استثمر انقطاع التيار الكهربائي، وأضاء شمعة ووضعها بداخل شمعدان على طاولة، وبخفة يد وظروف مناسبة لفن الخداع البصري والعقلي (الوهم) "خدع" من حوله، وطارت الطاولة والشمعة التي عليها، الموقف أرعب الموجودين جميعًا ودفعهم للهرب.
الشاب عهد الشيخ (20 عامًا) طالب في كلية القانون، يقطن بمدينة غزة، ذات يوم شاهد شخصًا يمارس فن الخداع البصري والعقلي بطريقة ترفيهية ممتعة وهو في سن 16 عامًا، وأصبح يقف أمام المرآة ساعات طويلة ليتعلم كيف يمكنه ممارسته بعدما أعجب به.
يقول لصحيفة "فلسطين": "لجأت إلى كتب بلغات مختلفة -خاصة المترجمة عن الفرنسية- لأتعرف أكثر إلى هذا الفن، لكونه يدرس في الجامعات، وأصبح لدي ميول لمشاهدته ومتابعته من مختلف الثقافات في العالم، ومن هنا بدأت أتعلم ألعاب الخفة والخداع".
موهبة الشيخ لم تكن موجودة عنده بالفطرة، لكنه عمل على التدرب المتواصل والمستمر خمسة أعوام حتى تمكن من تطويرها من الصفر إلى درجة الاحتراف.
يضيف: "أخصص جزءًا من يومي للتدرب على الأنماط والتأثيرات الحديثة لفن الوهم، وأعمل على دمج عنصر الدراما".
ويلفت الشيخ إلى أن الخداع البصري والعقلي (فن الوهم) قائم على أن العين ترى معطيات تنقل صورتها إلى العقل، ولخداع العقل لا بد للعين أن ترى معطيات غير حقيقية من طريق الوهم، منبهًا إلى أن الوهم فن يصعب إتقانه بسهولة.
ويشير إلى أن هذا النوع من الموهبة كان له أثر على شخصيته إذ إنها طورت ونمت من مدارك الفكر بالعمل مع فئات المجتمع كافة بمختلف أعمارهم، بجانب التعرف إلى الثقافات الخارجية المهتمة بهذا الفن.
وهذا النوع من الفن له أدواته الخاصة، إضافة إلى كل شيء ملموس يمكن دمجه واستخدامه، وفق ما يوضح الشيخ، الذي كان يلقى التعليقات الداعمة والمشجعة من والديه لكون هذا الفن سيضيف شيئًا جديدًا لذاته.
ومن المشاكل التي واجهته طبيعة المسرح، والحاجة لتوفير بيئة مناسبة لإيصال فكرة فن الوهم، والتعليقات السلبية من بعض، "فهناك من يظن أن ما أقوم به هو سحر، ما يدفعني لنفي ما أقوم به وشرح الفكرة فورًا" يقول الشيخ.
وأكثر الفئات التي تنجذب لأعماله فئة الأطفال والشباب، وينفذ أعماله أينما يوجد الجمهور، وهو يفضل وضع موهبته في إطارها الطبيعي، وهو العروض الترفيهية.
وشارك الشيخ في عدد كبير من العروض، ومسابقة صيف غزة التي تأهل فيها حتى نهائيات المرحلة الأخيرة.
ويحلم ببناء مسرح خاص يلائم عروض فن الوهم، تتوافر فيه كل الأدوات اللازمة لنقل فكرة هذا الفن بجودة عالية إلى المشاهد.