لربما لم تجمعني بالرجل لقاءات خاصة عديدة، كما لا أحب التسحيج لأحد، ببساطة لأني لست صاحب مصلحة في عرض من الدنيا زائل، إلا أنني وجدت نفسي أمسك القلم وأكتب شهادة للتاريخ بعد انتهاء لقائي بالأخ القائد يحيى السنوار.
وجدت قائدًا وطنيًّا بكل ما تحمله الكلمة من معنى، يحمل هموم شعبه، يتابع بنفسه أدق التفاصيل، يعمل حثيثًا من أجل رد المظالم وإنصاف المظلوم، ليس لديه ما يخفيه في الشأن العام، يتعامل بشفافية عالية، تشعر من كلامه وتعبيرات وجهه بالصدق والأمانة في كل كلمة ينطق بها، لديه سعة صدر وتقبل لجميع الآراء دون حساسية، يصغي للمتحدث بكل اهتمام، يعمل على تذويب الجمود سريعًا، تشعر وأنت تجالسه أنك تخاطب صديقًا لك تعرفه منذ سنوات عديدة، متواضع مع الجميع، يكرم ضيوفه بنفسه، يحسن استقبالهم والترحيب بهم.
هذه صفات قلما تجدها في قادة الشعب الفلسطيني، فالأخ أبو إبراهيم نموذج للقائد الوحدوي، يعمل من أجل فلسطين، بعيدًا عن الحزبية الضيقة، يحلم باليوم الذي يحرر فيه الأرض والإنسان من المحتل الصهيوني وإقامة دولة فلسطين التي يتمتع فيها كل مواطن بالحرية والكرامة.
وأنا أتحدث عن هذا القائد تمنيت لو كان قادة شعبنا جميعًا بمثل هذه الصفات والحماسة، لا شك سنكون أفضل من الواقع بكثير وسنكون أقرب إلى التحرير من أي وقت مضى، فأبو إبراهيم لا يحب الأضواء، يفهم عدوه جيدًا، ويعمل على مدار الساعة، ويتابع عشرات الملفات المهمة دون كلل أو ملل، حتى إنه لا يلتفت إلى حياته الخاصة واجتماعياته كثيرًا؛ فالمسئولية تأخذه حتى من بيته وأقرب الناس إليه.
أقولها بكل أمانة: امض -يا أبا إبراهيم- وسر على ما أنت عليه؛ فقلوبنا معك وشعبنا بجوارك حتى تحقيق ما تحلم ونحلم به.