والعار، ندعوكم للاسترشاد بمن سبقوكم من الشهداء على درب التحرير والاستقلال، مُقبلين غير مُدبرين، ونوصيكم برص الصفوف ودعم أهل المقاومة لتطويرها، ثوروا فلن تخسروا سوى القيد والخيمة، ربُوا أبناءكم على مفاهيم الحرية والكرامة والاستقلال وصدق المعاملة؛ لمواجهة أنظمة التطبيع والعدو الصهيوني.

إنَّ ما تمر به الأمة العربية والإسلامية يتطلب منا استغلال الفرص المتاحة التي تناسب حجم التحديات؛ كي يساعدنا في تعزيز نقاط القوة لمواجهة العدو الصهيوني والأنظمة العربية.

لأنكم شباب النخبة والطلائع في مجتمعاتكم، تتحلون بروح قتالية ومعنويات عالية وعقيدة ثابتة بالحق التاريخي وعدالة قضاياكم، نخاطبكم بروح الثائر المنتمي المتجرد من الفئوية، انطلاقًا من هذه المفاهيم نختص قيادة الشعب الفلسطيني بمطالبتها بقيادة حوار وطني شامل منقذ للقضية الفلسطينية، مذكِّرين كل أطياف الشعب الفلسطيني وفعالياته أنّ أزماتنا الفلسطينية تعالج بحوارنا الوطني المسؤول، ونحن اليوم أحوج ما نكون لذلك؛ للتصدي لسياسة الضم الصهيوني لأراضينا. ما يدور في الإقليم يُلزِم كل فلسطيني حر بذلَ أقصى جهد لإنجاح الحوار المذكور.

الأخ الرئيس، أزعُم أنك الأكثر خبرة في الفكر الصهيوني وممارسته، وتعلم أنَّ العدو لا يدّخر جهدًا لتشويه صورتك القيادية -حصار غزة، وقطع الرواتب، وسرقة رواتب الأسرى والمحررين، وقطع مخصصات الأسر المحتاجة اجتماعيًّا- كل ذلك ليفسدوا العلاقة الوطنية بين القيادة والشعب. الفلسطيني المنتمي لن يسمح بتسميم الأجواء الوطنية والسياسية في كل الساحات الفلسطينية بهذه الأوقات المفصلية من حياتنا، وسيحاسب الممارسين ومن يحاول حرف الأنظار عن ممارسة العدو الصهيوني في الضفة والأغوار، انطلاقًا من هذا الموقف ندعو سيادتكم والقيادة الفلسطينية لعقد العزم على الوحدة الوطنية لتفويت الفرصة على العدو وأزلامه، إيمانًا منا بالشراكة السياسية في إدارة البلاد والعباد.

شريحة الشباب الفلسطيني تدعو القيادة السياسية والفصائل للتقدم لإدارة حياة الشعب الفلسطيني، مؤكدين رفضهم لسياسة الانتظار السلبي التي تمارسها هذه القيادات مكتفية برفع الشعارات وتحميل المسؤوليات لهذا الطرف أو ذاك، خطاب الشباب الفلسطيني يذكر القيادة والفصائل أنَّ أوسلو مضى عليه 27 عامًا دون استقلال أو دولة أو عودة بل تراكمت بين أروقته الأزمات وتعقدت الحياة اليومية وأصبحت لا تُطاق، الأخطر من ذلك ضياع الوقت دون استثماره وضياع زهرة عمر الشباب، كل ذلك أدى لهبوط مستوى معالجة القضية السياسية الفلسطينية في الإقليم، لدرجة اختلاط أوراق التحالفات بصورة مقرفة، وأصبح العدو الصهيوني قبلة للأنظمة العربية، بل أصبح العدو الصهيوني أساس تحالفات المرحلة لأنظمة الرجعية العربية، وأن الفلسطينيين معوقون للتقدم والتنمية في الشرق الأوسط الجديد.

على الشباب الفلسطيني أخذ زمام المبادرة والقيادة لأنه القادر على التضحية وأخذ القرارات المصيرية؛ لأنها تمسه قبل كل المجتمع.